هزيمة مور صفعة انتخابية لترامب وبانون
مونتغمري – فقد الجمهوريون الثلاثاء الماضي، مقعداً ثميناً في مجلس الشيوخ الأميركي، باقتناص الديمقراطي دوغ جونز مقعد الولاية المحافظة من منافسه الجمهوري روي مور، في صفعة انتخابية غير مسبوقة للرئيس دونالد ترامب الذي لم يتمكن مرشحه من تجاوز اتهامات التحرش الجنسي بقاصرات خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
وأجريت الانتخابات لملء مقعد السناتور الجمهوري السابق جيف سيشنز الذي عينه ترامب وزيراً للعدل في إدارته، وتستمر ولايته حتى مطلع كانون الثاني (يناير) ٢٠٢١.
ويشكل هذا الانتصار الديمقراطي في أكثر السباقات الانتخابية حدة في العام 2017 وفي ولاية محافظة في عمق الجنوب الأميركي، ضربة قاسية للرئيس الذي أعطى كامل دعمه للجمهوري مور بعد تردد في البداية.
ترامب لم يكتف بدعم مور بل عمد إلى شن هجوم على جونز معتبراً بانه سيكون دمية بيد تشاك شومر ونانسي بيلوسي بحال فوزه، ومشيراً بان المرشح الديمقراطي مؤيد لقضايا لا يحبذها مجتمع ألاباما المحافظ كزيادة الضرائب والإجهاض وزواج المثليين.
ومن جانبه، واجه مور حملة عنيفة في الأسابيع الأخيرة من قبل قادة الحزب الجمهوري الذين طالبوه بالانسحاب من السباق الانتخابي عقب الكشف عن فضائح التحرش الجنسي، وكذلك توعدته إيفانكا ترامب بمكان خاص في جهنم.
فوز مفاجئ
وحقق المرشح الديمقراطي فوزاً كبيراً على منافسه الجمهوري في الانتخابات، بعدما نجح بكسب أصوات الجمهوريين المعتدلين والناخبين من الطبقات الغنية، الذين ابتعدوا عن مور بسبب الاتهامات بحقه.
وحصد المدعي العام السابق جونز ٤٩.٩ بالمئة من الأصوات، مقابل ٤٨.٤ بالمئة لمنافسه القاضي السابق روي مور، الذي نال دعم ترامب عن بعد، حيث لم يشارك الرئيس شخصياً في حملته الانتخابية.
وأهدت نتيجة الانتخابات مقعد مجلس الشيوخ في ألاباما للديمقراطيين المعارضين للمرة الأولى منذ ربع قرن، ليضيق الهامش مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي إلى مقعد واحد (٥١-٤٩).
ولمع اسم جونز (63 عاماً) المدعي الفدرالي السابق عندما نجح في إدانة أعضاء من حركة «كو كلاكس كلان» العنصرية قاموا بتفجير كنيسة للسود في ستينات القرن الماضي، ما أدى إلى مقتل أربع فتيات.
أما مور فقد واجه اتهامات، منذ شهر، بأنه تحرش بفتاتين قاصرتين في أواخر السبعينات عندما كان مدعياً عاماً في الثلاثينات من عمره.
ووضعت الفضيحة مقعد مجلس الشيوخ عن ألاباما، التي لطالما كانت معقلاً للمحافظين، بمتناول الديمقراطيين، ولم تنفع محاولات ترامب لحشد التأييد لمور عبر «تويتر» من تعويض الفارق، بعدما نأى قادة الحزب وأعضاء الكونغرس بأنفسهم عن مور ودعوه إلى التنحي.
واستعار مور جملة من أدبيات ترامب حيث اعتبر أن الاتهامات بحقه هي «أخبار كاذبة»، ولكن البساط الجمهوري كان قد سحب من تحت أقدام مور ليخسر بفارق ٢١ ألف صوت بعد حصوله على ٦٥٠ ألف صوت مقابل ٦٧١ ألفاً لجونز.
صفعة لبانون
وكان مور (٧٠ عاماً) قد فاز في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين على منافسه لوثر ستراينج المدعوم من مؤسسة الحزب وترامب، غير أن الاتهامات الجنسية وتخلي الجمهوريين عن مرشحهم أسقط الرئيس السابق في محكمة ألاباما العليا أمام المرشح الديمقراطي.
وأمام المسؤولين في الولاية مهلة بين 26 كانون الأول (ديسمبر) والثالث من كانون الثاني (يناير) المقبل لتأكيد نتائج الانتخابات، وإذا لم تتم إعادة فرز الأصوات، فإن جونز سيتولى منصبه في مجلس الشيوخ في مطلع الشهر المقبل.
وهنأ ترامب جونز عبر «تويتر» على فوزه قائلاً «الفوز هو الفوز وسكان ألاباما رائعون والجمهوريون سيكون أمامهم فرصة جديدة لهذا المقعد خلال فترة قصيرة جداً. إنها عملية لا تنتهي».
وتشكل خسارة مور صفعة سياسية لكبير مستشاري البيت الأبيض السابق، ستيف بانون، الذي كان يعول على مور لإيصال صوت التيار الشعبوي الموالي لترامب إلى مجلس الشيوخ رغماً عن إرادة مؤسسة الحزب.
واعتبرت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أن خسارة مور في هذه الولاية المحافظة يوجه رسالة «قوية وواضحة» إلى ترامب والجمهوريين.
وقال توم بيريز رئيس اللجنة «لا يمكن أن تعتبروا أنفسكم الحزب المدافع عن قيم الأسرة طالما تقبلون بمرشح دنيء مثل مور».
وأدت هزيمة مور إلى تقليص غالبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي المكون من 100 عضو إلى 51 مقعداً، ومعها هامش المناورة المتاح أمام ترامب إلى الحد الأدنى، قبل الانتخابات النصفية التي ستشهد انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في خريف ٢٠١٨.
Leave a Reply