عباس الحاج أحمد
الإيمان بالمعجزات هو الإيمان بأن في الحياة أكثر مما يُمكن أن تراه العين، وقبول أن هناك شيئاً يربطنا ويوحدنا.
العديد من الأرواح تمر بهذا العالم. ومع تقاطع مساراتنا أمور إعجازية يُمكن إن تحدث، وتحدث فعلاً!
يحصل الناس على الفرص التي طالما أرادوها، ويُلهم بعضهم البعض ويقعون في الحب. وسواء كانت هذه الأحداث منسقة بيد إلهية أو بقوة العقل أو بمصادفة الواحد في المليون، أعتقد بأن علينا التصديق بالمعجزات، لأن المعجزات كيفما تعرفها تمنحنا الأمل.. إنها تقودنا لخلق الواقع من الإحتمالية. لا أتحدث هنا عن قصة النبي نوح أو عن أسطورة هرقل وحكاية طرزان. أتحدث عن معجزات نعيشها بحياتنا اليومية. معجزات يطمح صانعوها بالبحث عن تحقيق نسبة معينة من العدالة الاجتماعية أو ما يسمى بالسعادة الإنسانية.
في حلقة وثائقية عنوانها «قوة المعجزات» للمبدع مورغان فريمان ضمن سلسلته الشهيرة «قصة الإله»، تأكيد على قدرة الانسان على صنع المستحيل، بالإيمان بقدراته وبالعمل الجاد وبقوة العقل والعلم والفن والروحانيات. فمسيرة البشرية مليئة بالافكار المُلهمة المتعددة المصادر. إلهامات استطاعت تغيير الواقع وصنع انجازات بدت كمعجزات.
اختراعات أديسون ونظريات أينشتاين ومعزوفات موزارت ومنحوتات مايكل أنجيلو وكتابات تشيخوف وأهداف مارادونا ولكمات محمد علي كلاي والصعود إلى القمر والهاتف الذكي والسينما العالمية والأفلام الكرتونية والمؤثرات الثلاثية الأبعاد والسيارة ذاتية القيادة.. ووو.. إنجازات بشرية تراكمية تعد معجزات في كتب خيال علمي سابق أو توقعات نوستراداموسية ماضية كانت في خانة «الخيال» و«المستحيل».
قبلة حبيبة وعناق صديق ونصيحة أستاذ وضحكة عابر سبيل ومساعدة غريب وزيارة مريض ومجالسة عجوز ومسامرة أرملة ومراقصة عاشقة مكسورة الخاطر ومراسلة أعزب يعيش الوحدة والتربيت على كتف تلميذ راسب والوقوف إلى جنب متسابق حل في المركز الأخير ووو.. هي أفعال بسيطة تؤسس لمعجزات كبيرة. كرفة جناح فراشة أحدثت زوبعة وكتحرك حجر صغير في باطن الأرض أحدث إعصار على سطحها.
ما أنجزه العالِم بمختبره والفنان بلوحته والأم مع أولادها والصديق وقت الضيق هي أيضاً معجزات. ما تحتاجه البشرية ليس إنساناً يمارس ألعاباً صعبة أو يقف في الهواء متحدياً الجاذبية أو يمشي على الماء بلا أي فائدة. المعجزة الحقيقية تقع في رفع الظلم وتحقيق العدالة وإنتاج روح جماعية بشرية تعبر عن التضامن والعطاء والمحبة.
Leave a Reply