القاهرة – بعد التفويض الشعبي الذي حصل عليه الجيش المصري اتجهت الانظار خلال الأسبوع الماضي إلى ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر وميدان النهضة في الجيزة، حيث يقيم «الإخوان المسلمون» اعتصامين واسعين احتجاجاً على عزل الرئيس محمد مرسي. فقد قررت السلطات المصرية فض الاعتصامين وسط مخاوف من مواجهة دامية قد تدفع الأمور في البلاد الى المجهول.
ويأتي هذا الترقب بعدما دعت وزارة الداخلية المصرية يوم الخميس الماضي 1 آب (أغسطس) أنصار الرئيس المعزول المعتصمين في الميدانين إلى إنهاء الاعتصام وإخلاء الميادين، مع ضمان خروج آمن لهم وعدم ملاحقتهم أمنياً. وكانت الحكومة المصرية قد قررت يوم الأربعاء الماضي بدء اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة المخاطر الناجمة عن الاعتصامات بميداني رابعة العدوية والنهضة، التي ينظمها أنصار مرسي، حيث تم تكليف وزير الداخلية باتخاذ ما يلزم في إطار الدستور والقانون.
وأفاد بيان مجلس الوزراء بهذا الصدد بأن استمرار الأوضاع الخطيرة في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وما تبعها من أعمال إرهابية وترويع وقطع للطرق، لم يعد مقبولا، نظرا لما تمثله هذه الأوضاع من تهديد للأمن القومي المصري.
وفي خطوة اعتبرت تحد للداخلية، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية» جميع مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ورافضي (الإنقلاب العسكري) الى التظاهر السلمي في مليونية مصر ضد الانقلاب يوم الجمعة 2 آب (مع صدور هذا العدد)، وأعلن التحالف عن تنظيم 37 مسيرة من خلال الزحف من كل محافظات مصر، كما سيتم أيضا تنظيم فعاليات حاشدة أمام منشآت حيوية بالدولة.
وحثت وزارة الداخلية المصرية، في بيان متلفز، المتواجدين في ميداني رابعة العدوية والنهضة على «الاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام»، متعهدة «بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازا إلى استقرار الوطن وسلامته».
ومنذ إذاعة بيان وزارة الداخلية، أُعلنت حالة الطوارئ داخل اعتصامي رابعة والنهضة، حيث عزز مؤيدو الرئيس المعزول المتاريس الرملية والجدران المبنية بالطوب على المداخل، ووضعوا على الأرض حصى ودروعا معدنية للتصدي لأي هجوم، وقاموا بتخزين كميات كبيرة من الخل والصودا والخميرة للتعامل مع آثار قنابل الغاز المسيّل للدموع.
وفي مؤشر إلى تصاعد احتمالات الصدام الدامي بين قوات الأمن ومؤيدي الرئيس المعزول، ذكرت صحيفة «الأهرام» أن «كل الخبراء فشلوا في تقديم خطة سريعة تضمن فض اعتصامي رابعة والنهضة من دون خسائر بشرية فادحة»، مشيرة إلى ان «جميع الاجتهادات تحدثت عن اقتحام أو حصار أو استخدام الغازات المخدرة، وقد جاءت جميعها بعيدة تماما عن أرض الواقع حيث يصعب الاقتحام من دون حدوث مذبحة».
ورفض ائتلاف الجماعات الاسلامية المؤيدة لمرسي الإنذار الذي تضمنه بيان وزارة الداخلية. وقالت المتحدثة باسم الائتلاف آلاء مصطفى: «سنواصل اعتصاماتنا واحتجاجاتنا السلمية»، مشيرة إلى أن هناك دعوة للتظاهر يوم غد تحت شعار: «كسر الانقلاب وعودة الشرعية».
يأتي ذلك، في وقت برز تحوّل لافت في موقف الإدارة الأميركية من التطورات في مصر، حيث اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان الجيش المصري تدخل لعزل مرسي بناء على طلب ملايين المصريين لحماية الديموقراطية، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن المناورات المشتركة بين الجيشين المصري والأميركي، والمعروفة باسم «النجم الساطع»، ستجرى في موعدها برغم الأزمة السياسية التي تشهدها مصر هذه الأيام.
وفي ما بدا تحولاً في موقف الولايات المتحدة من التطورات في مصر، قال جون كيري، في مقابلة مع قناة «جيو» الباكستانية، إن «الملايين من الناس طلبوا من الجيش التدخل لأنهم كانوا جميعا خائفين من الدخول في حالة من الفوضى والعنف».
واضاف ان «الجيش لم يستولِ (على السلطة) حتى الآن حسب علمنا. وهناك حكومة مدنية تدير البلاد. وفي الحقيقة فإنهم يعيدون الديموقراطية».
Leave a Reply