واشنطن – في تعليق مفاجئ، كتب مسؤول من دائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في عمود نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أن العديد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب يعملون على تعطيل جوانب من أجندته، لحماية البلد من اندفاعاته.
وتحدث المسؤول، الذي لم تنشر الصحيفة اسمه، عن «همسات مبكرة» بين أعضاء بإدارة ترامب لاتخاذ خطوات لإزاحته عن الرئاسة، لكنه أضاف أنهم قرروا ألا يفعلوا لتفادي حدوث أزمة دستورية.
وكتب المسؤول يقول إن جذور المشكلة تكمن في افتقار ترامب للمسؤولية الأخلاقية، وانعدام تشبثه بأي مبادئ واضحة توجه قراراته.
ونشرت الصحيفة مقال الكاتب المجهول، بعد يوم من نشر مقتطفات من كتاب يزعم أن موظفي البيت الأبيض يناضلون باستمرار لكبح سلوك الرئيس السيء.
وجاء المقال بعنوان «أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب»، وأكد المسؤول الذي كتبه أنهم في الإدارة الأميركية ملتزمون بأجندة الحزب الجمهوري، ولم يتحاوروا مع الديمقراطيين المعارضين.
لكنه كتب «نعتقد أن واجبنا الأول هو حماية هذا البلد بينما يواصل الرئيس التصرف بطريقة تضر جمهوريتنا».
وكشف أيضاً أن «كثيرا من كبار المسؤولين في حكومة ترامب يعملون بجد من الداخل لاحباط أجزاء من برنامجه ورغباته».
ترامب يرد
سئل ترامب عن العمود خلال فعالية بالبيت الأبيض الأربعاء الماضي، فوصفه بأنه «مقال أجوف»، مشككاً بإمكانية أن تكون الصحيفة قد فبركته بالكامل.
وتعليقاً على ما أوردته «نيويورك تايمز»، وصف ترامب المقال بأنه «عار حقيقي»، واتهم الصحيفة مرة أخرى باتخاذ موقف متحيز ضدّه، مذكراً باعتذارها لقرائها عن تغطيتها السيئة لانتخابات الرئاسة ٢٠١٦.
وقال ترامب: «نسب المقال لمجهول، يعني أنها مطبوعة لا معنى لها». وأضاف ترامب في لقاء بالبيت الأبيض مع قادة مكاتب الشريف في ٢٦ ولاية أميركية: «نحن نقوم بعمل ممتاز، مدى الشعبية يتغير، ولا أحد يقترب من إلحاق الهزيمة بي في عام 2020. وكل ذلك بسبب ما نفعله.. لقد فعلنا خلال أقل من عامين أكثر مما يمكن أن يتصوره أي شخص»، لافتاً إلى استمرار التغطية السلبية ضده من قبل وسائل الإعلام «الكاذبة». وكان الرئيس الجمهوري قد رد رسالة من كلمة واحدة عبر تويتر متسائلاً: «خيانة؟».
وكتب ترامب في تغريدة لاحقة الأربعاء الماضي: «هل فعلاً هذا المسؤول الرفيع موجود حقاً أم أنه مجرد مصدر مفبرك آخر لنيويورك تايمز الفاشلة؟».
وأضاف «إن كان هذا الشخص المجهول الفاشل موجود حقاً، فيجب على نيويورك تايمز، ولأغراض متصلة بالأمن القومي، تسليمه أو تسليمها إلى الحكومة حالا!».
وقالت «نيويورك تايمز» إنها اتخذت خطوة نادرة بنشرها عموداً للرأي كتبه المسؤول بموجب اتفاق يلزمها بإبقاء اسمه طي الكتمان. وقالت إن المسؤول ربما يفقد عمله لو أنها كشفت اسمه.
من جانبها، انتقدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ما وصفته هوس وسائل الإعلام الأميركية بهوية كاتب المقالة المسيئة للرئيس.
وحذرت ساندرز من أن التخمينات المتهورة حول هوية المسوؤل تلطخ سمعة آلاف الموظفين الذين يخدمون وطنهم ويعملون بفخر في إدارة ترامب. وحثت ساندرز كل من يرغب في معرفة هوية الكاتب، الذي وصفته بالجبان والفاشل، على الاتصال بمكتب صحيفة «نيويورك تايمز» متهمة محرريها بالتواطؤ معه لنشر تلك المقالة.
وقد تبرأ مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب من المقالة ومن بينهم نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو.
وكتب ترامب في تغريدة لاحقة: «أنا أجفف المستنقع.. والمستنقع يحاول أن يقاتل. لكن لا تقلقوا، سنفوز».
Leave a Reply