ديترويت – خاص “صدى الوطن”
جريمة أخرى من جرائم العنف والسطو المسلح حدثت صباح الثلاثاء الماضي ذهب ضحيتها الكلداني فرج (فريدي) دَلي إثر تعرض متجره لهجوم مسلح من قبل شخصين أطلقا عليه رصاصتين في رأسه وهو يفتح باب محله.
وذكر تقرير الشرطة حول الحادثة بأن المشتبه بهما هما افريقيان أميركيان كانا مقنعين ويقودان سيارة “فان” غامقة اللون، هي على الأرجح من نوع “دودج جورني”.
وقد أقامت عائلة دلي صلاة من أجل سلام روح فقيدها البالغ من العمر 63 سنة، والذي يدير متجرا للكحول منذ حوالي 40 عاما. وكان دلي ناشطا وقياديا في مجال الأعمال والنشاطات الاجتماعية، وقد ترأس منظمة “أسوشتيد فود أند بتروليوم ديلرز” (أي أف بي دي) لمدة سنتين منذ العام 2004، وهذه المنظمة تمثل حوالي 4000 متجر ومحطة وقود في ولاية ميشيغن ومنقطة وسط الغرب الأميركي.
وقد رصدت هذه المنظمة جائزة بقيمة 40 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على القاتلين وتقديمها إلى العدالة، يضاف إليها مبلغ بـ10 آلاف دولار من تقدمة “غرفة التجارة الكلدانية الأميركية”.
وقال نائب رئيس العلاقات المجتمعية في “المجلس العربي الأميركي والكلداني” (أي سي سي) نابي يونو، والذي بدوره شغل منصب رئيس منظمة “أي أف بي دي”: “دلي كان شخصا طيبا ومحترما ومحبوبا ومصدرا للثقة في عمله وعلاقاته الاجتماعية، وكانت عائلته تأتي في المقام الأول من اهتماماته”.
أضاف: “لديه ثلاثة أولاد، اثنان متزوجان، وكان يسعى لتزويج الثالث هذا الصيف”. وأشار يونو الذي اختنق صوته بالأسى على رحيل صديقه إلى أن دلي “أحب مدينة ديترويت وسكانها”، وقال “لم يكن لدى دلي أية خيارات لمغادرة ديترويت، وهو في الحقيقة ما كان ليفعل.. فعندما احترق متجره منذ حوالي عامين نصحه أصدقاء ومقربون بعدم إصلاح المحل ومغادرة ديترويت لكن الفقيد رفض ذلك وأصر على إعادة فتح متجره”.
وحول دائرة العنف المؤسفة التي تعصف بمدينة ديترويت، قال يونو: “لقد كان هذا هو الثمن الذي توجب على العرب والكلدانيين أن يدفعوه طيلة 50 عاما.. لقد فقدنا ما بين 300-500 شخص قتلوا في أماكن أعمالهم في الوقت الذي كانوا فيه يعملون من أجل إعالة أطفالهم”. أضاف “ليس عدلا أن يقتل أي شخص وهو على رأس عمله”.
ووصف الرئيس الحالي لمنظمة “أي أف بي دي” عدي عربو الراحل بأنه صاحب علاقات وجذور عميقة مع مجتمعه وبأنه كان معروفا ومحترما ومتواصلا مع الجميع في مجتمعه وفي مجال عمله، وقال: “لقد يقدم خدمات لأشخاص لا تقدم لهم عائلاتهم تلك الخدمات”.
أضاف: “لقد افتتح متجره في بداية السبعينات في وقت كانت فيه المنطقة مزدهرة قبل أن تسوء الأحوال وتواجه (المنطقة) ظروفا قاسية، وقد قدم فرصا كثيرة لتوظيف وتشغيل الكثيرين.. لأنه اعتبر تلك المنطقة بيته الثانية”.
وسوف تقيم “كنيسة أم الله” في مدينة ساوثفيلد قداسا وجنازا لروح الفقيد دلي، الساعة العاشرة، من صباح يوم السبت القادم الواقع في 5 أيار (مايو)، وتقع الكنيسة على العنوان: 25585 شارع بيرغ.
Leave a Reply