القنصل طوق لـ”صدى الوطن”: لسنا معنيين بأية بيانات.. والقنصلية لكل اللبنانيين
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
أثار البيان الصادر عن “تحالف المنظمات اللبنانية الأميركية – ميشيغن” الكثير من الجدل والبلبلة على خلفية تعيين أحد الموظفين في القنصلية اللبنانية في ديترويت، بسبب تضمين ذلك البيان معلومات واحصاءات تتعلق بأعداد اللبنانيين الأميركيين من الطائفتين المسيحية والشيعية (مع تجاهل الطوائف الأخرى) في ميشيغن، الأمر الذي يستوجب –فيما يضمر البيان- إعادة النظر في “الأسباب الموجبة” لتعيين الموظفين في القنصلية.. التي رأى البيان أن فريقا سياسيا معينا يتحكم بأمورها ويسيطر عليها.
وعلى خلفية تفاقم الأمور من اختلاف على وظيفة ادارية إلى “اشتباك” سياسي، عبر إصدار بيانات وبيانات مضادة، لم يتورع بعضها عن وصف فريق كبير من الجالية بـ”الطائفية والعنصرية” الأمر الذي اعتبر مساً بكرامتها ومشاعرها الإنسانية والوطنية، وزيادة في توضيح المسائل المتعلقة بالأمور، كان لـ”صدى الوطن” هذا اللقاء مع القنصل اللبناني العام بالوكالة في ديترويت بشير طوق.
– صدر بيان نشر في جريدة “النهار” اللبنانية قبل أيام، يتعلق بمسألة تعيين أحد الموظفين في قنصلية ديترويت، كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
هذا الموضوع هو موضوع إداري بحت، وأنا كقنصل عام بالوكالة في ديترويت، عندي صلاحية بتعيين موظفين في حال الحاجة إليهم، وقد قمت بتعيين موظف سابق في العام 2008. صحيح أنني قنصل عام بالوكالة ولكن لدي كل صلاحيات رئيس البعثة الدبلوماسية.
– ولكن تم إلغاء قرار التوظيف الذي قمت به، وتم تعيين موظف آخر، هل حسمت المسألة؟
هذه المسألة يتم معالجتها مع وزير الخارجية بالطريقة الإدارية وليس بالطريقة الإعلامية أو السياسية. وقد أحدث الأمر بعض ردود الأفعال، وأفضل عدم التطرق إليها.
– لقد عرفت بتفاصيل البيان بعد نشره وصدوره بالصحف اللبنانية، أريد أن أعرف رأيك بالبيان كقنصل خاصة وأن البيان تضمن تهجماً على القنصلية ومسيرتها خلال السنوات الماضية، واحتوى أرقاما بعدد المغتربين والمهاجرين من الطائفتين المسيحية والشيعية، وتجاهل البيان الأرقام الخاصة بالطوائف الكريمة الأخرى، كالسنة والدروز ..؟
لا شك أن الجالية اللبنانية في ديترويت هي جالية كبيرة، ولكن لا توجد احصاءات رسمية أو دقيقة في هذا الخصوص. وأحب التأكيد على أن الجالية اللبنانية في ديترويت تعبر عن لبنان بكل أطيافه. كما لا بد من الاشارة إلى أنه يوجد الكثير من الأميركيين من أصل لبناني ولكن ليس بحوزتهم الجنسية اللبنانية، كما أن الكثير من المراكز الدينية تضم لبنانيين وعرباً آخرين من جنسيات مختلفة. ونحن في القنصلية ليس لدينا أرقام أو احصاءات، لكن لدينا ملفات عائلية، والقنصلية تشمل 14 ولاية تمتد من نورث داكوتا إلى فيرجينيا، وتوجد جاليات كبيرة في ولايات متعددة ومدن كثيرة. عندنا في القنصلية آلاف الملفات لالآف العائلات وبعضها يتألف من أكثر 10 أشخاص، وحسب هذه الملفات فإن التقديرات حول عدد الجالية اللبنانية يكاد يترواح بين 100 و120 ألف لبناني. ولا شك أن تجمع اللبنانيين في ديترويت هو من اكبر التجمعات، يليها التجمع في كليفلاند، ولكن مسألة الأرقام غير محسومة ولا أحد عنده احصاءات دقيقة ونهائية.
– كم مضى على توليك منصب القنصل العام بالوكالة؟
بدأ عملي كقنصل عام بالوكالة منذ آب العام 2007، وأحب أن أشير إلى أن استلامي لهذا المنصب كان من المفترض ان يكون لمدة شهرين فقط، وقد مضى علي الآن حوالي السنتين وخمسة شهور، كما أننا الآن بانتظار التشكيلات الدبلوماسية وآمل أن يتم تعيين قنصل عام وقناصل مساعدين لقنصلية ديترويت لأن حجم العمل فيها كبير، وقنصل واحد لا يكفي..
