بقلم: صخر نصر
احتفلت الجالية العربية كغيرها من مواطني أميركا بعيد الاستقلال في الرابع من (يوليو) تموز الجاري حيث سمحت السلطات المحلية باستخدام المفرقعات النارية حصراً في هذا اليوم وحددت شروطا لبيع المفرقعات للبالغين فقط أي الذين تزيد أعمارهم عن الثمانية عشرة عاما. ومع ذلك فقد كان المراهقون دون ذلك السن من أكثر الزبائن شراء للمفرقعات ولم يدخر الأطفال دون العاشرة جهداً في «سحب» أحد أبويهم إلى محلات البيع لشراء المفرقعات.
المناسبة كبيرة، والأميركيون يحتفلون بهذا العيد بلا استثناء لكن للأسف فقد تحول العيد في ديربورن إلى مناسبة للمبارزة في أيهما يصدر أصواتا أقوى، وأيهما يرعب الناس أكثر من أصوات الإنفجارات والشهب والألعاب النارية لدرجة أن السير كان يتوقف في الشوارع الفرعية لكثرة المفرقعات والأصوات المقلقة للراحة.
لقد استغل بعض أبناء الجالية فترة السماح بالمفرقعات وشحذوا هممهم واشتروا كميات من المفرقعات ذات الأصوات العالية والألوان اللافتة عدا عن تلك المضيئة والتي يستمر اشتعالها وضوؤها المتلألىء لدقائق عدة.
قرابة الحادية عشرة من ليل الجمعة خرجت من منزلي باتجاه شارع «وارن» كان الشارع الفرعي مغطى بعبوات المفرقعات الفارغة، حتى أن بعض الصبية قد نصب في عرض الشارع ما يعرف بقاعدة انطلاق الشهب والمفرقعات وهي عبارة عن اسطوانات كرتونية صغيرة مثبته على أرضية من الورق المقوى، وبعد استخدامها تركوها على حالها وما إن مررت بسيارتي حتى قذف أحدهم إحدى المفرقعات الصغيرة لكن لحسن الحظ أنها لم تنفجر إلا بعد أن تخطتها السيارة بأمتار وربما كانت ستسبب لي إزعاجا على إزعاج.
لاندري على وجه التحديد عدد الإصابات البشرية الناتجة عن استخدام المفرقعات يوم عيد الاستقلال في ديربورن، وكل ما نعرفه أن إصابات وقعت بدون أن تكون هناك إحصائية دقيقة وربما ستصدر الإحصائية خلال أيام سواء من مراكز الشرطة أو الجهات الصحية،لكن مانعرفه أن باعة المفرقعات قد وضعوا «صاينات سيل» بعد ظهر الجمعة خوفا على بضاعتهم من الكساد والتلف وصلت في آخر النهار الى حسم 75 بالمئة من السعر وهذا ما شجع الشباب لشراء المزيد من «أسباب الإزعاج».
ومر يوم الجمعة وفوجئنا بمزيد من الأصوات والشهب تلمع في السماء ليلة السبت الأحد فسألنا عن السبب فقيل لنا: إن الشباب يحتفلون بعودة «أبو عصام إلى مسلسل باب الحارة» وشاركوا أهالي حارة الضبع فرحتهم بعودة أبو عصام، ومساء الثلاثاء احتفلوا وسمعنا دوي المفرقعات وتساءلنا لماذا؟ هل عاد العقيد أبو شهاب إلى الحي بعد أن خرج من قبره سالما معافى؟ فرد الجوار باستغراب شديد: إن الجالية تحتفل بفوز ألمانيا على البرازيل، فحمدت الله أن فريقا عربيا لم يفز بكأس العالم، وعندها لعبرت الجالية عن فرحتها بإطلاق قذائف «هاون» صوتية وشهباً قد تشاهد في أواسط كندا.
Leave a Reply