رواد المنتزهات والشواطئ سيلاحظون الفرق في الربيع القادم
ريفر روج – في بشرى سارة لهواة الأنشطة الترفيهية في الأنهار والبحيرات بمنطقة ديترويت الكبرى، أعلنت «مصلحة مياه البحيرات العظمى»، الأسبوع الماضي، أنها نجحت في معالجة «كل قطرة ماء» أعيدت إلى نهر الروج منذ آذار (مارس) الماضي، وذلك بميزانية أقل بكثير مما كان متوقعاً.
وكشف ماجد خان من الهيئة المستقلة التي تتولى الإشراف على شبكة المياه والصرف الصحي في منطقة ديترويت الكبرى، إن هواة السباحة والنشاطات الطبيعية عموماً، سيكونون أقل عرضة للإصابة بأي مرض بكتيري مع عودة الطقس الدافئ إلى المنطقة في الربيع القادم، كما أن الحياة البرية ستزدهر بفضل تحسّن جودة المياه.
وأكد خان على أن مصلحة المياه قامت هذه السنة بتعقيم كل قطرة ماء قبل ضخّها في النهر منذ بداية الربيع الماضي، «وهذا يعني أن جميع أنواع البكتيريا قد تم قتلها»، وفقاً لقناة «فوكس» المحلية.
وعادة تتعرض منطقة جنوب شرقي ميشيغن سنوياً لهطول أمطار غزيرة على مدى شهرين بكميات تفوق قدرة مصلحة المياه على معالجتها، وهو ما كان يؤدي إلى تدفق البكتيريا مع مياه الأمطار إلى مختلف المسطحات المائية في المنطقة، ولاسيما نهر الروج وروافده.
وكانت قياسات البكتيريا في مياه البحيرات والأنهار بالمنطقة، قد أثارت قلق الخبراء بعدما وصلت مطلع العام الجاري إلى مستويات خطيرة تهدد صحة الإنسان والحياة البرية، وهو ما دفع بالمسؤولين في مصلحة المياه إلى البحث عن حلول سريعة لهذه الأزمة التي تسببت خلال العام الجاري بإغلاق العديد من المنتزهات والشواطئ المطلة على نهر الروج وروافده والبحيرات المتصلة به.
وبالفعل تمكنت مصلحة المياه من تطوير خطة للحد من مستويات البكتيريا بكلفة أقل بكثير من التوقعات الأولية، بحسب خان الذي كشف عن خفض التكلفة من 300 مليون دولار إلى 44 مليوناً فقط.
وكانت هيئة «مياه البحيرات العظمى» قد قررت في البداية توسيع منشآتها القائمة من أجل استيعاب حجم الأمطار الغزيرة خلال فصل الربيع، عبر خطة بقيمة 300 مليون دولار، كان سيتحملها المستهلكون، غير أن الهيئة –بدلاً من ذلك– تبنّت خطةً أخرى تقوم على تطوير المنشآت لتعزيز قدرتها على معالجة المياه بأقل من سدس التكلفة المتوقعة.
ولطالما عانى نهر الروج من التلوث البيئي في ظل الكثافة السكانية والنشاط الصناعي على ضفافه، إلى أن أُقرّ «قانون المياه النظيفة» في عام 1972، حيث كان النهر قبل ذلك مباحاً لملوثات السكان والمتاجر والمصانع دون حسيب أو رقيب.
وبلغت أزمة تلوث الروج أوجها في العام 1969 عندما اشتعلت النيران في النهر بعد سقوط شعلة على بقعة نفطية تسرّبت من مصفاة على ضفته. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الجهود المبذولة على مستوى المنطقة لتنظيف النهر عن واحدة من أعظم عمليات ترميم البيئة في العصر الحديث.
ورغم التحسن البيئي الكبير الذي شهده نهر الروج خلال السنوات الماضية، إلا أن السلطات غالباً ما كانت تغلق ضفافه وشواطئه بوجه هواة السباحة والصيد والتجديف وغيرها من الأنشطة المائية بسبب ارتفاع مستويات البكتيريا الضارة في المياه.
وأوضح خان أن معالجة 100 بالمئة من المياه التي ضخت في نهر الروج خلال الأشهر الماضية، من شأنها أن تسبب بإغلاقات أقل للمنتزهات والشواطئ في ربيع وصيف 2020، إضافة إلى انتعاش الحياة البرية على ضفاف النهر بجعلها أكثر جاذبية للحيوانات بفضل تحسن جودة المياه.
ويذكر أن نهر الروج –أو «النهر الأحمر» كما سماه المستوطنون الفرنسيون الأوائل– يبلغ طوله، مع روافده الثلاثة، 127 ميلاً (204 كلم). وهو ينبع من مدينة روتشستر هيلز، ويعبر 48 مدينة وبلدة في مقاطعتي وين وأوكلاند، بينها ديربورن هايتس وديربورن، قبل أن يصب في نهر ديترويت عند جزيرة زوغ بمدينة ريفر روج.
Leave a Reply