واشنطن – مع تعثر المفاوضات مع الكونغرس حول خطة دعم اقتصادي جديدة لمواجهة تبعات وباء كورونا، أكد الرئيس دونالد ترامب، الخميس الماضي، أنه قد يلجأ إلى توقيع أمر رئاسي بتمديد إعانات البطالة ودعم الشركات الصغيرة وغيرها من المساعدات لعموم الأميركيين المتضررين من الأزمة، دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس.
ولا يزال المشرعون والإدارة على خلاف بشأن معالم مشروع قانون التحفيز القادم في ظل جائحة كورونا، في وقت يحذر فيه خبراء اقتصاد وشركات من تأثيرات «كارثية» على الاقتصاد والتوظيف في حال تم حجب جولة جديدة من المساعدات الفدرالية عن الشركات التي تواجه متاعب بسبب اجراءات الإغلاق.
وكتب ترامب على «تويتر»، قبل توجهه إلى ولاية أوهايو: «وجهت فريقي ليواصل العمل على إعداد مرسوم لخفض ضريبة الأجور والحماية من عمليات الإخلاء القسري وتمديد مساعدات البطالة وتوفير خيارات لسداد الديون الطلابية».
ويعترض ترامب بشدة على إغلاق الاقتصاد مجدداً، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى «مضاعفات اجتماعية سيئة». كما يسعى الرئيس لإعادة فتح المدارس في جميع أنحاء البلاد هذا الخريف.
تمديد البطالة
يحاول البيت الأبيض والمشرعون الجمهوريون، منذ أكثر من أسبوعين، التوافق مع الديمقراطيين على تقديم حزمة مساعدات إضافية للأسر والشركات المتضررة من الأزمة. وبينما يريد الديمقراطيون حزمة بقيمة 3 تريليون دولار مع تخصيص ثلثها تقريباً لتمويل حكومات الولايات المتعثرة مالياً، يرفض البيت الأبيض والمشرعون الجمهوريون بشدة، هذا التوجه، متهمين الديمقراطيين بإساءة إدارة الولايات التي يحكمونها.
وتمثل مخصصات البطالة إحدى أهم نقاط الاختلاف، إذ يريد الديمقراطيون أن يمددوا المساعدات الفدرالية للعاطلين عن العمل (600 دولار أسبوعياً) حتى مطلع العام 2021، علماً بأن هذا الإجراء انتهى في 31 (يوليو) المنصرم.
ويعارض الجمهوريون هذا التوجه، لأنه يشجع على البطالة وعدم البحث عن وظائف، ويقترحون خفضها إلى 200 دولار أسبوعياً، فيما يفاوض البيت الأبيض لجعلها في حدود 400 دولار.
وعاود معدل البطالة الارتفاع في الأسبوعين الأخيرين من يوليو، فيما يشهد جزء كبير من البلاد ارتفاعاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. وأعيد إغلاق المطاعم والمتاجر في العديد من الولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا. وتسبب ذلك في إبطاء شديد لخلق وظائف جديدة في القطاع الخاص خلال يوليو الماضي.
ويتلقى نحو 16 مليون أميركي حالياً إعانات بطالة. وبالإجمال، استفاد 32 مليون شخص من هذه المساعدة بحلول منتصف يونيو الماضي. وفي الفترة ذاتها من العام الماضي، كان 1.7 مليون أميركي فقط يتلقون الإعانات.
وتعرض الاقتصاد الأميركي لضربة تاريخية في الربع الثاني من 2020 بسبب الوباء. وأعلن مكتب التحليل الاقتصادي أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بوتيرة سنوية بلغت 32.9 بالمئة في القراءة الأولية للربع الثاني من العام الجاري، في أكبر هبوط فصلي في تاريخ البلاد.
وكان الاقتصاد قد انكمش بنسبة 5 بالمئة في الربع الأول من هذا العام، ليدخل رسمياً حالة من الركود بعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي لفصلين متتاليين، وهو التعريف التقليدي للركود.
وحتى على المستوى الشهري، تسبب الإغلاق الوطني وتدابير التباعد الاجتماعي في نهاية أطول توسع اقتصادي في التاريخ الأميركي والتي استمرت لمدة 128 شهراً على التوالي انتهت في شباط (فبراير) الماضي.
الإغلاق
يقول ترامب، الذي يدفع إلى إعادة فتح البلاد، إن «عمليات الإغلاق لا تمنع العدوى المستقبلية»، مضيفاً أن دولاً أخرى شهدت زيادة في أعداد الإصابات بالفيروس حتى بعد أن عاوت الإغلاق.
وتدفع إدارة ترامب بقوة لإعادة فتح المدارس والحضانات بهدف إطلاق الحركة الاقتصادية مجدداً. وأضاف الرئيس الأميركي «نلاحظ تراجعاً في أعداد الإصابات بكورونا في بعض الولايات»، مشيراً إلى أن إدارته «تركز على تخفيض نسب الوفيات بالفيروس عبر توفير العلاج».
وقد تجاوز عدد الوفيات في الولايات المتحدة 157 ألف وفاة، من بين 4.75 مليون إصابة، وفقاً لإحصاء «جامعة جونز هوبكنز».
ويقول ترامب إن أزمة فيروس كورونا تحت السيطرة في الولايات المتحدة، موضحاً في حوار مع موقع «أكسيوس» بأنه على الرغم من ارتفاع الوفيات والإصابات بالفيروس التاجي، إلا أن الأزمة تحت السيطرة.
وتوقع ترامب في مقابلة مع إذاعة «هيرالدو ريفييرا» أنه من الممكن أن يتوفر لقاح لفيروس كورونا في الولايات المتحدة «قبل موعد الانتخابات الرئاسية»، المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر المقبل أو قبل نهاية العام 2020.
ويدور جدل كبير في الولايات المتحدة حول العام الدراسي المقبل، حيث يدعو ترامب إلى فتح المدارس لتمكين الطلبة من العودة إلى مقاعد الدراسة، وتؤيده في ذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. لكن حكام بعض الولايات ونقابات تعليمية وحتى أولياء الأمور يتخوفون من إرسال الأطفال إلى المدارس. حيث اتخذت كثير من المقاطعات التعليمية قرارت باستئناف الدراسة عن بعد.
وفي السياق، وجه ترامب انتقاداً لاذعاً لمستشارة البيت الأبيض بشأن فيروس كورونا المستجد، ديبورا بيركس، بعدما حذرت من مرحلة جديدة تتصل بالوباء معتبراً تصريحاتها «مثيرة للشفقة»، حيث قال إن بيركس رضخت لضغوط كي تتخذ موقفاً سلبياً. وكتب على «تويتر»: «ديبورا وقعت في الشرك وضربتنا. شيء مثير للشفقة».
وقالت بيركس لشبكة «سي أن أن» إن البلاد تدخل «مرحلة جديدة» من تفشي العدوى. وأضافت «لكل من يعيشون في المناطق الريفية، لستم في مأمن من الفيروس». واعتبر ترامب أن تحذيرات بيركس صدرت بعدما هاجمتها رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي. وكانت بيلوسي وديمقراطيون آخرون قد هاجموا بيركس، خبيرة الصحة العامة المخضرمة، لما اعتبروه استعداداً من جانبها لصوغ تصريحاتها لكسب رضى ترامب.
Leave a Reply