معه حق، الأستاذ جورج عربو، أن يكره إيران، فهي بحسب رأيه، مثل البرد سبب كل علة، ليس في الشرق التعيس وحده، بل في كل العالم. فإيران هي من احتلت فلسطين عام 48 وشردت الشعب اليهودي وراحت تبني وطنا عنصريا للفرس، بني قومها، وبكل ما تملك تسعى لهدم حائط المبكى المقدس لدى بني صهيون لتبني مكانه مسجدا، وقد تمكنت من بناء حضورها القوي في العالم وبناء جيشها العرمرمي الذي يحل في المرتبة السابعة على مستوى العالم بقوته النووية مقابل دول “عرب خمس نجوم” وجيوشهم المعطلة تماما مثل زعمائهم وعزمهم الأقل من الضعيف وشعوبهم الفقيرة المهمشة والذليلة، عرب قراءة الكف والفنجان والأبراج والضرب بالمندل.
إيران، يا سادة يا كرام، هي من صنعت قاعدة أسامة بن لادن وأطلقت مريديه في العالم بأسره للتخريب، وهي من يمول الفضائيات العشوائية التي لا تكل ولا تمل من نشر التفاهة والسفاهة وقلة الأدب عبر قنواتها الاعلانية الفجة.
وهي، يعني إيران الفارسية، من احتل سيناء والجولان وجنوب لبنان ومزق شمل العربان وحولهم شعوبا وقبائل ليتناحروا ويتباعدوا ويقتلوا بعضهم بعضاً هذا طبعً رأي جورج عربو.
وللقارئ الذي لا يعرف من هو جورج عربو، أقول إنه صوت إعلامي قديم هنا في الجالية، وله برنامج اسمه “صوت الشباب” يذاع عبر أثير الإذاعة العربية لمدة ساعتين. “أبو الشباب”، جورج عربو، مذيع ومخرج مشهور في الإذاعة، كان ولايزال من محبي ومريدي الرئيس المرحوم صدام حسين، وحتى الآن لايزال يذيع الأغاني التي تمجد القائد الضرورة الراحل ويعدد مآثره وبطولاته.
والأستاذ عربو، له الحق بدون شك، أن يحب ويمجد الرئيس الراحل صدام حسين. ليش لأ؟ فصدام “تبشبش الطوبة تحت رأسه”، وحسب رأي الأستاذ جورج عربو، كان قائدا عظيما، حقق لشعبه الرخاء والرفاه ولم يكذب عليهم ولم يركب على أكتافهم ولم يغتصب نساءهم وحقوقهم ولم يقبض على السلطة. هذا الرئيس المصلح الاقتصادي لم يأت من جامعة كامبريدج، أو هارفارد، ولم يتعلم القراءة إلا في العاشرة من عمره ولم يبق في المدرسة بعد الصف الخامس الابتدائي، ولكن معه تحول العراق الى دولة عظيمة نظرا لما حققه حاكمها من أجل شعبه العراقي ومدى حرصه على الدولة التي لم يغتصبها ولم يسرقها ولم ينهبها هو وأفراد عائلته ولم ينكل بالعباد وبكرامتهم الإنسانية، وكان يرحمه الله، نعم الجار قبل الدار. وعندما غزا الغزاة العتاة -حسداً وعدواناً- العراق لم يهرب القائد من “أم المعارك” حتى قضى شهيدا وهو منتصب القامة مدافعا عن عاصمته بغداد.
هكذا تكون القادة حسب رأي جورج عربو وله الحرية في برنامجه الليلي أن يشيد بقائده المرحوم، ولكن المستغرب هو هذه الحملة الشعواء الشنيعة التي يشنها عربو على إيران وحكومتها واصفا إياها بأبشع الصفات وأنها السبب بكل الكوارث التي تحدث في العراق والعالم.
في أحيان كثيرة يفقد الإنسان حسن الرؤية ويفقده البغض متعة الحياة، لأن من يكرهه يمضي مسرورا غير عابئ بنواقصه، والأستاذ جورج عربو، ينكد على نفسه بلا طائل وهو يعلم جيدا أن مشاعر الكره العنيف والحب العنيف تدفع الإنسان إلى اتخاذ أحكام خاطئة ومواقف ظالمة.
Leave a Reply