القاهرة – اعلنت الشرطة المصرية الاثنين الماضي انها اوقفت ثلاثة مشتبه فيهم غداة حادث التفجير الذي وقع في سوق خان الخليلي الشهير في قلب القاهرة وادى الى مقتل شابة فرنسية وجرح ٢٥ شخصا آخرين معظمهم من السياح.
والاعتداء الذي وقع الاحد الماضي هو اول هجوم من نوعه يستهدف اجانب في مصر منذ العام ٢٠٠٦. وتعتبر السياحة في مصر من اهم مصادر العملة الاجنبية.
ووقع الانفجار في شارع تنتشر على جانبيه المقاهي والمطاعم في سوق خان الخليلي، احد المواقع السياحية الرئيسية في القاهرة والذي يعود تاريخه الى القرن الرابع عشر.
وقال مسؤول في الشرطة الاثنين الماضي “تم توقيف ثلاثة اشخاص في الموقع كمشتبه بهم في الهجوم”، مضيفا انه يجري التحقيق مع نحو ١٥ شخصا بوصفهم شهود عيان.
ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن التفجير، الا ان محللين قالوا ان الهجوم ربما يكون من تنفيذ خلية اسلامية.
والشابة الفرنسية (١٧ عاما) التي توفيت في المستشفى متأثرة بجراحها، كانت ضمن مجموعة سياح من ٥٤ شابا وشابة من المنطقة الباريسية كانوا يريدون شراء قطع تذكارية قبيل العودة الى فرنسا.
وقالت رومي جانيو (٢٨ عاما) احدى المرافقين لمجموعة السياح الشبان “سمعنا دوي انفجار قوي. ثم صراخ ودماء. بدأنا جميعا نركض”.
واعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن “حزنه العميق” للهجوم فيما قال رئيس الوزراء فرانسوا فيون ان الحكومة الفرنسية “تدين بقوة هذا العمل الاجرامي الذي يظهر عنفه الاعمى مدى عبثيته”.
وقتل عشرات الاشخاص في سلسلة تفجيرات وقعت في منتجعات مطلة على البحر الاحمر في شبه جزيرة سيناء بين ٢٠٠٤ و٢٠٠٦. ووجهت اصابع الاتهام في تلك الهجمات الى عناصر مقربة من تنظيم القاعدة.
ووقع هجوم الاحد امام فندق مقابل لساحة مسجد الحسين الذي يعد من اقدم مساجد مصر، وقال شهود عيان ان قوة الانفجار هزت المباني المجاورة.
واكد مسؤولون فرنسيون ومصريون ان الهجوم ادى ايضا الى جرح ١٧ سائحا من المجموعة نفسها، احدهم جراحه خطيرة، كما جرح الماني في السابعة والثلاثين من العمر وثلاثة سعوديين واربعة مصريين.
وتضاربت المعلومات حول تنفيذ الهجوم. فقد قال شهود عيان ومسؤول من الشرطة ان قنبلتين القيتا من احد الاسطح المطلة على الشارع. وقال مصدر من الشرطة ان العبوة الثانية لم تنفجر واشرف الخبراء على تفجيرها فيما بعد.
وقال دبلوماسي غربي رافق الجرحى الى المستشفيات ان الجرحى ابلغوا المحققين ان القنبلتين القيتا عليهم من سطح مبنى.
ودان شيخ الازهر الاعتداء. وقال الشيخ محمد سيد طنطاوي ان ما جرى هو “عمل اجرامي جبان يرفضه الدين الاسلامي ويتبرأ منه تماما”.
كما دانت عدد من من الدول الحادث ومن بينها السعودية. كما قالت ايران ان الهجوم لا يخدم سوى مصالح اسرائيل.
وهزت مصر في تسعينيات القرن الماضي هجمات نفذها اسلاميون واستهدفت اجانب موقعة قتلى ما سدد ضربة قوية لقطاع السياحة.
وبلغ عدد السياح في مصر العام الفائت ١٣ مليونا، ويعتبر هذا القطاع دعامة اساسية لاقتصاد البلاد وقد وصلت عائداته في السنة المالية ٢٠٠٨ الى ١١ مليار دولار اي ١١,١ بالمئة من اجمالي الناتج المحلي. ويعمل في القطاع ١٢,٦ بالمئة من اليد العاملة في البلاد.
Leave a Reply