-١-إذا كنا منقسمين في حياتنا إلى فريقين كبيرين، الأول يدّعي حب الحياة، والثاني يسخر من حب الفريق الأول للحياة، من دون أن نعرف تماماً فيما إذا كان يحب الحياة أم لا، وهذا لا يهم في الواقع، لأن الحقيقة أننا جميعاً بمن فينا الفريقان الكبيران، نحب المظاهر.. إلى درجة أن انقسامنا واختلافنا على حب الحياة ليس أكثر من استراحة. ليست أي استراحة بالطبع، إنها استراحة المحارب!-٢-الفهلوة، أو التذاكي، هي أيضاً واحدة من فضائلنا الذهبية، وخصائصنا الجينية، لدرجة أن بعض الشباب العربي في المهجر يحرص على اقتناء البطاقة الزرقاء الخاصة بأصحاب الاحتياجات الخاصة، أو الهانديكاب. وذلك بهدف استغلال مواقف السيارات الخاصة بهم، والتي غالباً ما تكون خالية من السيارات. الحكمة في السياق: بعض الأصحّاء منا هم أصحاب عاهات مستديمة بامتياز، مع فارق أنها غير واضحة للعيان، وهذا بالمناسبة يتصل مباشرة بفهمنا وحبنا للمظاهر..-٣- كما أن هناك، في ديرتنا، رابطة قلم، تخيلوا!! وهي غير الرابطة القلمية التي أسسها ميخائيل نعيمة وجبران.. لا سمح الله. والمثير أن كواليس رابطة القلم في ميشيغن أكثر ثراء وصخباً وإمتاعاً من منصاتها ونشاطات أفرادها (أو فرسانها، ولم لا؟!) خاصة وأن أخبار الانقسامات والانشقاقات والخلافات قد طغت على أخبار منتجات القلم من شعر ونثر.ذات يوم، أصرينا على إعادة جثمان جبران إلى قريته في بكفيا كي نقول إن هذا الرجل منا، بينما عمل الأميركيون على استحضار جسده من خلال تمثال له في إحدى حدائق نيويورك، فضلاً عن الاهتمام بأدبه وفلسفته. عظيم هذا الرجل الذي خلّف ميراثاً يقتات عليه الملايين. نعم .. الموهبة تستحق وتبقى، بينما تتساقط الأشياء الأخرى من تلقاء نفسها.-٤-وعطفاً، تقيم رابطة القلم نشاطاً ثقافياً بمناسبة عيد الأم، والفكرة معقولة على اعتبار أن ثقافتنا وعقائدنا تكن ذلك الاحترام للأم، حتى ولو قال الواقع والحقيقة أن ثقافتنا واحدة من الثقافات التي تمتلىء بتلك الحساسية بين الكنّة والحماة، والتي تقود إلى حروب ومشاكل غالباً ما تكون فيها الأم.. الحلقة الأضعف. أهلاً بالقصائد!-٥-الشعر، الذي هو ديوان العرب، هو نفسه الشعر المشتق من الشعور (ومن الوجدان أيضاً) لكن البعض يصرّ على اشتقاق الشعر من الشعير. على اعتبار أنه لا فارق كبيراً بين “الشعور” و”الشعير” فكل ما في الأمر أن بعض الشعراء يقومون برد الواو إلى أصلها الذي هو الياء. وعبرة قفزة فضائية وحوقلة استسلامية يمكن السكوت على هذا الأمر، أما أن يصر البعض من شعراء الجالية الكريمة على مزاولة كتابة الشعر بالطريقة التقليدية، استجابة لنفس الأغراض البائدة، كالهجاء والمديح والرثاء والحنين والفخر، فهذا أمر لا يمكن فهمه.. طالما أننا نعيش في بلد ينتصر للحداثة ويقودها. الحقيقة أن بلد المهجر والاغتراب هذا.. ليس أكثر من ورشة!-٦-أخيراً، نحن أمة اقرأ.. التي لا تقرأ. وطبعاً يمكن لأي أحد أن يدحض هذه المقولة ببساطة، وأن يثبت عبر خطاب مدبج أننا سادة القراءة وليخسأ الخاسئون، فنحن من نقل أوروبا من الظلمات إلى النور، ونحن من علّم الآخرين قراءة الكتب، وقراءة الفنجان. وإذا صادف أن أحداً منا لا يعرف الأبجدية، فإنه من باب التأثر بالقراءة، سيضرب بالرمل!
Leave a Reply