فاطمة الزين هاشم
أكتب عن الحب مدفوعة بما أشاهد وأسمع من قصص واقعية في مجتمعنا العربي الأميركي أو باقي المجتمعات حول العالم. يلفتني الحب بمفاهيمه المختلفة في الروايات والسينما والتلفزيون، حيث تابعت مؤخراً مسلسلاً تركياً تعرضه إحدى المحطات اللبنانية، بطلته طبيبة جراحية يشاركها في البطولة مجرم لا يعرف في حياته شيئا سوى القتل والإجرام وتجارة المخدرات، ويفرض عليها هذا القاتل، الزواج منه بالقوة أو يقتلها.غير أن المفارقة التي تداعت مع مرور الحلقات، أنها أحبته وحملت منه وحاولت كل جهدها أن تجعل منه رجلاً صالحاً…
يقال إن الحب يصنع المعجزات، ولكن هل هي معجزة أن تتخلى طبيبة عن رسالتها الإنسانية في سبيل حب خُلق بالإكراه وتغذى على السكوت عن قتل الأبرياء؟
ما أكثر ضحايا الحب؟ كم من بيوت وعائلات دمرت باسم الحب؟ كم من أب هجر ابنه وكم من أم تركت أبناءها لمصير مجهول باسم الحب؟
هو الحب الزائف الذي تغذيه الشهوة، لا يجلب سوى الذل المهانة. لكن من الطبيعي أن الحب أسمى من كل هذه التصرفات التي تلقي بظلالها على الأبناء قبل الآباء، ذلك لأن الحب هو المعبر عن النقاء الروحي والإخلاص والتفاني شرط أن يكون مرتبطاً بحسن الاختيار، كما أن الحب ليس أن تلاقي مقابلك إنساناً تغازله عبر التواصل الاجتماعي كما يحصل في الكثير من الحالات هذه الأيام، وكأنه موضة درج عليها الأغبياء.
كذلك فإن الحب لا يفرض بالقوة ولا يأتي عبر المصالح الذاتية وإنما يأتي من المشاعر الحميمية الصادقة بين طرفيه، إذ لا يمكن أن يفرض أحد طرفي المعادلة على الآخر من دون أن تكون هناك عواطف مشتركة نقية تنبع من القلب وليس من غيره، فإذا حدث وأن أهانك الطرف الآخر فمن الخير أن تتركه وتتجنبه لتبقى شامخاً لا أن تكون مستسلماً ذليلاً له.
إن كلمة الحب هي من أسمى الكلمات دفئاً ورحمة ذلك لأن الله سبحانه محبة، والكلمة تنطوي كذلك على أسمى المعاني وأصدق الأحاسيس حين تصدر من قلب محب مخلص، فالحب جبل شاهق لا يتسلقه إلا الأوفياء.
ونصيحة إلى الرجال كما النساء، لا تنسوا الحب لأنكم كبرتم في السن، فالمرأة خصوصاً لا تذبل ولا تزهر في أي مرحلة من العمر إلا مع الرجل الذي يرفدها من نهر الحب.
Leave a Reply