غزة – باتت مفاوضات التهدئة بين «حماس» وإسرائيل بحكم المنتهية، بعد توقّف عجلة الوساطة المصرية منذ أكثر من أسبوعين، لرفض الدولة العبرية شروط الحركة الإسلامية، التي تتوقّع عدواناً لـ«تليين مواقفها».وكشف مصدر مسؤول في حركة «حماس»، لصحيفة «الأخبار» البيروتية، عن أن «جميع الاتصالات والمباحثات مع القيادة المصرية في خصوص التهدئة ومعبر رفح الحدودي وقضية تبادل الأسرى، توقفت تماماً منذ اللقاء الأخير في مدينة العريش قبل نحو أسبوعين». وأضاف أن «التعنت الإسرائيلي إزاء شروط حركة حماس لإتمام القضايا الثلاث أدى إلى توقف المباحثات»، مشيراً إلى أن «دولة الاحتلال الإسرائيلي ترفض التزامن في التزام التهدئة، بحيث يوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، في مقابل وقف جميع الاعتداءات الإسرائيلية من توغلات واجتياحات واغتيالات».وبحسب المصدر، فإن المصريين نقلوا لـ«حماس» أن الحكومة الإسرائيلية تشترط أن تلتزم الحركة الإسلامية والفصائل وقف جميع أشكال المقاومة، بما فيها الصواريخ، على أن تنظر الحكومة الإسرائيلية لاحقاً في إجراءات وقف العدوان وتخفيف الحصار وفتح المعابر جزئياً. وقال المصدر إن «وفد الحركة برئاسة جمال أبو هاشم أبلغ المصريين رفض الشروط الإسرائيلية، وجدد الشروط الثلاثة، وهي التزامن والتبادل والشمولية».وأشار المصدر إلى أن القيادي «الحمساوي» محمود الزهار امتنع منذ فترة طويلة عن رئاسة وفد الحركة، مبرراً ذلك بأنه يرفض أن يتحول إلى «ساعي بريد»، في إشارة إلى عدم تقدم المباحثات مع المصريين. وكشف عن أن «حماس» ترجِّح تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً في القطاع في الأسابيع القليلة المقبلة، في محاولة للضغط مجدداً من أجل فرض الشروط الإسرائيلية في إنجاز قضايا التهدئة والمعبر وتبادل الأسرى.القسام قتلت 12 اسرائيلياهذا وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس» أنها قتلت 12 إسرائيليا وأصابت 79 آخرين «في عمليات مقاومة» نفذتها خلال شهر أذار (مارس) الماضي. وذكرت الكتائب في بيان وزع على الصحفيين أنها ولأول مرة منذ عام 1967 «أصابت مروحية إسرائيلية بنيران مضادات أرضية عدا عن إطلاق قرابة 89 صاروخاً و534 قذيفة باتجاه بلدات ومواقع وآليات عسكرية إسرائيلية أسفر بعضها عن إصابة عشرات المستوطنين الإسرائيليين من بينهم رئيس بلدية سديروت» المحاذية لشمال قطاع غزة. ولم تؤكد إسرائيل هذه الأرقام أو تنفها حتى الآن. وأشارت الكتائب إلى أن 34 من عناصرها استشهدوا «خلال التصدي لاجتياحات إسرائيلية متكررة في قطاع غزة وفي عمليات اغتيال».مستوطنات إضافيةوفي سياق آخر، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل تعتزم بناء نحو ألفي وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية خلال عام 2008. وأوضحت أن جميع الوحدات ستبنى في التكتلات الاستيطانية الكبرى التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها، في إطار اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، ومنها معاليه أدوميم وأرييل.وتشير الإحصاءات إلى أن تنفيذ هذا المشروع، الذي حدّدت وزارة الإسكان الإسرائيلية تفاصيله في خطتها السنوية، يعني إضافة ما يصل إلى 1908 وحدات سكنية إلى المستوطنات الإسرائيلية، وهو الرقم الأكبر منذ حقبة التسعينيات من القرن الماضي، حين بلغت عملية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ذروتها، إذ وصل معدّل تشييد الوحدات السكنية إلى خمسة آلاف سنوياً.
Leave a Reply