حسن خليفة – «صدى الوطن»
يشعر السكان فـي ديترويت بالقلق من الآثار البيئية السلبية التي قد تنجم عن مشروع بناء جسر توأم لجسر «أمباسادور» الشهير الذي يربط ديترويت بمدينة ويندزور الكندية والذي يملكه رجل الاعمال مانويل «ماتي» مارون.
منتزه «ريفرسايد بارك» المملوك للمدينة، وهو قطعة أرض مفروزة لبناء المرحلة الثانية من الجسر، أكد الملياردير مانويل «ماتي» مارون صاحب جسر«إمباسادور»، انها ملوثة. وفـي محاولة لإعادة فتح المنتزه، بدأت شركة الطاقة «دي تي إي انرجي» بعملية تنظيفه وتقييمه فـي وقت سابق من هذا الربيع من المواد الخطرة المحتملة التي خلفها وراءه مصنع الغاز التاريخي للشركة التي هجرته.
والمنتزه «ريفرسايد بارك» هو جزء من مقترح تبادل الأراضي التي تنطوي على قطعة من الأرض التي يملكها مارون وأخرى مملوكة للبلدية. ويسعى مارون منذ مدة طويلة لبناء المرحلة الثانية من جسر «إمباسادور» وخاض من دون جدوى معركة ضارية لوقف بناء جسر جديد جنوب جسر «امباسادور» الحالي. ومن المقرر أن يتم افتتاح هذا الجسر الجديد، «غوردي هاو بريدج إنترناشيونال»، فـي عام ٢٠٢٠.
وتم اكتشاف مواد خطرة فـي أرض المنتزه من قبل شركة مارون المعروفة بـ«جسر ديترويت الدولي» (DIBC)، فـي عام ٢٠١٢، مما أدى إلى حمل الشركة الخاصة على تسوير جزء من الحديقة المملوكة للبلدية وعزلها عن الجمهور، وفقاً لتقرير مجلة «كرين بيزنيس» فـي ديترويت.
وفـي السابق كانت شركة مارون قد سيجت المنتزه بطريقة غير قانونية لمدة ١٠ سنوات بعد هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١ الإرهابية، معللة الأسباب بالأمن القومي. ونصبت يافطات وهمية من الامن الداخلي الى ان قام سكان ديترويت الذين ضاقوا ذرعا بالحصار غير القانوني بتقطيع السياج يدوياً.
أيريكا دونرسون أخصائية العلاقات الإعلامية فـي شركة «دي تي اي انرجي» قالت «اننا لسنا على علم بتفاصيل محددة تتعلق بأخذ اي عينات او بوجود اي تحقيق من قبل شركة الجسر، تم او نوقش مع بلدية ديترويت أو دائرة ميشيغن حول جودة البيئة».
ووفقاً لأليسيا برادفورد، مديرة إدارة الترفـيه فـي ديترويت، فإنه يتم «تقييم خطر التلوث والهدف من ذلك هو إعادة فتح منطقة ترفـيهية وقارب إطلاق رئيسي فـي وقت متأخر من هذا الصيف».
ويتكون التلوث من المواد الهيدروكربونية والنيكل والكروم والرصاص وهذه المواد مدفونة ثمانية أقدام تحت مستوى سطح الأرض، وفقا لتقرير صادر عن دائرة جودة البيئة.
مصنع الغاز الموجود سابقاً على أرض المنتزه كان مخصصاً لتصنيع التدفئة والغاز من ١٨٦٧ إلى ١٩٥٤ عندما ملكت شركة «ميشكون» MichCon الآن «دي تي اي انرجي» المصنع، حتى انها اضطرت إلى إجراء مشروع إصلاح «للتربة والهيدروجيولوجية» على جزء من العقار فـي عام ١٩٨٦.
وقال مايك جاكوبس، وهو مهندس التشجير التابع للبلدية، انه ليس لديه أدنى فكرة عما لو كان المنتزه ملوثاً. واضاف أيضاً أنه منذ ان تم تسييجه، انخفض التمويل له بشكل ملحوظ بسبب التخفـيضات فـي الميزانية والإنفاق على الحدائق العامة الأخرى التي تحتاج إلى صيانة.
وفـي العام الماضي، تم اقتراح وضع ميزانية مقدارها ٢٠٠ ألف دولار لإزالة النفايات الخطرة، وفقاً لدائرة الجودة البيئية.
ولكن لا جاكوبس ولا دونرسون كانا قادرين على تفسير كيفـية السماح لشركة مارون المملوكة للقطاع الخاص للقيام بإجراء تجارب بيئية على الممتلكات العامة. وكان رد فعل جاكوبس على استفسارات الصحيفة انه موضوع مثير للجدل، لا يستطيع الكلام حوله مشيراً إلى أن الموظفـين لم يؤذن لهم لإعطاء مثل هذه المعلومات للصحافة.
ويحاول سكان ومسؤولون محليون، مثل النائبة السابقة فـي مجلس ميشيغن التشريعي رشيدة طليب، الدفع باتجاه القيام بدراسة كاملة حول الأثر البيئي. وقالت طليب إن الجسر ومؤخر البناء يؤثران سلباً على قيمة العقارات فـي ديترويت والصحة العامة وحركة السير ويؤدي إلى قيادة الشاحنات الكبيرة عبر الأحياء.
ومصدر القلق الآخر حول افتتاح الجسر هو التلوث من الشاحنات. وتحدث أليكس غارزا وهو مقيم فـي جنوب غربي ديترويت ضد بناء جسر توأم فـي جلسة عُقدت من اجل التقييم البيئي لدى خفر السواحل الأميركية.
Leave a Reply