هيوستن – بعد الغموض الذي لفّ انفجار مصنع الأسمدة الذي محا جزءا من بلدة وست الصغيرة بولاية تكساس وقتل 1٥ شخصاً على الأقل، رجحت التحقيقات الأولية أن يكون إهمال أصحاب المصنع سبب هذه الكارثة، حيث تبين أن المصنع يخزن منذ العام الماضي كمية تزيد 1350 مرة عن كمية «نترات الأمونيا» التي تستدعي عادة اشراف وزارة الأمن الداخلي.
لكن مصادر وزارة الأمن الداخلي قالت إن الشركة التي تمتلك المصنع، وهي «وست للأسمدة»، لم تبلغ الوزارة بشأن السماد القابل للانفجار مثلما هو مطلوب منها أن تفعل.
ويتعين على مصانع الأسمدة والمستودعات ان تبلغ وزارة الأمن الداخلي عندما تحتفظ بكمية تبلغ 180 كيلوغراماً أو أكثر من هذه المادة. وتبين الطلبات التي قدمت هذا العام الى إدارة الخدمات الصحية بتكساس والتي لم يجر ابلاغ وزارة الامن الداخلي بها ان المصنع كان به 270 طناً في العام الماضي.
وقال النائب بيني طومسون العضو البارز في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي «يبدو أن هذا المصنع كان خارج شبكة (القواعد) عمداً».
أوباما في حفل تأبين ضحايا انفجار تكساس |
وأضاف «يعرف ان هذه المنشأة لديها مواد كيماوية تزيد بكثير عن الكمية التي تحددها اللوائح المتعلقة بقانون معايير مكافحة الإرهاب بالمنشآت الكيماوية غير أننا نفهم أن وزارة الأمن الداخلي لم تكن تعلم حتى بوجود المصنع الى ان انفجر».
ولم يرد مسؤولو الشركة على اتصالات متكررة تطلب التعليق على تعاملها مع الكيماويات وممارسات الابلاغ. ومساء يوم الجمعة الماضي أذاع صاحب المصنع دونالد أدير بياناً عاماً يعبر فيه عن الأسف بشأن الحادث لكنه قال إنه تعاون مع المحققين في محاولة لتحديد ما حدث. وقال أدير في البيان «هذه الماساة ستستمر في إيلامنا لأجيال قادمة».
وفي خطوة تهدف لمساعدة الولاية على مواجهة آثار الانفجار، أصدر الرئيس باراك أوباما إعلانًا طارئًا خاصًّا بولاية تكساس يتيح للوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ (فيما) بأن «تحدد وتعبئ وتوفر بناءً على تقديرها المعدات والموارد اللازمة لتخفيف آثار هذه الحالة الطارئة». وفي السياق، قال السناتور الجمهوري جون كورنين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس: «إن نائب قائد فرقة الإطفاء بالبلدة أبلغه أن 60 شخصاً مازالوا مفقودين.
وكان المركز الجيولوجي الأميركي قد أفاد بأن الإنفجار سجَّل هزة أرضية بلغت 2.1 بمقياس ريختر، مع الأخذ في الاعتبار أن الانفجار وقع فوق سطح الأرض.
وذكر المركز أن هذه القوة المسجلة تم توثيقها من قبل أقرب هيئة للزلازل، وتبعد عن موقع المصنع بمسافة 25 ميلاً، أي ما يعادل 40 كم.
وبحسب شهود عيان، فإن الانفجار بدأ بتصاعد دخان من المصنع تبعه بعد دقائق انفجار مدوٍّ سوَّى عددا من المنازل المحيطة بالأرض، وعمليات إخلاء واسعة لنحو 2600 شخص.
وقال اوباما الذي ركز طوال الأيام اللاحقة للإنفجار على ملاحقة المشتبه به الناجي في تفجيري ماراثون بوسطن «أريدهم أن يعرفوا انه لن يتم التخلي عنهم… مشاعرنا وصلواتنا مع شعب وست بتكساس حيث مات عدد كبير من الناس وفقد البعض منازلهم واصيب كثيرون ومازال كثيرون مفقودين»، وأضاف «بشكل عام كان هذا أسبوعاً صعباً».
Leave a Reply