محمد العزير
كانت الصورة غير كاملة يا لينا*… ثمة مشاهد، مهما كانت رائعة ومفرحة تبقى غير مكتملة، أو تسكنها حسرة لا تتبدد مهما تقادمت الأيام.
وقفت ابنتنا زينة بكل حضورها الجميل وكل ثقة أمام قوس العدالة لتردد مع القاضي الصديق الأستاذ سالم سلامة في محكمة ديربورن، التي كان أول قاضٍ عربي اميركي ينتخب لكرسيها ويتولى رئاستها، اليمين القانوني لتكرس نفسها محامية تصبو إلى الدفاع عن العدالة، خصوصاً للمهمشين والمهاجرين والملونين والنساء ممن لا تسمح لهم أحوالهم بالتماس حقوق تحتاج إلى إمكانات للحصول عليها.
كانت زينة محاطة بالجميع، لكن المشهد الذي سكنته الحسرة منذ رحلت مبكراً قبل 24 سنة ونيف، هي الحسرة ذاتها التي ترافق بيتنا في كل مناسبة فرح أو نجاح لزينة أو حسن أو جنان أو نادين أو سحر… صحيح ان الصغيرات لم يعرفنك بالشكل لكنك بالنسبة لهن خسارة توازي عاطفياً ما ينتاب زينة وحسن من مشاعر وهما يحتفلان، تماماً كما تعيشها جنيفر التي تسعى بكل حب في الدنيا أن تعوض لنا شيئاً من الغياب الصعب.
كنت معنا يا لينا في موقعك الدائم في القلب الذي ينطق دمعة في عيون أهلك وأصدقائك وبيتك الذي لا يزال يجمعنا تحت سقف حبك وطيبتك وإنسانيتك… كنت مع كل واحد منا، لكن المشهد لم يكن مكتملاً في الصور.
ما يخفف الحسرة أن تري زينة في بداية مسار سيكون بلا شك مصدر فخر وعز، كما رأيت حسن وعايدة في زفافهما وبيتهما وكما سترين الصغيرات. الكل يا لينا يريدك أن تكوني فخورة، والكل يعمل لتبقى ذكراك مصدر إلهام ومودة.
لم تنته مهمتي بعد يا لينا، ولن تنتهي حتى يكون اسمك عنواناً لمؤسسة إنسانية اجتماعية تحقق شيئاً مما كنت تطمحين إليه خصوصاً في تمكين البنات والنساء وخدمتهن. الآن صرت على ثقة أن الهدف يقترب، وأن هناك من يحمل المشروع في قلبه وعقله عن دراية وجدارة.
* لينا سلامة العزير والدة زينة وحسن، رحلت عن دنيانا وهما طفلين
Leave a Reply