تايلور – خاص “صدى الوطن”
كان الحشد الكبير من الجمهور ليلة السبت الماضي، في سهرة نصف نهائي الدورة اليمنية الشتوية السابعة على ملاعب مدينة تايلور، على موعد مع مفاجأتين من العيار الثقيل سطرهما بطلان قادمان ليثبتا انهما رقم صعب في قادم الايام والسنوات.
فبعد ان أثبت فريقاً ”شباب اليمن” و”سبورتنغ ميشيغن” ريادتهما في التواجد في النهائيات في المواسم السابقة، كان هناك من يتربص بهما في هذا الموسم حيث قلبت الطاولة على الفريقين العريقين وافسح الطريق امام فريقين جديدين اثبتا قوة الشكيمة والعزم، حيث اقصى فريق “فيوتشر ستارز” المتألق في هذا الموسم فرقا مرعبة جدا في طريقه الى النهائي المنتظر فأكمل طريقه ليقصي “سبورتنغ ميشيغن-أي” في الدور نصف النهائي ليضيفه الى قائمة ضحاياه التي كانت تضم أسماء من العيار الثقيل، حيث اذاق “هامترامك أف سي” و”سبورتنغ ميشيغن بي” مرارة الهزيمة. أما المفاجأة الثانية، فكانت قمة بكل معنى الكلمة وكانت سجالا بين فريق أدمن الفوز، وآخر يعرف من أين تؤكل الكتف.
ونجح الفريق الثاني، “الشباب”، متسلحا بخبرة نجمه حيدر فخر الدين الذي كان واضحاً انه يخبئ لـ”شباب اليمن” شيئاً في المباراة ففاجأه عدة مرات وتقدم عليه معظم أوقات المباراة ولم تحسم المباراة الا في الامتار الاخيرة من ضربات الحظ الترجيحية التي ذاق فيها “شباب اليمن” مرارة الهزيمة والتي كانت مكلفة هذه المرة.
“فيوتشر ستارز” – “سبورتنغ ميشيغن أي” 4-3
لم تكن المباراة المرتقبة النارية التي اقيمت بين فريقين كبيرين في الدور نصف النهائي بينهما الا ترجمة لما سبقها من تحفيز للاعبين وتصميم من الفريقين على التواجد في النهائي، حيث ألهبت المباراة الحضور من ناحية الندية والقوة والفرص الضائعة، خصوصاً من جهة “سبورتنغ ميشيغن” الذي غاب عنه نجمه أحمد زريق لتواجده مع بطل لبنان فريق “العهد” اللبناني في رحلته الآسيوية والمحلية.
وإذا كانت نتيجة المباراة أشارت الى تفوق “فيوتشر ستارز”، بالنتيجة ولكنها لم تكن كذلك على ارض الملعب حيث تسيد لاعبو “سبورتنغ” معظم أوقات المباراة متسلحين بخبرتهم في المواجهات المهمة ولكنهم اصطدموا بفريق يعرف كيف يدافع، ويتقن قيادة الهجمات المرتدة بقيادة الناشئ الرائع عواد الميسري.
وفي ظل الفورة اللبنانية، وبعكس التوقعات والواقع، تقدم “فيوتشر ستارز” بهدف مباغت نتيجة سوء تمركز الحائط الدفاعي، قبل أن يعود سبورتنغ ليعادل سريعاً، وكاد ان يتقدم لولا رعونة اللاعب علي رضا الذي لم يستثمر كرة “مقشّرة” له على فم المرمى الخاوي، ولكنه تأخر في “لكز” الكرة فاتحاً المجال أمام الحارس ليستعيد السيطرة على الموقف. وأعاد “فيوتشر ستارز” الكرّة وتقدم مرتين جديدتين بفعل أخطاء دفاعية، قبل أن يتمكن “سبورتنغ” من تعديل النتيجة لتصبح ٣-٣.
وكان هدف الحسم من نصيب مدافع “سبورتنغ” فياض ايوب الذي تسجل هدف الفوز خطأ في مرمى فريقه بعد فشله في إبعاد كرة عرضية على باب المرمى. وفيما تبقى من الوقت، ضغط “سبورتنغ” بكل قوة ولكنه أهدر كماً هائلاً من الفرص، كان أبرزها كرة علي رضا، قبل ٤٣ ثانية من انتهاء المباراة، وهو بمواجهة المرمى للمرة الثانية، فتأخر في تسديد الكرة بشكل مستغرب.
