تعقدت قضية إحدى العائلات العربية مع دائرة الخدمات الإنسانية في الولاية بخصوص استرجاع حضانة أطفالها اللواتي انتزعن من ذويهن. فقد انتزع قسم حماية الاطفال في أيار (مايو) 2012 طفلتَي جيسيكا ريد وزوجها العربي الأميركي ماجد موسى، صوفيا (ست سنوات) وناديا (سنتان)، وذلك بعد أن أبلغ أحد الجيران سلطات حماية الأطفال عن حالة إهمال تتعرض لها الطفلة صوفيا لأنها كانت تلعب خارج البيت بدون رقابة والديها. وبعد ذلك بشهر عادت السلطات لتنتزع مولودين جديدين من العائلة التي تؤكد أن لا مسوغ قانوني للمأساة التي تعيشها.
وحسب رواية العائلة كانت صوفيا تلعب في حديقة البيت الخلفية، وليس في الشارع وأيضاً مع مجموعة من الأطفال الآخرين الذين لم يتم التبليغ عنهم للسلطات كما حصل مع صوفيا. وتقول ريد انها كانت في تاريخ الحادثة حامل بتوأمين وأخذتها غفوة نوم لا إرادية، تمكنت خلالها صوفيا من الخروج الى الحديقة الخلفية من الباب الخلفي الذي كان مفتوحاً.
وعندما ولد التوأمان في شهر حزيران (يونيو) الماضي حضرت السلطات الى منزل العائلة في مدينة فارمنغتون هيلز وانتزعتهما من العائلة، دون أي وجه حق قانوني، حسب الأم الأميركية، لأنّ السلطات المعنية لم تأخذ إذناً قضائياً لانتزاع الأطفال من ذويهم.
وتؤكد العائلة أنّ المسؤولين الذين حضروا الى البيت لإنتزاع صوفيا وشقيقتها ناديا، قبل شهر، لم يقدموا أية وثيقة قانونية تسمح بتفتيش البيت، واكتفوا بالقول إن صوفيا كانت تلعب في الخارج بمفردها ودون رقابة أحد والديها، ولم يوفروا أيّة معلومات اضافية للإجابة على سؤال: ماهي الأسباب التي جعلتهم متأكدين من أنّ الوالدين غير كفوءين لتربية أطفالهما.
منذ ذلك الوقت بدأت معاناة عائلة موسى التي تمكنت من استرجاع حضانة التوأمين ولكنها لا تزال تسعى لإسترجاع صوفيا وناديا خاصة وإن هناك مؤشرات على أنهما تتلقىان معاملة سيئة من قبل العائلة الحاضنة. ففي كانون الأول (ديسمبر) الماضي تمكن الزوجان من استرجاع حضانة التوأمين مع السماح لهما بزيارة صوفيا وناديا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتقول ريد إن من خلال لقاء الطفلتين كل نهاية أسبوع تعززت لديها الشكوك من أنهما تتلقيان معاملة سيئة عاطفياً وجسدياً.
وستحضر العائلة في ٧ آذار (مارس) الى محكمة مقاطعة أوكلاند حيث سيقرر القاضي ما إذا كان الزوجان ريد وموسى يستطيعان أن يستعيدا الحضانة الكاملة لابنتيهما صوفيا وناديا. وهناك دعوة لناشطي الجالية لحضور الجلسة التي ستعقد عند الساعة ١:٣٠ ظهراً، وذلك لدعم الزوجين اللذين امتثلا لجميع الإجراءات القانونية لإستعادة الحضانة الكاملة للطفلتين.
وتقول ريد انه بعد توفير سكن لائق للأطفال برعاية بعض اقارب العائلة كان من المفروض على دائرة الخدمات الانسانية أن تعطي حضانة البنات الى اقارب عائلتهم (حسب قانون عامر) «لكنهم لم يفعلوا ذلك ولا زالوا يضعونهم في بيت لعائلة غريبة عنهم» في عاداتها وتقاليدها.
وتضيف ريد أن الطفلتين وبعد أن وضعتا في حضانة العائلة التي اختارتها دائرة الخدمات الانسانية شوهد على جسد صوفيا وناديا آثار وعلامات لكدمات تدل على انهما تعرضتا لعنف جسدي، كما تقول إنها أبلغت مسؤولي الولاية عن شكوكها لكنهم قالوا لها أنّه لا يبدو على جسديهما ما يثير الريبة.