– من خلال عملك كقنصل، كيف هي علاقتك بالجالية، وتحديدا الجالية الشيعية التي استهدفها البيان الذي قال إنها تسيطر على القنصلية؟
إن علاقتي هي مع جميع اللبنانيين بغض النظر عن خلفياتهم أو انتماءاتهم الدينية، وصحيح أنني أنا بشير طوق من منطقة بشري، ولكنني قنصل كل لبنان وأداء القنصلية يتم بدون تمييز، وبغض النظر عن الانتماءات المناطقية والطائفية، وأنا علاقتي جيدة مع جميع الأطراف والأحزاب والمراكز الدينية، ومنذ استلامي لعملي كقنصل لم أقاطع حزبا سياسيا أو مركزا دينيا، كما أنني استجيب لدعوة جميع الأفرقاء، وأحب أن أؤكد وخاصة للجالية في ديربورن أنني لم أر منها إلا كل خير واحترام وتقدير، كما أكن لها كل احترام، ونحن بتوجيهات الرؤوساء الثلاثة وبتوجيهات الدولة اللبنانية نقوم بالتواصل مع الجميع وخدمة الجميع بدون استثناء أو تمييز.
وأود أن أضيف بأنني كقنصل عام بالوكالة للبنان حريص على جمع كلمة اللبنانيين ولن يزيدني ما حصل إلا إصراراً على هذا الدور الجامع ولن أبخل بأي جهد في هذا الإطار.
– هل شعرت أن الجالية في ديربورن قد قصرت في تعاملها معك، أو أنها قصرت باتجاه القنصلية، خاصة وان البيان وصفها بأنها تميز بين الطوائف، هل احسست بأنها عاملتك بغير الطريقة التي عاملت بها القنصل السابق والسفير الحالي في ساحل العاج الدكتور علي عجمي؟
أعيد وأؤكد أنني لم أر من هذه الجالية إلا كل خير، ولم أشعر ولا مرة بأي تمييز بل على العكس، وفي هذه المناسبة أحب أن أقول أنني أفتخر بعلاقتي مع السفير الدكتور عجمي، وقد عملت معه عندما كان في القنصلية، وتعلمت منه الكثير، ومنه تعلمت كيف يكون الواحد دبلوماسياً وسياسياً ويخدم جميع الناس، وتجربتي مع الدكتور عجمي تركت أثراً طيباً لدي، وجهوده في خدمة الجالية اللبنانية بكل أطيافها مشهودة ومقدرة وهو الذي نقل القنصلية الى هذا المكان بفضل مبادرته وكرم الجالية اللبنانية خاصة في ديربورن التي أصرت وعملت على نقل القنصلية إلى مكان يليق بلبنان، والدكتور عجمي ترك أثراً عند عموم الجالية اللبنانية مثلما كان الحال مع جميع القناصل الزملاء الذين تعاقبوا على هذه القنصلية، وكان لي شرف العمل مع بعضهم في وزارة الخارجية والمغتربين كسعادة السفير زين الموسوي وسعادة السفيرحسن سعد وسعادة القنصل محمد سكيني وغيرهم…
– سعادة القنصل، أنت تعلم ان الجالية قدمت خدمات كبيرة للبنان، منها الاستثمارات، والدفاع عن قضايا لبنان إثر تعرضه لعدوان خارجي في العام 1996 وحرب تموز 2006، فأثناء مجزرة قانا قامت الجالية باستئجار عدة طائرات وباصات، وقامت بالتظاهر في واشنطن وكانت سببا في لقاء الرئيس الراحل الياس الهراوي مع الرئيس بيل كلينتون الذي كان جدول أعماله مزدحماً، كما أن هذه الجالية قدمت للقنصلية الكثير، وهذه الجالية تشعر أنها تعرضت للإهانة من قبل بعض الأخوة اللبنانيين الذين أصدروا البيان، فماذا تقول لهؤلاء الناس وأنت رئيس البعثة الدبلوماسية بالوكالة هنا؟
أنا أتمنى أن تتوضح كل الأمور، والبيانات التي تصدر من هنا أو هناك لا علاقة للقنصلية بها، وأعود وأؤكد بأن لا علاقة للقنصلية بأي بيان يصدر عن أي جهة كانت، ونحن في القنصلية فخورون بكل أبناء الجالية ونرجو أن يكونوا على تواصل. وبصراحة.. أنا لن أرد على البيانات، ولكنني سأعمل ما بوسعي مع الخيرين في الجالية لتوضيح كافة المسائل، فهذه الجالية أعطت الكثير، وسعادة السفير في واشنطن الاستاذ انطوان شديد يعرف هذه الجالية ويقدرها ويعرف فعاليتها وكرمها، وأعرف أن ما قامت به أثناء عدوان تموز هو تعبير وطني عن مشاعر الجالية واخلاصها للوطن، وحل جميع المسائل يكون من خلال الحوار والتبصر والحكمة وهذا ما سنسعى اليه.
