فيلادلفيا – يبدو ان الادوية المضادة للاكتئاب لها اثار محدودة جدا في مواجهة عوارض الاكتئاب الطفيفة او المعتدلة ولا تحدث فرقاً فعلياً الا في معالجة حالة الاكتئاب الخطيرة كما اظهرت نتائج دراسة نشرت الثلاثاء الماضي وخلصت الى انه من الافضل معالجة هذه الحالات بأدوية بديلة. وقال الدكتور غاي فورنييه من جامعة بنسلفانيا (شرقاً) المعد الرئيسي لهذه الدراسة ان الادوية المضادة للاكتئاب تعتبر القاعدة لمعالجة عوارض الاكتئاب الخطيرة وتعطي نتائج في هذا المجال لكن ليس هناك مؤشرات كافية تثبت ان لها فوائد علاجية في حالات الاكتئاب المعتدل او الطفيف.
واجرى الباحثون تحليلاً لنتائج ست تجارب سريرية موسعة شملت 718 من الراشدين، تم خلالها مقارنة مختلف انواع الادوية المضادة للاكتئاب فيما اعطي المرضى مهدئات، وادخل بعض المرضى الى المستشفيات.
واوضح الدكتور فورنييه ان “الاثار الفعلية لهذه العلاجات المضادة للاكتئاب مقارنة مع المهدئات كانت غير موجودة او بسيطة جداً لدى المرضى الذين يعانون من حالات اكتئاب طفيف او معتدل فيما كانت قوية جداً لدى المرضى المصابين بحالات اكتئاب خطيرة جداً”.
وقال معدو الدراسة التي نشرت في دورية “جمعية الأطباء الأميركيين” بتاريخ 6 كانون الثاني (يناير) “النتيجة المفاجئة لتحليلنا هي ان المرضى يجب ان يكونوا مصابين باكتئاب خطير جداً لكي تكون الادوية المعالجة للاكتئاب فعالة بشكل صحيح، في حين انه يتم وصف هذه الادوية بانتظام لغالبية الاشخاص الذين يعانون من اكتئاب طفيف او معتدل”. واضاف الدكتور فورنييه ان “الاطباء الذين يصفون هذه الادوية والمشرعين والمستهلكين قد لا يكونون واعين لواقع ان فاعلية الادوية ثبتت الى حد كبير على اساس تجارب سريرية شملت بشكل حصري اشخاصاً يعانون من الانواع الاكثر خطورة من الاكتئاب”. وعبر الباحثون عن اسفهم لأن هذا التفصيل المهم تم اغفاله في رسائل التسويق التجارية لهذه العلاجات لدى الاطباء وعموم الناس.
Leave a Reply