واذا كان “فيوتشر ستارز” قد فاز بنتيجة المباراة فان “سبورتنغ ميشيغن” لم يكن يستحق الخسارة، وهو خسر بأخطاء دفاعية قاتلة وبسبب تلكؤ لاعبه علي رضا أمام المرمى الذي كان نجماً للمباراة رغم إضاعته للفرصتين السهلتين.
الشباب – شباب اليمن 5-5
(4-3 بركلات الترجيح)
لم يكن أشد المتشائمين من مشجعي فريق “شباب اليمن” يتوقع ان يخرج فريقه من نصف النهائي على يد رديفه فريق “الشباب” الذي فاجأه بطريقة أذهلت الجميع بسبب الفوارق الفنية الكبيرة بين الفريقين.
دخل لاعبو “شباب اليمن” المباراة متسلحين بفوزهم بدرع الدوري وبخسارة واحدة من 18 مباراة، مقتنعين بأن المباراة مضمونة النتيجة. إلا أن الكرة تعطي من يعطيها…
وكانت البداية لافتة للاعبي “الشباب” حيدر فخر الدين ووليد صلاحي بديناميكيتهما التي أقلقت دفاع “شباب اليمن”، وعند كل هدف “شبابي” كانت تثور ثائرة “شباب اليمن” بفعل فدائية اسماعيل ناصر وثبات الهداف الرائع يونس محمد فظل التعادل سيداً للمباراة.
وفي حين كان اسماعيل ناصر يقاتل على كل كرة وينقض عليها كان طارق ناصر بعيدا عن مستواه المعهود وتأخر كثيرا في زيادة الفعالية الهجومية باعتماده على تأخير الهجمات ولعب الكرات العرضية، في حين ان امين احمد لم يكن في يومه مطلقا، وهو فاجأ الجميع بمستواه المتدني مقارنة مع مستواه الثابت في كل الدورة، فكان تائهاً في هذه المباراة المصيرية وما جعل فريقه يفتقد جهوده. اما يونس محمد فقد أدى دوره على أكمل وجه وسجل 3 اهداف من مجمل اهداف فريقه.
اما خط دفاع “شباب اليمن” الذي شغله اللاعبان علي جيلان وابراهيم ناصر فلم يكن كما تعود عليه الجميع وكان نقطة الضعف الكبيرة، والتي نفذ منها مهاجمو “الشباب” حيث تلاعب حيدر ووليد بعلي جيلان، واستغلوا تقدمه لمواكبة الهجوم وعدم الارتداد للخلف بسرعة.
وإذا كان اللاعبون في تقييمهم الفني متفاوتين فقد كان هناك نجمان كبيران في حراسة المرمى هما علي الشبلاوي الذي حل مكان خالد النمر، وحارس “الشباب” ميثاق الماجدي
وبين كر وفر انتهت المباراة بالتعادل الايجابي 5-5 ليحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح مباشرة حيث حسمها “الشباب” بنتيجة 4-3 وقد اهدر نجم المباراة يونس محمد ركلة الجزاء الترجيحية التي أهلت “الشباب” الى النهائي.
رئيس المؤسسة اليمنية “ابو طارق” هنأ فريقي “الشباب” و”فيوتشر ستارز” على تأهلهما للنهائي، وقال “ان تأهل فريقين لم يسبق لهما التأهل من قبل يعني ان مستوى البطولة كان في مسار تصاعدي واعطى الحافز للفرق المغامرة للوصول”. وأضاف “من يعطي الكرة فانها تعطيه”، وتمنى حظاً أوفر لباقي الفرق التي لم تتأهل حيث كان هناك اكثر من فريق يستحق التواجد في النهائي. ودعا “أبو طارق” الجمهور لمواكبة المباراة النهائية المزمع اقامتها يوم السبت القادم في الثاني من نيسان (ابريل) القادم لتتويج البطل المنتظر والتي من المأمول ان تشهد حضورا كبيرا، في حين ان الواقع افرز فريقين لم يسبق لهما خوض النهائي فمن الطبيعي ان يدخل الى سجل الابطال بطل جديد، فهل سيكون “فيوتشر ستارز” او “الشباب”، والجواب سيكون على ارض ملاعب تايلور.
Leave a Reply