بونتياك
تمضي حكومة مقاطعة أوكلاند قدماً في خطة المحافظ دايف كولتر لإعادة مكاتبها الرئيسية إلى وسط مدينة بونتياك، إثر موافقة مجلس المقاطعة على تطوير مبنيين ضخمين في الداونتاون لاستيعاب حوالي 700 موظف بحلول ربيع 2026.
ورغم أن مباني المقاطعة الحالية تقع ضمن حدود مدينة بونتياك وتمتد غرباً داخل بلدة ووترفورد المجاورة، يرى كولتر ومؤيدو خطته، بأن نقل دوائر المحافظة إلى الوسط التجاري سيمهّد لنهضة عمرانية واقتصادية في المدينة التي تضم زهاء 61 ألف نسمة.
ومنذ تأسيسها عام 1819، اتخذت حكومة مقاطعة أوكلاند من وسط مدينة بونتياك، مركزاً إدارياً لها، قبل أن تقوم بنقل مكاتبها إلى غرب المدينة خلال ستينيات القرن الماضي، لتدخل بونتياك إثر ذلك، مسار انحدار اقتصادي وأمني أكسب المدينة لقب الأسوأ في المقاطعة الثرية التي يقطنها نحو 1.27 مليون نسمة.
وصوت مجلس المقاطعة، يوم الجمعة الماضي، بنتيجة 10–7 لصالح ميزانية بقيمة 174.5 مليون دولار لإعادة تأهيل المبنيين –على العنوانين: 31 شارع إيست جادسون، و51111 جادة وودورد– وذلك، بعد يومين من المناقشات العامة والخلافات بين المفوضين الديمقراطيين الذي يسيطرون على 12 مقعداً من أصل 19 في مجلس المقاطعة.
وكان مقترح المحافظ الديمقراطي بنقل الموظفين من جميع دوائر المقاطعة الـ18 المتوزعة بين غرب بونتياك (دوائر تشريعية وقضائية) وشرق بلدة ووترفورد (دوائر تنفيذية)، إلى وسط مدينة بونتياك، قد قوبل بمعارضة مفوّضين ديمقراطيين أعربوا عن رفضهم لبعض بنود المقترح، ما أدى إلى تأخير التصويت عليه حتى تأمين الأغلبية.
وقبل التصويت، قالت المفوضة الديمقراطية أنجيلا باول (عن بونتياك): «آخر ما أعرفه هو أننا الديمقراطيون كنا جميعاً على نفس الرأي عندما مررنا هذا المقترح بقراءته الأولية في شباط (فبراير) الماضي»، واصفة الخلافات المستجدة بين زملائها بـ«الحماقة» و«العبثية».
كذلك، وصف المفوض الديمقراطي ويليام ميلر (عن فارمينغتون)، التصويت بـ«لا» ضد هذا المشروع بأنه «تصويت ضد تنمية مجتمعاتنا».
وتابع بأن «تنمية داونتاون بونتياك، سوف توفر قاعدة ضريبية أكبر للمقاطعة، مما سوف يساعدنا على تنفيذ المزيد من البرامج، وتمكين المجتمعات الأخرى من النمو»، مضيفاً أن التصويت بـ«لا» هو «تصويت ضد العمال وتنمية مقاطعة أوكلاند».
في المقابل، استنكرت المفوضة الجمهورية كريستين لونغ (عن كوميرس)، التي عارضت المقترح أسوة بجميع زملائها الجمهوريين، زعم أنصار المقترح بأنه سيعيد إنعاش مدينة بونتياك، في حين أن مقر المقاطعة الحالي يقع ضمن حدود مدينة بونتياك أصلاً.
وقالت: «في خضم هذا النقاش، أسمع الجميع يقولون إننا سننتقل إلى بونتياك. ولكن على حدّ علمي هو أننا في بونتياك الآن. وندفع الضرائب لمدينة بونتياك مقابل العمل هنا… قد لا نكون في داونتاون بونتياك، ولكننا في بونتياك بالفعل». وأضافت أن نقل مقر حكومة المقاطعة يعني «أننا سنهجر المباني الحالية، ونتسبب بتدهور منطقة أخرى من بونتياك»، فيما استهجن بعض المتحدثين خلال فقرة المداخلات العامة، نقل مكاتب المقاطعة إلى منطقة تعج بالحانات والملاهي الليلية ومتاجر الرهن.
وبحسب مسؤولي المقاطعة، حصل المشروع على دعم من حكومة ولاية ميشيغن بمبلغ 50 مليون دولار بالإضافة إلى 10 ملايين من الحكومة الفدرالية عبر قانون «خطة الإنقاذ الأميركية»، في حين سيتم تمويل التكاليف المتبقية من خلال إصدار سندات الدين.
وأشاد كل من المحافظ كولتر ورئيس بلدية بونتياك تيم غريميل، بموافقة مجلس المقاطعة على الخطة، وقال كولتر في بيان: «هذا أكثر من مجرد مشروع بناء، إنه التزام بإحياء مستقبل بونتياك. نحن ننقل 700 موظف إلى وسط المدينة، ونحسّن البنية التحتية، ونوسع المساحات الخضراء، ونجعل عاصمة المقاطعة أكثر ملاءمة للمشي، وأكثر حيوية، وأكثر ترابطاً».
وكان كولتر قد كشف عن خطته لنقل مقرات المقاطعة إلى داونتاون بونتياك في مايو 2023 بعد شراء المبنيين في ذلك العام، واصفاً الخطوة بأنها ستشكل حافزاً حقيقياً لنهضة المدينة المميزة بكونها العاصمة الإدارية لثاني أكبر مقاطعة في ولاية ميشيغن، بعد مقاطعة وين المجاورة.
وفي تصريح لاحق، قال كولتر «رسالتي إلى أي شخص لديه الكثير من المال ويرغب في تطوير العقارات ويتساءل عن وجهة مشروعه التالي أن ينظروا إلى بونتياك».
وبموجب الخطة، ستقوم المقاطعة بتجديد مبنى شركة «جنرال موتورز» السابق على شارع إيست جادسون، وإعادة تطوير برج أوتاوا على جادة وودورد، وهدم «مركز فينيكس» الواقع بينهما، وإعادة ربط شارع ساغينو بالطرف الجنوبي من وودورد، لتشكيل منطقة مترابطة تنبض بالحركة التجارية والمساحات العامة.
وبالفعل، باشرت المقاطعة بهدم مرآب ومدرجات مسرح «مركز فينيكس» في نيسان (أبريل) المنصرم، على أن تبدأ أعمال الترميم في المبنى الواقع على شارع جادسون خلال الصيف القادم.
وقال مسؤولو المقاطعة إن نقل الموظفين إلى وسط مدينة بونتياك، أكثر فعالية من حيث التكلفة، مقارنةً بتجديد المباني الحكومية الحالية على حدود بونتياك–ووترفورد، مما يوفر على المقاطعة حوالي 80 مليون دولار على مدى العقد المقبل.
والجدير بالذكر أن بونتياك تأسست في عام 1818 كثاني مستعمرة يقيمها الأوروبيون في محيط ديترويت، بعد ديربورن التي استُوطنت لأول مرة عام 1786.
Leave a Reply