ديربورن – سامر حجازي
مع اقتراب عطلة الرابع من تموز (يوليو) ذكرى عيد إستقلال أميركا بدأت المفرقعات النارية يسمع دويها يومياً في أحياء مدينة ديربورن، إلا أن ما لا يعرفه الأهل والأولاد المحتفلون هذا العام هو أن بعض القوانين البلدية المحلية وتلك الصادرة عن الولاية حول الأسهم النارية قد تؤدي إلى إصدار مخالفات مكلفة لهم وللبائعين من شأنها تعكير صفو بهجتهم وإحتفالاتهم.
في عام ٢٠١٢ رفعت الولاية الحظر المفروض على الأنواع الثقيلة من المفرقعات النارية وسمحت بالتجارة بها عبر باعة مرخصين عليهم تجديد رخصهم كل سنة.
ومع انتشار الخيام والأكشاك التي تبيع المفرقعات بين أحياء ديربورن يبدو أن شوارع المدينة مقبلة في الأسبوع القادم على جولات «حرب حقيقية»، لكن البلدية هذا العام تؤكد أنها ستشدد ملاحقة المخالفين لمرسومها الخاص الذي يحدد أياماً وأوقاتاً معينة لإطلاق المفرقعات النارية. إذ ستلاحق شرطة ديربورن كل من يطلق المفرقعات النارية قبل الثالث من تموز (يوليو) وبعد الخامس منه، وينص المرسوم أيضاً على عدم إطلاق المفرقعات مابين منتصف الليل وحتى الثامنة صباحاً بإستثناء ليلة رأس السنة حيث يسمح بإستخدام الألعاب النارية حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
وأي مخالفة لهذا المرسوم يعاقب عليها القانون بفرض غرامة مالية تصل إلى ٥٠٠ دولار. وقد أصدرت بلدية ديربورن بياناً صحافياً أول الأسبوع نص على أن المخالفة ستعتبر جنحة لكنها تراجعت بعد يومين وأصدرت بياناً تصحيحياً ذكرت فيه أن المخالفة هي خرق مدني في حين أن الغرامة المالية بقيت ٥٠٠ دولار.
إلا أن بعض ضباط الشرطة لم يقرأوا المذكرة الجديدة على مايبدو ومازالوا يتبعون النص القديم. فقد إتصل أحد الآباء الغاضبين بمكتب «صدى الوطن» يوم الثلاثاء الماضي مدعياً أن ابنه البالغ ١٨ عاماً حصل على ضبط مخالفة بقيمة ٥٠٠ دولار من قبل ضابط الشرطة بسبب إستخدام العاب نارية في حي سكني يقع عند تقاطع شارع وورن وشايفر وقد كتب ضابط الشرطة على المخالفة إنها جنحة قد تكون نتيجتها سجن الفتى مدة ٩٠ يوماً.
وقال الأب الحانق «لم اسمع من قبل أنهم أصدروا مخالفات بسبب الألعاب النارية ولا يبدو هذا الأمر عادلاً بحق ابني الذي جرى استهدافه في حين أن الأولاد تحت السن القانونية يطلقون الألعاب النارية في كل الأحياء». وأضاف أن ابناءه قد يذهبون بسهولة لأي مكان لشراء الألعاب النارية رغم أنهم تحت السن القانوني.
وحسب مصادر البلدية فإن ضباط الشرطة الذين حرروا المخالفة كجنحة فعلوا ذلك خطأ وهذه المخالفات سيتم إلغاؤها وإصدار مخالفات مدنية عادية مكانها.
وكانت «صدى الوطن» قد نشرت تقريراً الصيف الماضي حول بيع الألعاب النارية من قبل بعض التجار إلى القاصرين ولكن ماري لاندروش، المسؤولة الإعلامية في البلدية أرسلت بريداً إلكترونياً مؤخراً إلى الصحيفة ذكرت فيه أن البلدية لا يمكنها تنظيم بيع وعرض وتخزين ونقل أو توزيع الألعاب النارية لأن هذه المسؤولية مناطة بالولاية.
إحدى سكان حي «منتزه هملوك» سارة جابر قالت للصحيفة إن الأطفال القاصرين يطلقون الألعاب النارية بإستمرار مما أصبح يشكل قلقاً كبيراً في الحي كما أنهم يخرقون قوانين البلدية المتعلقة بالإزعاج على أساس أنهم يطلقون الألعاب النارية في ساعات الصباح المبكرة، وأضافت «هناك إزدياد كبير في إطلاق الأسهم النارية بعد منتصف الليل في حيّنا وهذا لا يمنعني من النوم فحسب، بل أيضاً يهدد بيوتنا بمخاطر الحريق. وتساءلت بغضب «أين الأهل.. لماذا لا يشرفون على أولادهم ويحمونهم من الخطر؟».
وأردفت «أي واحد يقود سيارته في شرق ديربورن قد يشاهد مجموعات من الأولاد يطلقون الألعاب النارية على الأرصـفة وزوايـا شوارع الأحياء»، ولكن يبدو أن شرطة ديربورن بدأت تضيق الخناق على هذه الظاهرة فخلال الأسبوع الماضي أصدرت عدة مخالفات ضبط لمستخدمي الألعاب النارية في الأحياء.
وحسب لاندروش فإن الأهل وأبناءهم القاصرين معاً قد يتم إجراء ضبط مخالفة بحقهم إذا أطلقوا العاباً نارية في الأيام والأوقات الممنوعة ويمكن إصدار حكم بالجنحة ضد أحد الأهالي إذا صدر بحقه ضبط مخالفة كأب مسؤول عن ابنه القاصر.
وفي بعض الأحيان فإن الأهل قد لا يعلموا حتى بأن أولادهم حصلوا على العاب نارية وأنهم يطلقونها بشكل مخالف للقانون.
إحدى الأمهات أبلغت «صدى الوطن» أن ولديها القاصرين تردّدا خلال الأسبوع الماضي إلى محل على شارع غرينفيلد وإشتريا منه العاباً نارية من دون إذنها. وقالت «هل سوف ينتظرون حتى يصاب أحد الأولاد بأذى حتى يفعلوا شيئاً؟».
وحسب موقع ولاية ميشيغن الإلكتروني فإن عقوبة بيع العاب نارية إلى من هم دون الـ١٨ عاماً قد تصل إلى ٥٠٠ أو ألف دولار إضافة إلى السجن طبقاً للإجراءات القانونية المحلية. كذلك قد يخسر المخالف رخصة بيع الألعاب النارية لفترة تصل إلى ٩٠ يوماً.
ودعا بيان بلدية ديربورن الأهل إلى استخدام أقصى أنواع الحيطة والحذر حول أولادهم لدى إطلاق الأسهم النارية. وقال البيان «رغم أن الألعاب النارية القوية هي مشرعة في ميشيغن، إلا أن استخدامها يحمل العديد من المخاطر والمحاذير» ويقدر عدد الأشخاص الذين يضطرون إلى الذهاب إلى غرف الطوارئ بسبب جروح ناجمة عن إطلاق اسهم نارية خلال عيد الإستقلال، إلى ٢٠٠ شخص في أنحاء المدينة. وتطلب البلدية من سكان ديربورن أن يتصلوا بالرقم ٣١٣.٩٤٣.٣٠٣٠ للإبلاغ بشكل سري عن أي نشاط غير قانوني في أحيائهم أو الإتصال برقم الطوارئ «٩١١» في حال وجود خطر محدق أو حالة طوارئ.
Leave a Reply