مظاهرة في ديربورن ضد التدخل العسكري في اليمن

ديربورن‭ – ‬‮«‬صدى‭ ‬الوطن‮»‬‭ ‬

تجمع المئات من العرب الأميركيين أمام مكتبة هنري فورد فـي مدينة ديربورن، يوم الأحد الماضي للاحتجاج على التدخل العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية فـي اليمن، حيث هتف المتظاهرون وجلهم يمنيون ورفعوا لافتات منددة بحكام السعودية ومطالبة الشعب اليمني بالوحدة والعودة الى الحوار. وكانت المملكة العربية السعودية قادت تحالفاً من عدة دول فـي 26 آذار (مارس) قام بشن غارات جوية استهدفت قوات الحوثيين بعد ان سيطرت على مناطق واسعة من البلاد بالتحالف مع مجموعات عسكرية تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنحى عن الحكم لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي فـي ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠١٢ وفقاً لاتفاق رعته آنذاك المملكة العربية السعودية عقب انطلاق موجة عارمة من التظاهرات الشعبية طالبت صالح بالتنحي عن حكم تربع على عرشه اكثر من ثلاثة عقود متتالية.

وكانت قوات الحوثيين قد سيطرت على العاصمة صنعاء فـي أيلول (سبتمبر) الماضي واستمرت بالتقدم فـي مختلف المحافظات اليمنية الى أن شنت هجوما على مدينة عدن فـي جنوب البلاد والتي تحصن فـيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ اليها بعد استقالته من منصبه تحت ضغط الزحف الحوثي، وقد قامت السعودية بشن حملة جوية أسمتها «عاصفة الحزم» بغية وقف تقدم الحوثيين وحلفائهم.

وقد حمل المتظاهرون فـي ديربورن لافتات عليها صور أطفال يمنيين لاقوا حتفهم جراء الغارات السعودية، وأصدر منظمو التظاهرة وهم من الفعاليات المدنية بيانا طالبوا فـيه بـ«الحرية والاستقلال والسلام فـي اليمن» وجاء فـي البيان «نشجب بشدة الاعتداءات الغاشمة والتدخل العسكري الوحشي من حكومات دول أجنبية ضد الشعب والبنية التحتية والأراضي اليمنية». وفـي إشارة الى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية قال البيان «هذا العدوان الهمجي
أسفر عن سفك دماء آلاف الأطفال اليمنيين وتدمير البنية التحتية والمعاناة الرهيبة للناس، وجعل الحل السياسي للأزمة أكثر تعقيدا». كما طالب البيان بإيجاد حل سياسي للأزمة وحث البيت الأبيض والكونغرس على بذل قصارى الجهد لـ«وقف هذا العدوان العسكري غير الشرعي على اليمن».

وهتف المتظاهرون منددين بالعائلة الحاكمة فـي السعودية ووصف العاهل السعودي الملك سلمان بالجبان، ورفعت لافتة كتب عليها «أوقفوا الإرهاب الوهابي» فـي إشارة الى النهج الإسلامي الأكثر تشددا الذي تعتمده المملكة السعودية مصدراً دينياً وحيداً والذي يعتبر القاعدة الإيديولوجية للعنف الجهادي، وعلى لافتة أخرى كتب «اللعنة على آل سعود». وتحدث فـي المناسبة عدد من أبناء الجالية اليمنية مطالبين بوقف العدوان، من بين هؤلاء الناشط اليمني الأميركي والي الطهيف الذي تحدث بالانكليزية واصفاً الهجوم السعودي بأنه إبادة جماعية «إنهم يقصفون المدارس والمستشفـيات ويقتلون المدنيين الأبرياء».

ثم قام الناشط اليمني وليد فـدامه بتقديم عيدروس المحظار من حضرموت فـي جنوب اليمن الذي قال «ان تظاهرتنا هذه لا تضم فقط يمنيين من الشمال فنحن أولا وأخيرا شعب واحد» وذلك فـي معرض الرد على تصريح أدلى به الناشط اليمني الأميركي علي بلعيد المكلاني لصحيفة «صدى الوطن» الأسبوع قبل الماضي قال فـيه بأن منظمي التظاهرة لا يمثلون جميع اليمنيين، عندئذ هتف المتظاهرون «شعبٌ يمني واحد». وقال المحظار لـ«صدى الوطن» بأن اليمنيين فـي الجنوب كانوا ضحايا فـي عهد الرئيس المستقيل على عبدالله صالح مقللاً من شأن التحالف الآن بين صالح والحوثيين وقال «صالح ليس له شأن فـي ما يجري الآن» فلقد خاض 6 حروب ضد الحوثيين الذين لم يشاركوا يوماً فـي قمع اليمنيين فـي الجنوب. وأضاف المحظار بأن الناس فـي الجنوب هم من بين أفقر الشرائح الاجتماعية فـي اليمن وهم يشعرون بالإحباط مما يجري حالياً.

من جانبه قال الناشط الأميركي براين ستون الذي شارك فـي التظاهرة، وهو ضابط احتياط فـي البحرية الأميركية، بأن السياسة الخارجية لبلاده يجب أن تركز على تحقيق السلام فـي اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. وقال أحد المتظاهرين وهو فضل الجهمي «إن السعودية مصدر الخراب فـي عدد من البلدان العربية فـي اليمن ولبنان والعراق وسوريا وليبيا، كما أن الأسرة الحاكمة السعودية تقف وراء زعزعة الاستقرار فـي المنطقة» واضاف «أنا هنا لا أتحدث عن الشعب السعودي الذي يعاني من ظلم حكامه». وردا على سؤال حول اليمنيين الأميركيين المؤيدين للتدخل العسكري فـي بلادهم قال الجهمي «إذا كان هؤلاء مرتزقة وموافقون على قصف بلدهم من مصريين وباكستانيين وسودانيين ومغاربة فهذا رأيهم وهم أحرار فـي التعبير عن انفسهم». وقال خالد الصريمي بأن اليمن شهدت اقتتالاً حتى قبل التدخل العسكري السعودي، لكن هذا التدخل سيزيد المشكلة تعقيدا ولن يؤدي الى حلها، واصفاً الهجوم السعودي بأنه أجرامي، ودعا الأطراف كافة الى التحاور لإنهاء الأزمة، وأكد الصريمي بأن زعزعة الاستقرار فـي اليمن سوف يأتي بنتائج عكسية على السعودية حيث إن الفوضى فـي اليمن ستنتقل لدول الخليج.