لانسينغ – مبنى الغارديان، «آرت دكو» التحفة الهندسية الرائعة المؤلفة من ٤٠ طابقاً فـي وسط مدينة ديترويت، هو مركز مقاطعة وين الحكومي. ولكن بعد إنفاق أكثر من ٥٠ مليون دولار على صيانة البناء العريق وتجديده، دفعت الأزمة المالية فـي المقاطعة إدارة الرئيس التنفـيذي الجديد وورن أفـينز «للتفكير بإعادته الى سوق المبيع». وفـي الشهرين المقبلين، ستعرض مقاطعة وين المبنى التاريخي للبيع «لمعرفة ما إذا كان هناك أي اهتمام جدي» كما أكد المتحدث باسم أفـينز، لويد جاكسون يوم الأربعاء الماضي، متابعاً «بالسعر المناسب، فإن المقاطعة ستبيع المبنى».
مبنى الغارديان |
ولكن كم يمكن للمقاطعة ان تحصِّل من مبنى الغارديان؟
من الصعب التكهن بذلك. قال جيم بييري، وهو مدير شركة «ستوكاس بييري العقارية» مضيفاً «نظراً للمتاعب المالية فـي المقاطعة فليس من المرجح ان تبيع المقاطعة مبنى الغارديان بخسارة ويوماً ما سوف يتحول إلى استثمار جيد بالنسبة لها».
وأردف «انه مبنى جميل، وهناك فقط القليل من المباني مثله فـي وسط مدينة ديترويت، انه فـي شكل معماري معقول ولا أرى أي سبب بأنه سيكون أقل قيمة شرائية على المدى البعيد مما دفعته المقاطعة». ويعمل أفـينز على خطة الإنعاش الاقتصادي فـي المقاطعة، التي كانت غارقة مالياً منذ عام ٢٠٠٨. واقترحت الإدارة خطة خفض العجز المالي من خلال اقتطاع أكثر من ٢٣٠ مليون دولار على مدى أربع سنوات لتعديل الموازنة الواقعة تحت عجز بنيوي قدره ٥٢ مليون دولار. وفـي الوقت نفسه، يحاول أفـينز حل كارثة سجن المقاطعة الذي لم يكتمل بناؤه وتجهيزه والذي يكلف دافعي الضرائب أكثر من مليون دولار شهرياً.
معالم للبيع
وبهذا يكون الغارديان آخر معْلَم من معالم ديترويت يطرح فـي سوق البيع هذا العام، منضماً إلى مبنى فـيشر، الذي يرصد للبيع بالمزاد فـي ٢٢-٢٤ حزيران (يونيو)، ومبنى «وان ديترويت سنتر»، الذي اشتراه دان غيلبرت الشهر الماضي بأكثر من ١٠٠ مليون دولار، ومبنى «كامبيوير»، الذي حصده غيلبرت أيضاً بمبلغ ١٤٢ مليون دولار. غيلبرت، الذي بات يملك مع شركائه أكثر من ٧٠ مبنى فـي وسط المدينة، قد يكون الشخص الواضح الذي يمكن أنْ يضيف مبنى من عيار الغارديان الى مجموعته. لكن جاكسون قال لم تحدث مناقشات مع حوت المال صاحب «قروض كوكينز» حول شراء المبنى ومن غير المعروف ما إذا كان مهتماً بالأصل.
مقاطعة وين اشترت مبنى الغارديان من مجموعة ستيرلنغ فـي ديترويت مقابل ١٤،٥ مليون دولار فـي عام ٢٠٠٨. وصبت المقاطعة عشرات الملايين من الدولارات على تحديثه، على الرغم من رصدها ميزانية مقدارها ١٣ مليون دولار فقط لمثل هذا العمل فـي وقت الشراء.
وكان مبنى مقاطعة وين القديم وموقف للسيارات تتسع مساحته لمئة وعشرين سيارة المملوكان للمقاطعة، قد بيعا فـي الصيف الماضي لمجموعة استثمارية من نيويورك بمبلغ ١٣،٤ مليون دولار. وإمكانية بيع الغارديان برزت بعد تقرير تقييمي حول الملكية صدر فـي آذار (مارس) الماضي أوصى بدمج العديد من المكاتب فـي المبنى على غريسوولد. وتنبأت الخطة بتوفـير ٣ ملايين دولار بدلات إيجار وصيانة فـي السنة.
ووصف التقرير الذي أعدته شركة «أوكيف وشركاه»، الغارديان، الذي يستعمل ٧٦ بالمئة فقط من مساحته، بانه اكثر المرافق العامة غير المستغلة فـي المقاطعة، وشكك بقيمة المبنى وسبب شرائه من الأساس.
انتعاش السوق
وقد أعرب بعض مفوضي المقاطعة عن تحفظاتهم حول استخدام المبنى لتقديم الخدمات.
ووصف عضو اللجنة ريتشارد لوبلانك، وهو ديمقراطي من ويست لاند، المبنى بالجميل عندما كان يناقش دمج المكاتب فـي آذار (مارس)، لكنه استدرك ان البعض أعرب عن قلقه إزاء قضايا الوصول إلى المبنى. «أنا لست من المحبذين لاستعمال الغارديان كمبنى حكومي عام»، قال فـي ذلك الوقت.
بدوره وصف عضو اللجنة بيرتون ليلاند، ديمقراطي من ديترويت، قرار شراء المبنى خلال إدارة روبرت فـيكانو بانه سيىء لكنه بدا متفائلاً حول آفاق عرض المبنى على السوق، والتي قال إنها تتجه صعوداً. وختم بالقول «أنا مرتاح جدا أنه فـي هذا السوق الحالي، سوف نستعيد أموالنا مرة أخرى».
Leave a Reply