وذكرت ريد بأنّ صوفيا قالت لها ولوالدها وكذلك للمسؤولين بالمدرسة إنها لا تريد العودة الى بيت العائلة الحاضنة لأنهم لا يعاملونها «بطريقة حسنة»، و«الولاية تتغاضى عن حدوث مثل هذا الأمر» تضيف الأم. وتضيف ريد إن الطفلتين ومنذ انتقالهما للعيش مع العائلة الجديدة تغير سلوكهما وظهرت عليهما اضطرابات عاطفية. وتعتقد ريد أن الطفلتين وقع التلاعب بعقليهما حيث قيل لهما بأنّ والديهما البيولوجيين لا يريدونهما ولا يحبونهما، وبالفعل سألت صوفيا أمها إن كانت تريدها وتحبها.
وحسب ريد دائماً، قالت العائلة الجديدة لـصوفيا ألا تثق بمُدرِسيها، «لأنها قد تقول أشياء تدين العائلة الحاضنة»، وهو ما يدل على أنّ دائرة الخدمات الانسانية قد وضعت الطفلتين في مكان غير آمن وهو ما قد يجعل اسرتهما تقوم بمقاضاة الدائرة الحكومية.
وقد وجدت أسرة موسى-ريد الدعم من بعض ابناء الجالية مثل رحاب عامر التي وقفت الى جانب الاسرة خلال محنتها عبر تقديم التوجيه والنصح والدعم لهم وتعتقد عامر ان قضية ريد شارفت على الحل وعودة الطفلتين الى حضنها.
وقد عاشت رحاب عامر وزوجها محنة أليمة لا تزال معاناتها سارية الى اليوم عندما انتزع منهما اطفالهم ووجهت لهم تهمة الاهمال بعد وفاة ابنهم سمير الذي يبلغ من العمر سنتين والذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها اثر سقوطه في حوض الاستحمام، وقد برئت ساحة رحاب في نهاية المطاف من جميع التهم الموجهة اليها، لتبدأ مسيرة طويلة في جهود استعادة الأطفال الذين مضى على انتزاعهم سنوات طويلة أخرجوا خلالها من بيئتهم العربية الإسلامية الى بيئة مختلفة تماماً. وقد أثمر نضال عائلة عامر إقرار كونغرس الولاية قانوناً باسمها يقضي بأن تعطى الأولوية للأقارب وأصحاب الخلفيات الثقافية المشابهة في احتضان الأطفال المنتزعين من ذويهم.
وتقول عامر «كان على السلطات القيام بتحقيق قبل انتزاع طفل من أهله، وأن يعترفوا أنهم مخطئون عندما يكونون كذلك، لا يمكنهم فقط إنتزاع الاطفال من أهاليهم بدون حجة أو أدلة». وقد اشتكت عامر وريد وآخرون من أنّ دائرة الخدمات الإنسانية تتشبث بإبقاء الاطفال عند عائلات حاضنة رغم وجود شكوك كبيرة حول قدرتها على حماية الأطفال ورعايتهم بشكل سليم. وعناد الدائرة الحكومية هذا، بحسب عامر، «هو لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بأنّهم وضعوا الأطفال في كفالة عائلات غير كفوءة لحضانتهم لأن ذلك قد يعرض الدائرة لمحاسبة قانونية». واضافت «إنّهم يجعلون الأمور صعبة جدا بالنسبة الى الآباء، لكنهم يتركون العائلات الحاضنة تنجو بأفعالها وتجاوزاتها بحق الاطفال الذين كانوا في حضانتها».
مؤخراً انتقلت عائلة موسى وريد من فارمنغتون هيلز الى مدينة وستلاند، وذلك بعد أن تعرضت الى مضايقات من قبل الجيران بما في ذلك وضع علكة على مقابض سيارتهم.
العائلة تخشى أن تكبر صوفيا بذكرياتها السلبية عن فترة سوء المعاملة التي تعيشها مع العائلة الحاضنة وتقول ريد «التجربة كانت منهكة عقليا وجسديا وعاطفيا.. وهي ليست قضية خاصة.. فهناك كثير من الحالات المشابهة تحصل في كل البلاد». وتحتاج العائلة الى الدعم المادي لأنها تجد صعوبات في دفع مصاريف المحامي، ومن أجل دعم الزوجين يمكن زيارة الموقع الإلكتروني التالي:
www.gofundme.com/1fyau8
Leave a Reply