ديربورن – خاص «صدى الوطن»
لا يجهل القدود الحلبية اي مستمع للغناء العربي الاصيل. فهي مثل اللغة التي يعرف مكنوناتها ابناؤها. ولقد اخرجت حلب للعالم العديد من المشاهير الذين اطربوا العرب بتلك القوالب الموسيقية التي اشتهرت بها هذه المدينة السورية التي تأبى الا ان تحيي تراثها وتنقله من جيل الى آخر.
وعبود بشير من اولئك الذين جادت بهم قريحة المدينة على العالم العربي. فهو ان استمعت الى ترديداته وتنقيله صوته من طبقة الى اخرى لم يكن منك الا ان تتذكر فحول الطرب في سوريا.
بدأت رحلته الفنية منذ المراحل الدراسية الابتدائية حيث كانت تجري مباريات سنوية لطلاب المراحل المختلفة لتلامذة المدارس في مدينة حلب، وهو تقليد ما زال مستمرا وان بأشكال مختلفة مع تطور وسائل الاتصالات وتعدد جهاتها. واستطاع بشير ان يحصل على المركز الاول في مرحلة الابتدائية بين اقرانه الذين كانوا يتبارون سنويا، ولقد حافظ على المركز الاول لاربع سنوات متتالية وكان انذاك في عمر الست سنوات وحتى العاشرة من عمره.
ولد في حلب عام 5591، ونشأ في ضيعها وشوارعها وتربى على حلقات الذكر التي كانت تنتشر في جوامع المدينة كتقليد آخر لتطوير المواهب الصوتية للفتيان الذين يداومون على تلك الحلقات للغناء الصوفي وترديد الادوار الموسيقية وتعلم المقامات الغنائية. كانت تلك الجلسات تبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة وتستمر حتى الحادي عشرة ليلا، على طريقة الصوفيين باحياء الليالي بتلك الموشحات الدينية عند صاحب الطريقة الذي ينتقي شيئا فشيئا الاحسن صوتا من بين الفتيان الذين يترددون على حلقة الذكر التي يقيمها. ومع الوقت اشتهر بشير بين ابناء مدينته بصوته المتميز وحسن ادائه وحلاوة غنائه.اما مرحلة تطوره التالية فكانت حفلات الزفاف والتي تشتهر مدينة حلب فيها بطقوس خاصة وجميلة. وكانت وما زالت تلك حفلات الزفاف تلك تسمى بـ «التلبيسة». ويتم في الحفلة اداء غنائي موشحاتي مطول، يتبادل الغناء عليه عدة مغنين. كانت الحفلات تستمر من العاشرة ليلا الى السادسة صباحا في تلك الايام على عكس المعمول به حاليا. واشتهر بشير كواحد من مغني تلك الحفلات وكان لم يتجاوز العشرين من عمره.
في عام 9791 انتسب الى نادي «شباب العروبة للآداب والفنون والثقافة» الذي يحيي ندوات ثقافية مختلفة من ضمنها نشاطات موسيقية. في تلك المرحلة من نشأة الفنان بشير، دخل مرحلة جديدة، حيث بدأ الظهور في الاعلام وبدأ جمهوره يتسع ليتجاوز مدينته حلب ليشمل سوريا ومن ثم الدول العربية المجاوره.
ولم تكتف اطلالة الشاعر عبر الغناء فقط على جمهوره بل تجاوزه الى التمثيل في مسلسلات سورية منها «خان الحرير» عام 0991 حيث مثّل شخصية الشيخ بكري الكردي الذي كان احد اصحاب الحلقات الانشادية التي ترجع الى عمق تاريخ سوريا. مثل بعدها في مسلسل «فنون الطرب في مدينة حلب» 3991، حيث كانت السهرات التقليدية تقام وكان هو واحدا من الذين اخذوا اطوارا غنائية.
كما اخذ دورا في المسلسل الديني «دروب النور» وهو مسلسل يحتوي على العديد من الغناء الموشحي الديني، عام 6991.
يقيم عبود بشير حفلة قدود حلبية يوم السبت 5 تموز (يوليو) في كنيسة سان جورج في تروي.
Leave a Reply