أصدر المركز العربي للخدمات الاجتماعية والاقتصادية (أكسس) تحذيرا الى الجالية العربية، خصوصا اولئك الذين يسافرون الى منطقة الشرق الأوسط، من مرض يصيب الجهاز التنفسي يسمى «ميرس»، اختصاراً لـ«عارض مرض تنفسي شرق أوسطي». وقد أدى المرض الناجم عن الإصابة بهذا الفيروس الى وفاة 47 شخصاً إضافة الى إصابة 100 .
وقد حض «أكسس» الذين أتوا حديثا من الشرق الاوسط ويعانون حاليا من عوارض مرضية تشبه مرض الانفلونزا مثل الحرارة المرتفعة والسعال وضيق النفس، الى الإسراع فورا لمراجعة طبيب مختص، كذلك حث المركز كل من يعاني من هذه العوارض أن يتجنب الاتصال المباشر مع الباقين وأن يلبس أقنعة في حال زار عيادة الطبيب.
وحسب مسؤولين في دائرة الصحة العامة، فإن انتشار وباء «ميرس» قد بدأ منذ 15 شهرا في قرية صغيرة تقع في السعودية حيث ان المريض الاول التقط الفيروس بسبب قربه من براز وطواط كان يحمل فيروسا يسمى «كورونا فيروس» وهو شبيه بفيروس وباء «سارز» الذي انتشر عام 2003 وأدّى الى وفاة 800 شخص موزعين في أنحاء العالم.
ومع ان الوطواط، المسمى «توم الخفاش»، لا يعض البشر عادة أو يقترب من مصادر طعامهم، الا ان المحتمل ان يكون الفيروس الذي يحمله قد انتشر في الهواء عبر بعض الحيوانات والحشرات التي تكون قد اتصلت مباشرة او اقتربت من براز الوطواط، واستنادا إلى «مركز الالتهاب والمناعة» في «جامعة كولومبيا»، فان الضحية البشرية الأولى كان رجلا في الستين من عمره وكان يملك مستودع دهان مع حديقة ضخمة كانت غالبا نقطة جذب للحشرات التي عادة ما تقتات عليها الخفافيش.
وقد قام فريق من الباحثين في «جامعة كولومبيا» برئاسة الدكتور إيان ليبكن بجمع عينات براز من سبعة فصائل من الخفافيش تعيش في ثلاثة اماكن في الشرق الاوسط، وذلك من أجل تحديد مدى انتشار الفيروس لدى الخفافيش وما اذا كان سوف يصيب عددا كبيرا من الحيوانات. ويعتقد الخبراء أنه إذا انتشر الوباء الى الحيوانات الاخرى مثل الغنم أو البقر أو الجمال فإن من المحتمل أن تنقل هذه الحيوانات الفيروس الى الانسان. وسبق للباحثين أن حددوا إصابة بعض الجمال بهذا الفيروس، واعتقدوا في المراحل الأولى من البحث، أن الجمل كان مصدر الفيروس قبل ان يتوسع البحث ويتوصل الى ان السبب هو الخفافيش الحاملة للفيروس. وبالاضافة الى الخفافيش فإن الفحوصات قد امتدت حالياً الى قطاع المواشي لتحديد ما إذا كانت تحمل الفيروس أيضا، وبينما لم يعرف بالضبط بعد كيف انتقل المرض الى البشر، الا ان اعشاش الخفافيش وغيرها من الحيوانات المصابة بالفيروس يعتقد بأنها السبب في ذلك خلال اقتراب الانسان منها.
والخطورة في الموضوع أن الفيروس يبدو انه تخطى منطقة الشرق الاوسط ايضا، ومع أن «توم الوطواط» لا يغادر مكانه في منطقة شمال شرق افريقيا وجنوب غرب آسيا الا ان الاشخاص الذين سافروا مؤخرا الى تلك المنطقتين قد تعرضوا للفيروس هناك وحملوه معهم الى بلدانهم. وقد تأكدت اصابة بفيروس «ميرس» بين اشخاص في بريطانيا وفرنسا والأردن بالرغم من انه تم تطويق الفيروس واقتصاره على افراد العائلة الواحدة فقط بسبب إصابة أحد أفرادها واقترابه المباشر من عائلته يومياً.
وهناك تقارير طبية تفيد بأن مواشي أصيبت «بالفيروس» في إيران والصين ولكن لم يبلغ عن وقوع إصابات بشرية.
وحسب «مركز أبحاث ليبكن» فإن «الفيروس» لايبدو أنه يصيب كل الناس بنفس الطريقة. بعض المرضى تعرضوا لحد أدنى من عوارض المرض وكانوا قادرين على مقاومته بسهولة، أما البعض الآخر فقد وقعوا فريسة عوارض المرض الشديدة لقوة الفيروس لأن جهاز المناعة عندهم ضعيف. أما الذي تسبب المرض بوفاتهم فقد عانوا من عوارض تشبه الإنفلونزا الحادة لعدة أسابيع وتطور معهم الفيروس بشكل أسوأ مما أدى الى الوفاة.
حالياً لا يوجد علاج لمرض «ميرس» لكن العناية الطبية تدعم وتساعد في التخلص من بعض العوارض. وقد دعا «أكسس» الجالية لإتخاذ إجراءات وقائية مثل غسل اليدين دائماً وإستعمال مطهر اليدين المصنوع من مادة كحولية، وتجنب عرك العينيين ولمس الأنف والأذن باليدين غير المغسولتين وتجنب مقاربة مرضى الفيروس أو تقبيلهم أو المشاركة في إستعمال نفس الفنجان أو عدة الطعام معهم.
في هذه الاثناء، تقوم السعودية بابلاغ الجميع الذين ينوون الحج هذا العام والذين يعانون من مرض خطير أو جهاز مناعة ضعيف، ان يؤجلوا حجهم الى العام المقبل.
في العام الماضي وبعد انتشار وباء «ميرس» قام 15 مليون شخص بمراسم الحج في مكة المكرمة من ضمنهم خمسة ملايين من داخل السعودية، والخبر المطمئن انه لم يبلغ عن إصابة واحدة بمرض «ميرس» خلال تلك الفترة، الا ان هذا العام بات من المفروض والضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة عشية الاستعداد لموسم الحج الوشيك، بحسب السلطات السعودية.
وينشر «مركز الوقاية من انتشار الأمراض» في «أكسس» إعلانا في «صدى الوطن» على مدى أربعة أسابيع للتحذير من الذين سافروا الى منطقة الشرق الاوسط ويعانون من عوارض شبيهة بعوارض الإنفلونزا، ان يبادروا فورا الى مراجعة طبيبهم.
للمزيذ من المعلومات حول مرض «ميرس» أو لقراءة الارشادات الموضوعة في كتيب لتوعية الناس حول طبيعة الفيروس، يرجى زيارة الموقع الالكتروني
www.accesscommunity.org/mersvirus
Leave a Reply