ديربورن – «صدى الوطن»
على هامش مشاركته في إحياء ذكرى «يوم الأرض» بكنيسة القديسة ماري في مدينة ليفونيا، الأحد الماضي، تضمنت زيارة مطران القدس عطالله حنا للولايات المتحدة عدداً من الأنشطة الرعوية والاجتماعية والدينية، كان من بينها إقامة قداديس إلهية في فلنت وديترويت وليفونيا، وذلك بحضور رجال دين محليين وحشد من أبناء الرعية الأرثوذكسية في منطقة ديترويت الكبرى.
وتضمنت الزيارة التي امتدت لخمسة أيام لقاءات بممثلي فعاليات ومؤسسات عربية وإسلامية أميركية، من ضمنها زيارة لمكاتب صحيفة «صدى الوطن» حيث استقبل الناشر أسامة السبلاني والعاملون في الصحيفة، المطران حنا، وأجرى الزملاء طارق عبد الواحد وعلي منصور وعباس الحاج أحمد لقاء مصوراً، تمحور حول مجمل القضايا المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وسبل دعم نضال الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.
وشدد المطران خلال الزيارة على أهمية وحدة العرب الأميركيين والتمسك بالحقوق العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكداً أنه لم يتأخر عن تلبية دعوة «جمعية النجدة الفلسطينية» والدكتور محمد عبدالسلام للمشاركة في إحياء ذكرى يوم الأرض في ميشيغن.
وخلال المقابلة التي بثت عبر صفحة «صدى الوطن» على موقع «فيسبوك»، أكد رئيس أساقفة سبطسية للروم الأرثوذكس على أهمية وحدة العرب مسيحيين ومسلمين من أجل حماية أرضهم ومقدساتهم، داعياً إلى توسيع رقعة الحلفاء من المتضامنين مع الفلسطينيين في نضالهم المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المطران أن ثقافة التطرف والتعصب هي ثقافة غريبة عن الشرق الأوسط وأبنائه الذين تعايشوا على مدى قرون وكانوا مثالاً للأخوة والتفاعل الحضاري، مؤكداً على مكانة المسيحيين ودورهم البارز في احتضان قضايا الأمة العربية.
ولفت إلى أن نسبة المسيحيين الفلسطينيين اليوم لا تتعدى الـ1 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان، مشيراً إلى المحاولات الحثيثة الرامية إلى إفراغ بلدان الشرق الأوسط، في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا، وكذلك مصر، من هذا المكون الأصيل.
وانتقد المطران سياسات دولة الاحتلال المتعلقة باختراق فئة من العملاء، من المسلمين والمسيحيين، لتمرير مشاريعها الاستيطانية، مثل مصادرة الأراضي والأوقاف المسيحية والإسلامية، مؤكداً على أن الأرض والأوقاف هي ملك لأصحابها، ولا بد أن تعود لهم، مهما طالت الأيام.
كما انتقد سيادته قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وكذلك قراره بالاعتراف بضم الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، ووجه رسالة إلى الجالية العربية في منطقة ديترويت للمشاركة بكثافة في «مهرجان التضامن مع الجولان السوري المحتل»، الذي سيقام في «مركز فورد للفنون» بمدينة ديربورن، الأحد 7 نيسان (أبريل).
وحول اعتراف الفاتيكان بدولة إسرائيل، أكد مطران القدس أنه لا ينطق باسم دولة الفاتيكان، مشيراً إلى قوة اللوبي الإسرائيلي وتأثيره على الكنائس والقيادات الروحية المسيحية ليس فقط في الولايات المتحدة إنما أيضاً حول العالم، لافتاً إلى أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق، ولا أحد ينوب عنهم في تقرير مصيرهم، سواء أكانت سلطة روحية أو سياسية.
وتحدث المطران حنا حول «وثيقة كايروس الفلسطينية»، التي كان أحد المشرفين على صياغتها، والتي استمدت مضمونها من الكتاب المقدس وأقوال السيد المسيح. الوثيقة التي صدرت في 2010 وترجمت إلى أكثر من 30 لغة، تضمنت مناشدة ورسالة من مسيحيي الأراضي المقدسة إلى كافة مسيحيي العالم بضرورة التحرك من أجل حماية المقدسات في فلسطين، وتحديداً في مدينة القدس، لما تمثله من مكانة دينية خاصة لدى الطوائف المسيحية في شتى بقاع العالم.
وأشاد بعمق التلاحم بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين، منذ أيام القتح الإسلامي لأورشليم في عهد الخلفية عمر بن الخطاب، مؤكداً أن البابا صفرانيوس الذي سلم مفاتيح زهرة المدائن لخليفة المسلمين يعتبر قديساً لدى رعايا الكنيسة الأرثوذكسية في القدس.
لمشاهدة المقابلة كاملة، يمكن زيارة صفحة «صدى الوطن» على موقع «فيسبوك».
Leave a Reply