واشنطن – تتعالى الأصوات المعارضة في الكونغرس ضد صفقات سلاح جديدة لدول الخليج بقيمة ثمانية مليارات دولار، حيث أعرب أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الأربعاء الماضي، عن رفضهم بيع أسلحة للسعودية والإمارات لمواصلة حربهما على اليمن، معتبرين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب انتهكت بشكل متعمد قانون بيع الأسلحة من خلال إعلان حالة طوارئ وهمية لتمرير الصفقة دون موافقة الكونغرس.
ويحجب الكونغرس منذ شهور، بيع المعدات العسكرية إلى السعودية والإمارات رداً على قتل المدنيين في اليمن، وانتهاكات حقوق الإنسان مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول العام الماضي.
وشدد رئيس اللجنة النيابية، الديمقراطي أليوت أنغيل، على أنه لا وجود لحالة طوارئ حقيقية تقتضي بيع أسلحة بقيمة 8 مليارات لدول الخليج، ولو كانت مساعدات طارئة لسلمت فوراً، وليس بعد أشهر أو سنوات.
وأضاف أنغيل خلال جلسة استماع حول مبيعات الأسلحة لدول الخليج، إن «بعض أسلحتنا في اليمن انتهت بيد الإرهاب».
من جهته، أكد عضو اللجنة الجمهوري تيد يوهو أن هناك أسلحة أميركية رُصدت لدى التنظيمات المتطرفة ومصدرها السعودية.
أما العضو الديمقراطي غريغوري ميكس فأشار إلى أن السعودية تتسبب بأسوأ كارثة إنسانية في اليمن.
وبدوره، قال زميله الديمقراطي ديفيد سيسيلين إن السعودية والإمارات تستخدم أسلحة أميركية في قتل واستهداف الأبرياء في اليمن، لافتاً إلى أن الإدارة الحالية كانت سبباً في «تدمير حياة اليمنيين وبنيتهم التحتية» باعثة برسالة تفيد بأننا «نتخلى عن مبادئنا».
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية العسكرية، آر. كلارك كوبر، خلال كلمته في الجلسة، نعمل مع التحالف بقيادة السعودية بهدف تقليل الضحايا المدنيين في اليمن، وأشار إلى أن «حالة الطوارئ لا تعني أننا لا نقوم بمحاسبة المخطئ حتى وإن كان حليفنا» مؤكداً أن هناك لجنة حكومية تشكّلت لتتبّع كيفية وصول الأسلحة الأميركية إلى التنظيمات المتطرفة.
عضو اللجنة الديمقراطي براد شيرمان، رأى من جهته أن إعلان الطوارئ لبيع السلاح للسعودية هو أمر باطل، مشدداً على «ضرورة وقف مبيعات الأسلحة للرياض فوراً، ولا بدّ من أن يمر أي تصدير للأسلحة للسعودية أو الإمارات عبر الكونغرس»، معتبراً أن «الإدارة الأميركية انتهكت بشكل متعمد قانون بيع الأسلحة».
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية أعلنت الطوارئ لأنها تعلم أن الكونغرس لن يوافق على صفقات الأسلحة للسعودية والإمارات.
وردّ كوبر بأنه «إذا توقفت الولايات المتحدة عن تزويد السعوديين بالأسلحة، فسوف يملأ المنافسون مثل روسيا والصين ذلك الفراغ»، مذكراً أعضاء اللجنة بأن الخطر الإيراني هو سبب حالة الطوارئ التي بموجبها يتم تزويد السعودية والإمارات بالسلاح.
وقال العضو الجمهوري البارز في اللجنة، مايكل مكول إنه يؤيد «جهود المملكة السعودية للدفاع عن نفسها ضد إيران»، لكن «الاستخدام الأخير لسلطة الطوارئ، بحسب رأيي، كان غير موفق».
وجاءت الجلسة بعد ساعات من إطلاق صاروخ «كروز» من اليمن على مطار أبها السعودي، موقعاً 26 جريحاً، وفق اعتراف المملكة.A
Leave a Reply