– هناك شكاوى بخصوص تراجع الخدمات القنصلية والتأخير في إنجاز المعاملات، هل هذا صحيح؟
نحن نعتمد نظام المواعيد، لتقصير فترة الانتظار، ففي السابق كان البعض يأتي الى القنصلية وينتظر وقتا طويلا يصل الى 9 ساعات، وقد رأينا أنه من الأفضل العمل بنظام المواعيد، وهو النظام المعمول به في كافة القنصليات في العالم. وفي جميع الأحوال أنا أبذل كل جهدي وأقوم لوحدي بعمل قنصلين لإنجاز الوثائق والوكالات الخاصة باللبنانيين وأتابع كافة المسائل بنفسي، وبصراحة أقول لك أنا من يدفع الثمن واقضي كل يوم 3 ساعات اضافية خارج الدوام، ومع ذلك فأي مواطن مضطر، أو لديه حالة طارئة، نقوم بمساعدته مباشرة.
– كم عدد الموظفين في القنصلية وهل أنتم بحاجة لزيادة عدد الموظفين؟
إذا كان هناك موظفون أكثر فهذا أفضل، واذا كان عدد الدبلوماسيين أكثر فهذا أفضل، لأن قنصليتنا تغطي منطقة كبيرة، فالجالية العراقية على سبيل المثال لديها 4 قناصل والجالية المكسيكية لديها 5 قناصل، وأنا أقوم بجميع واجباتي رغم العدد الكبير لجاليتنا، ونحاول خدمة الجميع بأفضل طريقة، وهذا طبعا يتطلب وقتا أكبر وجهدا مستمرا.
– كيف هو تجاوب الجالية مع دعوة القنصلية ووزارة الخارجية إلى الدعوة للتسجيل من أجل الانتخابات؟
قمنا باصدار تعميم وزارة الخارجية، وأرسلناه الى المراكز والجمعيات، ويوجد تجاوب كبير من قبل جميع المؤسسات، ونقوم بالتحضير اللوجستي ولكن التسجيل لم يبدأ بعد.
– كيف يتم التسجيل، وما هي الأوراق الثبوتية المطلوبة؟
يتم التسجيل من خلال استمارة معينة، والأوراق المطلوبة إما جواز السفر (باللون النبيذي أو الأزرق الجديد) أو الهوية الجديدة، ولا يقبل إخراج القيد.
وأحب أن أضيف أن الذين يقومون بالتسجيل في القنصلية فعليهم الانتخاب هنا لأن لوائح الشطب تذهب الى القنصليات، بمعنى أن المسجلين هنا لا يحق لهم الانتخاب في لبنان، وأود الاشارة إلى أن التدابير اللوجستية ليست مكتملة حتى الآن، وأميركا لديها وضع خاص، ولا أعرف بعد كيف سيتم تنظيم الأمور فمدينة مثل ديربورن بحاجة إلى عدة مراكز انتخابية، كما أن القنصلية تغطي 14 ولاية، ومن الصعب على الناس المجيء من الولايات الأخرى، لا أعرف بالضبط كيف ستحل هذه المسائل، فالتدابير اللوجستية غير مكتملة حتى الآن.
– ما هي أهم التحديات التي تواجه القنصلية؟
لدينا 14 ولاية تخدمها القنصلية من خلال 8 موظفين وأنا، والجالية كبيرة، كما أن قربنا من كندا يسبب لنا ضغطاً إضافيا، ولذلك أرجو من جميع اللبنانيين أن يتفهموا هذا الموضوع وأن يتحملوا معنا، وفعلاً أتمنى أن يأتي إلى هنا قنصل عام ومعه قنصل آخر، وأن يكون مستوى الخدمات أفضل، لأنني أقوم بالكثير من الأعباء..
– وماذا عن الدوام في القنصلية؟
الدوام من الساعة 9 الى الساعة 3 بعد الظهر بدون ساعة غداء.
– أليس من الأفضل إطالة فترة الدوام عملاً بنظام القنصليات الأخرى؟
معك حق. منذ جئت الى القنصلية كان الدوام من 9 وحتى 3 بعد الظهر، وهذا هو حال القنصلية من 30 عاما. نحن نعمل 6 ساعات يوميا عملا بالنظام اللبناني، فاذا أردنا زيادة ساعات الدوام فعلينا زيادة رواتب الموظفين، ونحن لا نعمل حسب النظام الأميركي، بل وفق القوانين والأنظمة اللبنانية.
Leave a Reply