أخبار سيئة للمعارضة السورية: هجوم واسع متوقع فـي القلمون قد ينهي وجودها فـي الريف الدمشقي، و «لا» أميركية لطلب منطقة حظر جوي لحماية «جبهة النصرة» و«القاعدة» فـي الشمال السوري.
الـ«لا» الأميركية جاءت الأسبوع الماضي على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة. ويوحي ذلك بأن ترجمة «الانتصارات» العسكرية للمجموعات المسلحة فـي الشمال السوري، وتصريفها سياسياً، لا يلقى آذاناً صاغية لدى الأميركيين، الذين لا يشاطرون «الائتلافـيين» نظرتهم أن الحرب قد دخلت منعطفاً انحدارياً للرئيس السوري بشار الأسد.
ولم ينقلب مسار الحرب فـي سوريا لمصلحة تركيا والسعودية والمجموعات التي تقاتل باسمها على الأرض السورية، وإن صح أن هذه المجموعات قد اخترقت التوازن فـي شمال غرب سوريا، فـي غزوها لجسر الشغور وإدلب، إلا أن العملية، التي تصح تسميتها حملة كسر ميزان القوى، لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها، حيث أن جسر الشغور وإدلب ليست سوريا كلها. وإذا كان صحيحاً أيضا أن الجيش السوري يواجه مجموعات مسلحة، أفضل تنظيماً وتنسيقاً وتسليحاً، بفضل غرف العمليات فـي إنطاكيا وعمان، إلا أن المعارضة تنحو إلى تفضيل رغباتها على حقائق ميدانية كثيرة، وإطلاق العد التنازلي نفسه الذي أطلقته صيف العام 2012، بقرب دخولها دمشق منتصرة.
وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فقد بدأ الإيرانيون فعلاً بإرسال وحدات مقاتلة، ومجموعات كبيرة من ضباط الحرس الثوري، إلى المنطقة. كما أن وحدات من مقاتلي «عصائب الحق» العراقية، التي كانت خففت من حضورها الميداني فـي سوريا، بعد غزوة الموصل «الداعشية» فـي حزيران الماضي، قد بدأت بالعودة إلى ميادين القتال، والاحتشاد إلى جانب الجيش السوري فـي منطقة سهل الغاب، لتطوير هجوم مضاد لاستعادة المدينة.
وتحولت منطقة سهل الغاب جنوب جسر الشغور، إلى أكبر تجمعات الجيش السوري فـي المنطقة، وهو لا يزال يحتفظ فـيها بخطوط إمداد واتصال مفتوحة، فـيما لا تزال قوة من 200 جندي وضابط تتحصن فـي المستشفى الوطني لجسر الشغور، لتشكل رأس جسر لأي هجوم مضاد منتظر، بحماية غارات لا تنقطع للطيران الحربي منذ غزو المدينة.
كما أن الخريطة العامة للجبهات لا تزال ترجح تفوق الجيش السوري، وتظهر أهمية التدخل التركي والسعودي والأردني أيضاً فـي وضعية هذه الجبهات. إذ لا يزال الجيش فـي حالة هجوم فـي مناطق تمتد من أطراف الجبهة الجنوبية إلى دمشق والغوطة، كما أن الطوق الدمشقي الذي بات يحكم السيطرة عليه، بعد دخوله إلى ميدعا، وإغلاقه احد أهم خطوط إمداد المعارضة و «جيش الإسلام»، نحو البادية السورية – الأردنية، انجاز نوعي ومهم، سيلعب دوراً كبيراً فـي عمليات القلمون الشرقي أيضاً. ولا يزال الجيش السوري، الذي قاتل فـي العام 2012 على 468 جبهة قتال مختلفة، وفقد أكثر من 50 ألف شهيد، يسيطر على قلب سوريا، وفـي حالة هجوم أو دفاع ديناميكي من دمشق فالقلمون فالمنطقة الوسطى، فحماه شرقاً، واللاذقية غرباً.
Leave a Reply