وستلاند – «صدى الوطن»
في مؤشر جديد على استعادة مقاطعة وين لجاذبيتها الاستثمارية، ستعود الحياة مجدداً إلى واحد من أقدم المواقع التاريخية في ولاية ميشيغن، وهو «مجمع ألِيويز» Eloise Complex المهجور في مدينة وستلاند، والذي لطالما اعتبره الكثيرون مسكوناً بالأشباح، وفقاً لصحيفة «ديترويت فري برس».
وكان مجلس مفوضي مقاطعة وين قد أقرّ بالإجماع –في حزيران (يونيو) الماضي– قرر بيع المجمع المهجور وعقارات مجاورة له بمساحة إجمالية تقدر بحوالي ٢٨ أيكراً لشركة 30712 Michigan Avenue, LLC، مقابل دولار واحد.
وبدورها، ستقوم الشركة –ومقرها ساوثفيلد– باستثمار ما لا يقل عن ٢٠ مليون دولار لبناء حي سكني جديد لمحدوي الدخل يضمّ أيضاً مجمعاً للمسنين، على أن تبدأ ورشة الإعمار في غضون ١٨ شهراً، ويتم إنجازها في فترة لا تتجاوز ٤٢ شهراً، بحسب الصفقة مع حكومة المقاطعة.
وإضافة إلى أرض «مجمع ألِيويز» التاريخي، تشمل الصفقة بنايتي «كاي بيرد» و«كوميساري» المهجورتين على ميشيغن أفنيو، إضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي والأنقاض بين شارعي ماريمن وهنري راف في وستلاند، من ضمنها حقل «بوترز فيلد» الذي يضم مقبرة «ألِيويز» التاريخية، إلى الجنوب من ميشيغن أفنيو.
وقال مساعد المحافظ، خليل رحال، إن «هذا الموقع كان يعتبر من أكثر الأماكن المسكونة بالأشباح في ولاية ميشيغن… والانتقال من ذلك إلى رؤية عشرات ملايين الدولارات من الاستثمارات يعد مؤشراً كبيراً آخر على أن مقاطعتنا تعود للازدهار حقاً، على عكس ما شهدنا في الماضي القريب»، لافتاً إلى أن الصفقة تفرض على الشركة المستثمرة بناء ما لا يقل عن ١٠٦ وحدات سكنية جديدة.
نبذة تاريخية
افتتحت مقاطعة وين «مجمع ألِيويز» عام ١٨٣٩ لإيواء الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتشغيل أفرادها الأصحاء بالزراعة، ضمن سياسة انتاجية كانت متبعة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
بحلول العام ١٩١٣، أصبح المجمع مدينة مصغّرة تتمتع بشبه اكتفاء ذاتي.
وكان المجمع «ألِيويز» مقسماً إلى ثلاثة أقسام هي: مستشفى للأمراض العقلية، ومأوى للمزارعين الفقراء، وآخر لأصحاب الأمراض المستعصية، على مساحة إجمالية وصلت إلى ٩٠٠ أيكر.
وكان المجمّع الذي يقع مباشرة إلى الغرب من مدينة إنكستر المحاذية لديربورن هايتس، يضم مكتب بريد وحقل تبغ وخيماً بلاستيكية للزراعة ومصنع تعليب وحظيرة لتربية الخنازير وقسم شرطة وإطفاء ووسائل نقل مشتركة إضافة إلى مصنع لإنتاج الكهرباء ومتاجر ومرافق ترفيهية متنوعة.
مع مرور السنوات، نما المجمع باضطراد ليرتفع عدد سكانه من 35 شخصاً عام 1839 إلى نحو ١٠ آلاف بحلول ثلاثينات القرن الماضي قبل أن تبدأ أعدادهم بالانخفاض لاسيما مع التوقف التام للنشاطات الزراعية بحلول عام 1958.
كما بدأ إخلاء مباني الأمراض العقلية عام 1973 وصولاً إلى إغلاقها بالكامل بحلول عام 1977، ليتحول المكان إلى مستشفى عام لمحدودي الدخل قبل إغلاقه عام ١٩٨٦.
والجدير بالذكر أن المجمع أثناء ذروته، كان يضم ٧٨ مبنياً، لم يتبق منها سوى أربعة إضافة إلى مقبرة «ألِيويز»، فيما تمت إعادة استثمار مساحات واسعة من المجمع، من ضمنها اليوم مركز طبي لمجموعة مستشفيات بومانت، ومستشفى للأمراض النفسية تشرف عليها ولاية ميشيغن، إضافة إلى بنايتي «كاي بيرد» و«كوميساري» التي شملتهما الصفقة.
أما بشأن المزاعم التي تدعي بأن أطلال المجمع ومقبرته مسكونة بالأشباح، فتعززها قصص الرعب والصور المتناقلة عبر الأجيال عن معاناة المرضى والمزارعين من الاكتظاظ والإهمال وسوء المعاملة والتجارب الطبية التي أدت إلى وفاة الكثيرين من سكان «ألِيويز» الذين تم دفنهم في مقبرتها.
Leave a Reply