سامر حجازي – «صدى الوطن»
فاجعة كبرى جديدة تصيب الجالية العربية الأميركية فـي التصميم تمثلت بوقوع ضحية أخرى بسبب الاجرام والعنف العبثي المتفشي فـي مدينة ديترويت وأحيائها التي لا تعرف سلطة القانون رغم قربها الجغرافـي من مدينة ديربورن ذات الكثافة العربية ورغم المساهمة الاقتصادية الريعية العربية فـي نهضة المدينة التي كانت واقعة فـي قعر الفشل المالي والإفلاس.
وإذا كان قدر أبناء الجالية العربية ان يُغدَر بهم من قبل قطاع الطرق واللصوص المجرمين الذين يتصيدون شبابنا من أجل حفنة من الدولارات، فأين قادة ونشطاء الجالية وعلمائها ليهبوا دفعة واحدة من أجل إعلان النفـير ودق جرس الإنذار والطوارىء والتداعي لإجتراح الحلول العملية لهذه المشكلة الأمنية التي تجعلنا ننزف خيرة شبابنا وهم فـي ربيع أعمارهم، بدل الانغماس فـي الخلافات السطحية وإطلاق الخطب الجوفاء والكلام المنمَّق على المنابر والذي لا يغني ولا يسمن من جوع.
فقد قُتل الشاب حسن دعيبس البالغ من العمر ٢٤ عاماً من مدينة ديربورن، فـي عملية سطو مسلحة يوم الأحد الماضي فـي مدينة ديترويت فـيما بدا أن العملية كانت كمكيدة وفخ نصبه الجناة من أجل النصب والاحتيال.
وفـي التفاصيل أن الشَّاب المغدور دعيبس إستجاب لإعلان على الانترنت فـي موقع «لائحة غريغ» للبيع والشراء «غريغ ليست» عن بيع قطع غيار لدراجة نارية. وقال بعض الأقارب إن سيارته كانت معطلة وأراد شراء قطع غيار لدراجته لإستخدامها لحين إصلاح السيارة. فقصد دعيبس وعمه بسيارة الأخير المكان المتفق عليه فـي محطة للوقود تقع على تقاطع شارعي «وورن» و«أيفرغرين» فـي غرب ديترويت، لكن الجناة قاموا بتغيير مكان اللقاء فـي آخر لحظة.
وحسب إفادة العائلة تردُّد الضحية دعيبس وعمه من الذهاب لمكان اللقاء الجديد لكنهما حزما أمرهما فـي النهاية وتوجها اليه. وبوصول دعيبس وعمه إلى المكان الجديد الهادىء عند تقاطع شارعي «جوي» و«أيفرغرين»، أحاط بالسيارة ثلاثة رجال أميركيون أفارقة وقاموا بإشهار السلاح فـي وجه الضحيتين وأمروا دعيبس وعمه بإعطائهم ما بحوزتهم من المال. وركب مسلحان من القَتَلة فـي مقعد السيارة الخلفـي بينما بقي الثالث خارجها. وبالفعل أبدى دعيبس تعاونه الكامل وقام بتسليم الجناة مبلغ ٣٠٠ دولار كانت فـي حوزته. وبعد حصولهم على المال قام واحد من الجناة بإطلاق عيار ناري على دعيبس فأصابه فـي الرأس، ثم لاذ المجرمون بالفرار من مسرح الجريمة.
ولم يصب عم دعيبس بأي جروح خلال عملية السطو فقام بقيادة السيارة بسرعة بينما كان إبن شقيقه مضرَّجاً بدمائه.
وذكرت عائلة الفقيد أنَّ العم المصعوق لاحظ وجود سيارة إسعاف تمر بالقرب منه عندما كان ينعطف على شارع «جوي» فأومأ للسيارة بالوقوف فتوقفت وهرع المسعفون لنقله الى مستشفى «سيناي غريس» حيث أُجريت له الإسعافات الأولية ووضع فـي غرفة العناية الفائقة بين الموت والحياة ليفارق الحياة فـي اليوم التالي.
وقد أقيمت للفقيد مراسم الجنازة فـي «المجمع الإسلامي الثقافـي» ووري جثمانه الثرى فـي مقبرة «مموريال غاردنز» الإسلامية الأربعاء ٢٠ من الشهر الحالي. والفقيد خريج ثانوية «كريستوود» فـي ديربورن هايتس وهو متزوج من ستيفاني دعيبس.
وقد وصفه أقاربه وأصدقاؤه بانه كان طموحاً ومتحمساً جداً ويحب ان يمضي وقته مع العائلة. وأشار أحد أقاربه فـي حديث مع «صدى الوطن» ان الفقيد «كان شاباً طيباً ويحمل طموحاً وأحلاماً كبيرة وكان لديه الكثير من الأصدقاء والأقارب الذين كانوا يهتمون لأمره». وأردفت مصادر داخل العائلة المفجوعة ان الشرطة تمكنت من تعقب أحد المشتبهين الجناة فقام بتسليم زميليه. وتبين أن اثنين من المجرمين هما فـي سن السادسة عشرة فقط بينما الثالث فـي العشرينات.
Leave a Reply