واشنطن – لم يفوّت أفراد من جمعية «كود بينك: نساء للسلام» فرصة حضورهم جلسة الاستماع التي أقامتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء الماضي، حول العمل العسكري ضد النظام السوري، فقاموا بتسجيل اعتراضهم، في شكل بارز وملفت وصاخب كما هي عادتهم في جلسات الاستماع المرتبطة بالحروب والتحركات العسكرية. ولم يكد وزير الخارجية جون كيري يُنهي شهادته الافتتاحية، حتى علا صوت من آخر القاعة يقول: «لا نريد حرباً أخرى»، ورفع المحتجون لافتات كتب على إحداهما «الشعب الأميركي يقول لا للحرب»، وعلى الثانية «سوريا تحتاج إلى وقف لإطلاق النار وليس إلى الحرب».
٦٥ بالمئة من الأميركيين ضد التدخل العسكري فـي سوريا |
وقد سارع أفراد الأمن إلى إبعاد كل من يقاطع الكلمات خلال الجلسة، لكن ذلك لم يثن المحتجين عن الاستمرار بإطلاق المواقف، حيث قال بعضهم ان «إطلاق صواريخ كروز يعني حرباً أخرى»، واستمر آخر بالصراخ أثناء إخراجه من القاعة «بان كي مون قال لا للحرب والبابا قال لا للحرب والأميركيون لا يريدونها». وجلس عدد من أفراد الجمعية في مقاعد الحضور طوال الجلسة وهم يرفعون لافتات مناهضة لمهاجمة سوريا.
وقبل بدء أعمال الجلسة، وقف أحد هؤلاء وصرخ: «لا يمكننا أن نتحمّل حرباً أخرى، نحن في حاجة إلى رعاية صحيّة وإلى التعليم في بلادنا. كيري: لا لحرب جديدة!».
ويمكن القول إن هؤلاء المحتجين ليسوا سوى عينة من الشعب الأميركي الذي أظهر استطلاعان جديدان للرأي أن غالبيته تعارض توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، والذي تظاهر أفراد منه الأسبوع الماضي في مدن أميركية عدة من بينها العاصمة واشنطن. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» بالاشتراك مع معهد «إبسوس» أن أغلبية الأميركيين تعارض الضربة العسكرية الأميركية المرتقبة لسوريا. وكشفت نتائج الاستطلاع أن 65 بالمئة من الأميركيين ضد تدخل عسكري أميركي في سوريا في المقابل أعلن 16 بالمئة تأييدهم لهذا التدخل إذا كان لا يشمل إرسال ونشر قوات برية داخل سوريا. وظلت نسبة المعارضة بين الأميركيين على حالها تقريبا مقارنة بالأسبوع السابق، رغم حديث أوباما في نهاية الأسبوع نفسه عن الخطر الذي تشكله الأسلحة الكيميائية السورية على الأمن القومي الأميركي، وعن ضرورة الرد عليه.
والمفارقة في مشاركة وزير الخارجية كيري ووزير الدفاع هيغل في جلسة إقناع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والرأي العام الأميركي بتوجيه ضربة إلى سوريا، أن الأول من معارضي حرب فيتنام بينما الثاني من المعارضين الشرسين لحرب العراق. وكان نُظر إلى ضمّ كيري وهيغل إلى فريق أوباما على أنه مؤشر على أن الإدارة الجديدة ترغب في التركيز على إعادة تموضعها مالياً ودولياً وأنها لا تسعى إلى قرع طبول حرب جديدة… وهو أمر بات مثار جدل مع مواقف إدارة أوباما الأخيرة.
Leave a Reply