«اتحاد عمال السيارات» يشترط تطبيق إجراءات وقائية مشددة لاستئناف الإنتاج
ديترويت – بينما تستعد شركة «فيات كرايسلر» لإعادة تشغيل مصانعها في الولايات المتحدة بحلول 4 أيار (مايو) الجاري، لاتزال شركتا «جنرال موتورز» و«فورد» لصناعة السيارات، تخوضان مفاوضات شاقة مع «اتحاد عمال السيارات» لوضع إطار زمني لإعادة تحريك عجلة الإنتاج، في وقتٍ بلغت فيه خسائر الشركتين العملاقتين مستويات فادحة بسبب وباء كورونا وتعطيل الاقتصاد.
ويصرّ «اتحاد عمال السيارات» على تطبيق جميع الإجراءات الوقائية المطلوبة في مصانع الشركتين قبل إعادة الإنتاج، تفادياً لانتشار فيروس «كوفيد–19» بين العمال، وذلك عبر التزام كافة إرشادات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي)، و«منظمة الصحة العالمية»، لمكافحة الوباء.
ورغم إغلاق مصانع السيارات، يجري حالياً إنتاج معدات طبية متنوعة في عدد من منشآت «جنرال موتورز» و«فورد» في ميشيغن، وذلك بالتزام معايير «التباعد الاجتماعي»، حيث يحافظ العمال المتطوعون على المسافة الآمنة (ستة أقدام على الأقل)، ويخضعون لفحص الحرارة دورياً إضافة إلى تعقيم اليدين بانتظام وارتداء الأقنعة والنظارات الواقية خلال أوقات العمل.
ويريد «اتحاد عمال السيارات» اعتماد بروتوكولات مماثلة لإعادة فتح المصانع، وهو ما دفع «جنرال موتورز» و«فورد» إلى مباشرة العمل على وضع خطط لإعادة تصميم خطوط الإنتاج في مصانعها بما يتناسب مع الشروط الوقائية.
وقال روري غامبل، رئيس «اتحاد عمال السيارات»، إن النقابة تعتقد أن إعادة بدء الإنتاج في أوائل شهر مايو «مبكر للغاية ومحاط بالمخاطر» بالنسبة للعمال، لكن ذلك لم يدفع «فيات كرايسلر» –حتى الآن– إلى تغيير موقفها من إعادة فتح مصانعها الاثنين القادم.
وجاء بيان غامبل بعد مفاوضات جرت بينه وبين الرئيسة التنفيذية لـ«جنرال موتورز» ماري بارا، والرئيس التنفيذي لشركة «فورد» جيم هاكيت، والرئيس التنفيذي لشركة «فيات كرايسلر» مايك مانلي حول إعادة فتح المصانع المغلقة منذ آذار (مارس) الماضي.
وقالت «فيات كرايسلر» إن الشركة تواصل «جعل صحة ورفاهية موظفيها أولوية قصوى» لكنها لم تعدل تاريخ إعادة تشغيل المصانع بحلول الرابع من مايو الجاري، مؤكدة أنها «سنستأنف العمليات في أماكن عمل آمنة، ومعقمة لحماية جميع موظفينا».
وأجبر تفشي كورونا، عمالقة ديترويت على إيقاف الإنتاج وإغلاق المصانع لعدة أسابيع أو شهور، واستأنف بعضها عملياته في الخارج تدريجياً، ولكن ليس داخل الولايات المتحدة.
وقامت شركة «جنرال موتورز» بإعادة افتتاح آخر 15 مصنع تجميع في الصين والتي كانت قد توقفت منذ كانون الثاني (يناير) الماضي.
كما قالت «فيات كرايسلر» إنها طبقت بروتوكولات الوقاية في مصانعها بالصين «للعودة التدريجية والآمنة» وهي تشمل إعادة تصميم محطات العمل للحفاظ على المسافة الاجتماعية المناسبة وتوسيع بروتوكولات التطهير والتعقيم في جميع مواقعها.
كذلك، ذكرت «فورد» أنها تعتزم استئناف تشغيل مصانعها في أوروبا تدريجياً اعتباراً من الأسبوع المقبل، بينما لا تزال مصانع الولايات المتحدة مغلقة حتى إشعار آخر، بسبب شروط الاتحاد العمالي.
خسائر فادحة
ومع استمرار الغموض المحيط بتاريخ عودة الإنتاج في مصانع «جنرال موتورز» و«فورد»، يشتد الخناق المالي على الشركتين بعد تسجيل خسائر فصلية فادحة خلال الربع الأول من العام 2020 بسبب الانحدار الحاد في المبيعات خلال تفشي وباء كورونا
فقد أعلنت شركة «فورد»، ثاني أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة ومقرها ديربورن، تسجيل خسائر تجاوزت ملياري دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، متوقعةً تسجيل خسائر بأكثر من 5 مليارات دولار خلال الربع الثاني.
وسجلت «فورد» خسائر فصلية قدرها 2.2 مليار دولار أو ما يعادل 50 سنتاً للسهم في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مقارنة بأرباح بلغت 1.1 مليار دولار أو 29 سنتاً للسهم خلال الفترة نفسها من 2019.
وهبطت مبيعات الشركة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بنسبة 15 بالمئة لتصل إلى 34.3 مليار دولار انخفاضاً من 40.3 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي ظل اشتداد الأزمة، كشفت «فورد» مؤخراً عن اقتراض أكثر من 15 مليار دولار عبر خطوط ائتمان قائمة، كما أصدرت سندات بقيمة ثمانية مليارات دولار لدعم ميزانيتها.
من جانبها، علقت «جنرال موتورز» برنامجها لتوزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم، وذلك للحفاظ على السيولة المالية للشركة في ظل تفشي كورونا. وقالت الشركة، التي تتخذ من ديترويت مقراً لها، إنها ستمدد برنامجها للتسهيلات الائتمانية بقيمة 3.6 مليار دولار حتى أبريل 2022، لتعزيز السيولة المالية، مؤكدة أنها اتخذت تدابير تقشفية أخرى للحفاظ على السيولة.
Leave a Reply