يعرضنا العيش فـي بيئة ملوثة للعديد من الأخطار الصحية، ويعود ذلك للكم الهائل من البكتيريا والميكروبات التي تكثر فـي محيطنا.
ولمواجهة هذا التحدي، يصف الأطباء المضادات الحيوية الصناعية التي تتسبب بمضاعفات كثيرة، من أهمها القضاء على البكتيريا الحميدة فـي جسمنا والمساعدة على خلق بكتيريا جديدة ضارة ومقاومة للبكتيريا الصناعية. ولهذا السبب، ينصح معظم الباحثين بالعودة إلى المضادات الحيوية الطبيعية، التي تخلو من أي مضاعفات والتي تتوفر بسهولة. ولكن ما هي أهم هذه المضادات؟
الثوم أولاً
يتربع الثوم على عرش المضادات الحيوية الطبيعية، فهو يساعد فـي علاج الالتهابات منذ آلاف السنين، وقد استخدمه القدماء فـي علاج مرض الطاعون.
ويحتوي الثوم على مركبات تؤهله لحماية الجسم من البكتيريا الضارة وإزالتها، فضلاً عن غناه بمضادات الأكسدة الطبيعية القادرة على طرد الجذور الحُرة وتقوية الجهاز المناعي. وتعد مادة «الأليسين» الأكثر أهمية فـي الثوم لمكافحة البكتيريا الضارة. وتستخدم الفضة الغروية كمادة مطهرة فعالة منذ زمن بعيد. وفـي بدايات القرن التاسع عشر، تمكن الباحث ألفريد سيرل من تأكيد دور الفضة الغروية فـي القضاء على بعض البكتيريا الخطيرة من دون آثار سامة، علماً أن دراسات حديثة أكدت أن الفضة الغروية قادرة على قتل البكتيريا المسببة لمرض أنفلونزا الطيور وبكتيريا العنقودية الذهبية المقاومة لـ «المثيسيلين».
ومن المضادات الحيوية الطبيعية أيضاً يبرز زيت الأوريغانو الذي يساعد على قتل البكتيريا المسببة للأمراض من دون التأثير على البكتيريا المفـيدة، فضلاً عن خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، والتي تجعل منه منافساً قوياً للمضادات الحيوية غير الطبيعية. وتعود أهمية زيت الأوريغانو فـي مكافحة البكتيريا إلى مادة «كرفاكرول»، علماً أنه يحتوي على 70 بالمئة منها، ما يجعل تأثيره فعالاً جداً.
أما عشبة «أشنسا» فتستخدم منذ مئات السنين فـي علاج الكثير من الأمراض البكتيرية، مثل الدفتيريا وتسمم الدم وغيرها. وأكدت دراسات حديثة أن لهذه العشبة القدرة على قتل بعض أنواع البكتيريا الخطيرة مثل المكورات العنقودية، كما تستخدم فـي علاج الأنفلونزا ونزلات البرد.
وإلى جانب مذاقه اللذيذ، يعد عسل «مانوكا» من المضادات الطبيعية المفـيدة، فهو قادر على قتل البكتيريا العنقودية الذهبية وبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تتميز بقدرتها على أكل اللحوم، إذ أثبتت الدراسات أن هذه البكتيريا لا يمكنها مقاومة التأثير الفعال للعسل.
ويُعد القرنفل من بين المضادات الحيوية الطبيعية المفـيدة، فضلاً عن أنه يملك خصائص تساعد على تسكين الألم، وتعود أهميته إلى مركب الأوجينول.
وأخيراً، فإن للكركم فوائد طبية استخدمها الصينيون والهنود فـي العلاج منذ مئات السنين، إذ يحتوي على مجموعة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة والمواد المضادة للفـيروسات والجراثيم والفطريات، فضلاً عن احتوائه على مواد مضادة للالتهابات. وبفضل خصائصه المضادة للالتهابات، يمكن أن يكون الكركم مفـيداً فـي علاج الكثير من الأمراض، مثل الربو ونزلات البرد والأنفلونزا.
المصدر: «دويتشه فـيله»
Leave a Reply