طارق عبدالواحد – «صدى الوطن»
حمل رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية فـي ميشيغن وعموم شرق الولايات المتحدة، المطران فرنسيس قلابات، بشدة على إدارة الرئيس باراك أوباما موجهاً لها انتقادات حادة لتجاهلها ما وصفه بـ«معاناة المسيحيين الذين نزحوا من سوريا والعراق بسبب الحرب» ومطالبا إياها «ببذل المزيد من الجهد لـ«حمايتهم» و«إعادة توطينهم».
وقال المطران الكلداني فـي شهادته أمام لجنة فرعية فـي مجلس النواب الأميركي بالعاصمة واشنطن، منتصف الشهر الجاري: إنه فـي الوقت الذي قد تعلن فـيه الخارجية الأميركية رسمياً عن تعرض الطائفة الأيزيدية فـي العراق للإبادة الجماعية على يد تنظيم «داعش»، فإنها لم تتطرق إلى المشاكل والمخاطر التي تواجهها الأقليات الدينية الأخرى فـي المنطقة، ولاسيما الطوائف المسيحية التي قام تنظيم «داعش» بتهجير أكثر من 150 ألف من أبنائها من شمال العراق مما اضطرهم إلى اللجوء إلى الأردن ولبنان وتركيا، بحسب قلابات.
وأضاف المطران «هنالك أعداد لا تحصى من القرى المسيحية التي استولى عليها «داعش» ويواجه سكانها خطر الإبادة الجماعية.. فـي الوقت الذي ترفض فـيه إدارة أوباما الاعتراف بمحنتهم». وبناء على ذلك، خاطب المطران الإدارة الحالية بالقول «العار عليكم»، قبل أن يدعو الى إنشاء «منطقة حكم ذاتي» يقيم فـيها المسيحيون وأبناء الأقليات الدينية الأخرى.
وقدم قلابات شهادته أمام اللجنة الفرعية -المختصة بإفريقيا، وقضايا الصحة العالمية، وحقوق الانسان فـي العالم، والمنظمات الدولية- وأحاط أعضاءها بمجمل الظروف الناشئة عن تهجير الأقليات الدينية بسبب القتال فـي سوريا والعراق وبسبب الأعمال العدوانية التي يشنها «داعش» عليهم، والتي تتضمن الاضطهاد والاغتصاب وإجبارهم إلى التخلي عن معتقداتهم الدينية، فضلا عن القتل والتهديدات الأخرى.
الولايات المتحدة كانت قد استقبلت عشرات آلاف اللاجئين السوريين والعراقيين منذ العام 2011 وكانوا فـي معظمهم من المسلمين، الأمر الذي دفع البعض إلى المطالبة بمساعدة المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى بشكل خاص، وقد ارتفعت وتيرة تلك المطالبات على خلفـية الهجمات الإرهابية الأخيرة، حتى أن قلابات دعا الى التركيز على استقبال اللاجئين المسيحيين وإعطائهم الأولوية فـي الهجرة الى الولايات المتحدة.
وكان مجلس النواب الأميركي قد أقر مشروع قانون لإيقاف إعادة توطين 10 آلاف لاجئ سوري بحلول تشرين الأول (أكتوبر) 2016، ولكن قرار استقبالهم صودق عليه فـي الموازنة الجديدة التي وقعها الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي، كما عطل الكونغرس مشروع قانون يقضي بتشديد برنامج الإعفاء من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة (فـيزا) بمنع ذوي الأصول العراقية والسورية والإيرانية والسودانية من دخول البلاد من دون الحصول على «فـيزا» حتى لو كانوا يحملون جنسيات البلدان الـ38 المعفـية من «الفـيزا».
وقد أدان قلابات، أمام لجنة الكونغرس عدم استثناء المشروعين للمسيحيين أو لأبناء الأقليات الدينية الأخرى خاصة وأن «المسيحيين ليسوا جزءا من النشاطات الإرهابية بل على العكس هم ضحايا لها فـيما يتم النظر إليهم (حسب المشرعين) وكأنهم إرهابيون محتملون.. وهذا ليس عدلا بكل بساطة».
وقال قلابات، ومقر كنيسته فـي ساوثفـيلد، إنه على الولايات المتحدة أن تساعد العراقيين والسوريين المسيحيين بشكل خاص كون المسلمين بإمكانهم العيش فـي بلدان عربية مثل الكويت أو السعودية… حيث يتشاركورن اللغة والدين ولذلك يرى أن الأولوية يجب أن تكون للمسيحيين فـي القدوم الى أميركا. لكن قلابات أكد أن قوله هذا لا يعني أنه يوافق على طرح المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمنع المسلمين من دخول البلاد.
ودعا قلابات الولايات المتحدة إلى الانضمام إلى الكنائس والمنظمات الخيرية الأخرى «لضمان تنفـيذ تقديم المساعدات بشكل فعال» للاجئين المسيحيين والأيزيديين باعتبارهم يواجهون خطر الإبادة الجماعية، فهذا من شأنه إرسال إشارة قوية إلى الأمم المتحدة ولأعضاء المجتمع الدولي للعمل على إنقاذهم من محنتهم.
Leave a Reply