وورن
لقي رجل عربي أميركي من سكان مقاطعة أوكلاند، مصرعه في حادث مروري مروّع بمدينة وورن، صباح السبت الماضي، إثر اصطدامه بسيارة مسروقة كان يقودها مراهق يبلغ من العمر 16 عاماً أثناء محاولة الأخير الفرار من الشرطة، في وقت كان فيه الضحية أليكس حبيب (28 عاماً) يعمل كسائق توصيلات عبر تطبيق «أوبر».
نبأ وفاة حبيب، الذي يعمل أيضاً كنادل في مطعم بمدينة رويال أوك، ويقيم مع زوجته وطفليه الصغيرين في مدينة ماديسون هايتس، أثار مشاعر الصدمة والحزن في المجتمع المحلي، حيث لم يتردد أكثر من ألف شخص بالتبرع بسخاء لدعم عائلته الصغيرة عبر حساب خيري أنشئ على موقع «غو فاند مي»، ليناهز مجموع التبرعات، 100 ألف دولار في غضون أربعة أيام.
وفي تفاصيل الحادث المأساوي، تلقت شرطة مدينة روزفيل بمقاطعة ماكومب المجاورة، حوالي الساعة 2:40 صباحاً، بلاغاً بشأن سيارة مسروقة من طراز «هيونداي سوناتا». ولما تمكنت إحدى الدوريات من تحديد موقع السيارة المسروقة وحاولت إيقافها، بادر السائق إلى الفرار مسرعاً ليقود شرطة روزفيل بمطاردة متهورة شملت عدة مدن، واستمرت بضع دقائق، قبل أن تنتهي بصدم سيارة حبيب –وهي من نوع «فورد فيوجن»– إثر تجاوز السائق الهارب لإشارة ضوئية حمراء عند تقاطع شارعي فان دايك والميل الحادي عشر في مدينة وورن.
ونُقل حبيب إلى المستشفى حيث أعلنت وفاته متأثراً بإصاباته البليغة، فيما تلقى المراهق، العلاج من إصابات طفيفة قبل أن يتم نقله من المستشفى إلى مركز احتجاز الأحداث في مقاطعة ماكومب.
وقالت شرطة روزفيل إن السائق المراهق البالغ من العمر 16 عاماً هو من سكان ديترويت ويُشتبه بانتمائه إلى عصابة منظمة لسرقة السيارات تنشط في مقاطعة ماكومب.
وقرر المدعي العام لمقاطعة ماكومب، بيتر لوسيدو، إحالة المراهق دانييل كاناليس إلى المحاكمة بصفة شخص بالغ، موجهاً إليه، يوم الخميس الماضي، مجموعة تهم من بينها القتل من الدرجة الثانية، والهروب من الشرطة، والقيادة من دون رخصة مما تسبب في حالة وفاة،.
يذكر أن حبيب كان متزوجاً من دانييل، ولديهما طفلان صغيران، هماً إليانورا البالغة من العمر عاماً واحداً، وسانتياغو البالغ من العمر ثلاثة أشهر.
ووفق حساب التبرعات عبر موقع «غو فاند مي»، كانت حياة الراحل «تتمحور حول عائلته وكان مصدر قوتهم وحمايتهم ومصدر دعمهم الدائم». وأضاف: «لقد عمل أليكس بلا كلل لإعالة دانييل وطفليهما، معنوياً ومالياً. كان رجلاً يتمتع بحب عميق وقوة هادئة وتفانٍ لا يتزعزع –هو شخص معطاء بلا أنانية، ودائماً ما كان يساند من أحبهم»، متابعاً أنه برحيله «لن تفتقده زوجتُه وطفلاه فحسب، بل سيفتقده كل من كان يعرفه».
وفي تصريح للقناة المحلية الرابعة التابعة لشبكة «أن بي سي»، قال ديل ديورانت، والد زوجة حبيب: «كان رجلاً عظيماً محباً للجميع.. لا يمكن لأحد أن ينتقده. لقد كان سنداً للجميع»، موضحاً أن صهره الفقيد كان يعمل كسائق «أوبر» في وقت متأخر من الليل لكسب دخل إضافي لعائلته.
بدوره، وصف صاحب مطعم «جيم برايدي»، الراحل بأنه كان «عضواً محبوباً وكان من هؤلاء الأشخاص الذين يحرصون على تحسين كل شيء ولو قليلاً». وأضاف: «كان يُحب عمله ويُحب خدمة الناس. وقد ترك رحيله أثراً كبيراً علينا جميعاً» مؤكداً أن فقدانه جاء بمثابة «خسارة مأساوية، جعلت جميع أعضاء فريقنا يشعرون بالحزن الشديد».
Leave a Reply