بالأمس أعلن رئيس الدولة العبرية شيمون بيريز من على شاشة الجزيرة الفضائية أن بلاده تسعى أن تنجز سلاما بينها وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى إقامة مصانع للتكنولوجيا الناعمة في كل من آريحا وجنين، بإمكانها إستيعاب 135 ألف موظف، تفضي إلى قيام دولة كأنها سنغافورة. وما لم يعلنه بيريز أن هكذا كيانا سيسال له لعاب أهل غزة والقطاع، ما يجعلهم يثورون على أوضاعهم الإقتصادية البائسة ليلحقوا قطار التنمية والإزدهار، خاصة وأن بيريز ذاته تعجّب كيف أن الغزيين مستمرون في المقاومة وإطلاق الصواريخ برغم الإنسحاب الإسرائيلي وتفكيك كافة المستوطنات من القطاع، وهو أطلق تحذيرا إليهم بأن كل صاروخ يطلق على إسرائيل سيلاقي ردا بعشرة أمثاله أو أكثر.
شيمون بيريز |
إلى ظلم وطردوا من منازلهم على يد جماعة متشددة، قام على اثرها الرئيس اليمني بالتدخل شخصيا لحمايتهم وإحقاق حقوقهم كمواطنين يمنيين. حين يتحدث أحد منا عن إسرائيل نعني بها تلك الدول الباغية المتغطرسة التي سلبت حقوق الفلسطينيين والعرب وشنت عليهم حروبا مدمرة وقتلت منهم الآلاف. نقول لبيريز، لا عليك يا فخامة الرئيس من هموم الفلسطينيين الإقتصادية والإجتماعية، فهؤلاء بنو كنعان عاشوا على هذه الأرض آلاف السنين، اكتفوا فيها بسنبلة قمح وغصن زيتون وعنقود عنب، نذكّر فقط أن بيريز صاحب هذا المنصب الفخري في إسرائيل والحائز يوما على جائزة نوبل للسلام، واحد من القادة الإسرائيليين الأكثر شراسة ودموية. معروف عنه إرتداءه قفازات حريرية حين ينقضّ على ضحيته لافتراسها، وهو «بطل» عملية عناقيد الغضب التي راح ضحيتها مئات من الأطفال والنساء والشيوخ في مجزرة قانا اللبنانية حين كان يومها رئيساً للوزراء. فيا ليت يشجينا بيريز بصمته عن إطلاق الوعود والمشاريع، فلو كانت نفعت لاستثمرها الناس قبل ربع قرن حين أطلقها لأول مرة، فالقضية الفلسطينية مسألة بالغة التعقيد إن كانت سوف تحل يوما فلن يحلها سوى إسترجاع الفلسطينيين لحقوقهم أو إستمرارهم في الصراع إلى يوم الدين.
Leave a Reply