ديترويت – بعد رصد أخطاء واسعة النطاق في تعداد الأصوات الغيابية بمدينة ديترويت خلال الدورة الانتخابية الأخيرة التي أجريت في 4 آب (أغسطس) الجاري، طلبت هيئة الانتخابات في مقاطعة وين، الأسبوع الماضي، تدخل سكريتاريا ولاية ميشيغن لضمان سلامة العملية الانتخابية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ويأتي طلب تدخل سكريتاريا الولاية، بعدما تبين أن 72 بالمئة من مراكز التصويت الغيابي في مدينة ديترويت أظهرت تناقضاً كبيراً بين أعداد أوراق الاقتراع من جهة، وأعداد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم من جهة أخرى.
وبرر جوناثان كينلوك، نائب رئيس هيئة الانتخابات في مقاطعة وين، تناقض الأعداد بأنه ربما يكون نتيجةً لأخطاء موظفي الانتخابات، مؤكداً «أنهم بحاجة إلى تدريب أفضل».
وقال: «يجب أن يكون لدينا موظفون مدربون يركزون على إنهاء ليلة الانتخابات بشكل دقيق»، نافياً أن يكون للأخطاء التي حدثت في تعداد الأصوات الغيابية، أي تأثير على النتائج النهائية.
وبناءً عليه، أرسلت هيئة الانتخابات في مقاطعات وين، رسالة إلى سكرتيرة الولاية، جوسلين بنسون، للمطالبة بتعيين مراقب عام للإشراف على تدريب وإدارة لجان تعداد الأصوات الغيابية في مدينة ديترويت خلال انتخابات نوفمبر.
كما دعت الهيئة، بنسون إلى «إجراء تحقيق بشأن التدريبات والآليات التي اعتمدتها مدينة ديترويت في انتخابات أغسطس التمهيدية»، وسط انتقادات علنية من بعض أعضاء الهيئة لأسلوب مسؤولة الانتخابات في المدينة، جانيس وينفري (سيتي كليرك)، حيث لم يستبعد أحد الأعضاء إمكانية المطالبة لاحقاً بوضع الانتخابات القادمة في ديترويت، تحت الإشراف المباشر لسكريتاريا الولاية.
وكانت ديترويت قد واجهت مشاكل مماثلة في التوفيق بين الأصوات في العديد من مراكز الاقتراع، مع البدء بإعادة فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة 2016، بطلبٍ من مرشحة «حزب الخضر» –آنذاك– جيل ستاين.
وأظهرت مراجعة سكريتاريا الولاية حينها، أن هذه التناقضات جاءت نتيجة «أخطأ بشرية»، وقد تم تزويد المدينة لاحقاً بماكينات حديثة لفرز الأصوات، بعدما ألقى المسؤولون المحليون، بالمسؤولية على الماكينات القديمة.
وعلى الرغم من عدم التشكيك بنتائج انتخابات أغسطس، لفت كينلوك إلى أنه بموجب قانون ولاية ميشيغن، فإن مراكز التصويت التي تكون فيها الأصوات غير متطابقة مع أعداد المقترعين، تُعتبر غير مؤهلة لإعادة فرز الأصوات، وهو ما قد يمثل مشكلة في السباقات الانتخابية المتقاربة، لاسيما مع الزيادة الكبيرة في عدد الأصوات الغيابية المتوقعة في نوفمبر القادم، بسبب وباء كورونا.
من جانبها، قالت تريسي ويمر، المتحدثة باسم بنسون، إن مكتب الانتخابات التابع لسكريتاريا الولاية «سوف يعمل مع مدينة ديترويت لتحديد أي أخطاء قد تكون حدثت في معالجة الأصوات الغيابية، ولتطبيق أي تحسينات لازمة على إجراءات التدريب قبل انتخابات نوفمبر».
وتطالب بنسون، المشرعين في ميشيغن بإجراء تعديلات على قانون الانتخاب في الولاية لتعزيز القدرة على إحصاء الأصوات الغيابية بسرعة، محذرة من أن الإعلان عن نتائج الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء 3 نوفمبر، قد يستغرق عدة أيام، «ربما حتى الخميس أو الجمعة»، بحسب قولها.
وتطالب بنسون بالسماح باحتساب الأصوات الغيابية التي يتم ختمها وإرسالها بواسطة البريد خلال يوم التصويت، حتى إن وصلت إلى مراكز الفرز بعد يومين اثنين من إغلاق صناديق الاقتراع.
وتأتي التغييرات الانتخابية التي يحاول المسؤولون فرضها في العديد من الولايات الأميركية في ظل استمرار وباء كورونا، وسط تحذيرات متزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أن الديمقراطيين قد يلجأون إلى تزوير الانتخابات القادمة من خلال التلاعب بالأصوات الغيابية التي يتم إرسالها عبر البريد والتي يصعب التحقق من صدقيتها بسرعة، وفقاً للرئيس الجمهوري.
Leave a Reply