لا أحد يعلم كيف تسللت تلك الذبابة اللعينة الى البيت الأبيض رغم كل الإجراءات الوقائية المفروضة على ”الزوار” غير المحبذين.
هي ”زائرة” غير مرغوب فيها بالتأكيد، إلا أن ”تسامح” الرئيس الأميركي باراك أوباما مع وجودها في أجواء الغرفة الشرقية التي كان يجري فيها لقاء متلفزاً مع مراسل شبكة ”سي أن بي سي” جون هاروود جعلها ”تتفرعن” وتأبى أن ”تحل عن ظهره”.
جرب أوباما ”اللغة الدبلوماسية” أولاً، ”فحاورها” بحركات لطيفة لإبعادها وتركه وشأنه في الرد على أسئلة المراسل.
لم تأبه تلك الذبابة لحركات الرئيس، واصرت على الطيران الدائري فوقه ومحاولة الهبوط غير ”الاضطراري” على وجهه مرة واثنتين وثلاث… استنفد الرئيس كل ”جهوده الدبلوماسية” الاستباقية مع الذبابة العنيدة. هو نهج تعهد الرئيس باتباعه مع ”أعداء أميركا” قبل اللجوء إلى القوة. لم يختلف الأمر مع الذبابة لكنها أصرت على تحدي رئيس أعظم دولة في العالم في عقر داره.
استاء المراسل من صبر الرئيس على استفزازات تلك المخلوقة الضعيفة فحرضه عليها بالقول: ”لم أر في حياتي ذبابة بهذا العناد (..)”، كان على الرئيس أن يحسم أمره مع هذا الخصم الطارئ الذي لا يفهم بالتي هي أحسن.
يبدو أن الرئيس قرأ عن تقنيات اصطياد الذباب. هذا النوع من الحشرات يتمتع بقدرة خارقة على التفلت من الأخطار الماثلة. يقول المختصون في ”علم الذباب” أن هذا الصنف من المخلوقات الضعيفة يرصد في عشر الثانية الخطر القادم نحوه فينتقل من حالة الاسترخاء إلى حالة ما قبل الطيران وبمجرد أن تتحرك القوة ”المعادية” نحوه يكون قد أقلع من مكانه ليتركه خاوياً ويجعل الهجوم باتجاهه هباء وخيبة على ”المعتدي”. ينصح المختصون بـ”المناورة” قبل تسديد الضربة والتهديف على بعد سنتيمترات قليلة من مكان الذبابة بعد توقع وجهة إقلاعها.
نفذ الرئيس هذه ”الخطة” (دون موافقة الكونغرس) فـ”إعلان الحرب” في الحالات الطارئة من صلاحياته والهجوم في هذه الحالة لا يحتاج إلى أي ”تمويل”.
استدرج الرئيس الذبابة العنيدة إلى سطح زنده الأيسر. أوهمها بأنها قد نفذت عملية إنزال ناجحة، فيما كانت يده اليمنى تزحف ببطء لتوجيه الضربة الخاطفة إلى الهدف.. نفذ الرئيس هجومه المباغت بعد إتمام حسابات هندسية بسيطة.
لم يدرك الرئيس أن ضربته كانت ناجحة إلا عندما أشار المراسل إلى مكان سقوط الذبابة صريعة على أرض الغرفة.. تكفلت الكاميرا برصد ”جثتها” في حركة إخراجية تفيد: ”هذا مصير من يحاول استفزاز الرئيس”.
أكمل الرئيس المقابلة تاركاً الانطباع لدى الملايين أن مبدأ استخدام ”القوة الناعمة” والحوار الاستباقي لا يلغي حسابات استخدام القوة المفرطة عند الضرورة!
ع.ب
Leave a Reply