ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لقي ما تصفه سلطات الأمن الفدرالي الأميركية بـ”زعيم مجموعة أصولية” مصرعه يوم الأربعاء الماضي خلال سلسلة من الغارات، نفذتها عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي). وأسفرت عن اعتقال 11 مشتبها بهم وتوجيه تهم إليهم، وفق مصادر مكتب المدعي العام الأميركي.
وفي التفاصيل أن لقمان أمين عبدالله الذي يعرف أيضا بـ”كريستوفر توماس” لقي مصرعه بعدما رفض الاستسلام وفتح النار عندما أغار عناصر من الـ”أف بي آي” على مخزن في مدينة ديربورن.
وقال بيان مشترك صادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي ومكتب المدعي العام الأميركي “إن المتهمين الأحد عشر هم أعضاء في مجموعة يشتبه بقيامها بأعمال عنف على مدى سنوات عديدة ويعرف عنهم حملهم السلاح”.
وخلال إحدى الغارات التي شنت الأربعاء قتل أحد الكلاب البوليسية التابعة للـ”أف بي آي”، نتيجة تبادل إطلاق النار مع اعضاء المجموعة.
ووجه الاتهام إلى عبدالله وعشرة آخرين بالتآمر لارتكاب عدة جرائم فدرالية، بما فيها امتلاك وبيع غير مشروع للسلاح وعمليات سرقة لشحنات بضائع على الطرقات السريعة بين الولايات.
وجاء في البيان المشترك عن مكتب الـ”أف بي آي” ومكتب المدعي العام الميركي أن القتيل كان زعيما لمجموعة تطلق على نفسها اسم “أمة” وتتشكل بمعظمها من أفارقة أميركيين اعتنقوا الإسلام و”تسعى إلى تأسيس دولة تحكمها الشريعة، داخل حدود الولايات المتحدة”.
أضاف البيان “إن دولة الأمة يحكمها جميل عبدالله الأمين، الذي كان يعرف سابقا باسم إتش راب براون، ويقضي حاليا عقوبة بالسجن لارتكابه جريمة قتل شرطيين في ولاية جورجيا”.
وقد أشرف على ملاحقة المجموعة كل من مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة ديترويت ومكتب المدعي العام الأميركي وفريق العمل المشترك لمكافحة الإرهاب.
وحدثت المداهمات في مكانين على الأقل يوم الأربعاء الماضي، هما مخزن لخدمة الشاحنات في مدينة ديربورن ومنزل في منزل ديترويت.
وكان يتوقع مثول ثلاثة من الموقوفين أمام المحكمة الإقليمية الأميركية في ديترويت الأربعاء.
من جهتهما امتنع كل من قائد شرطة ديترويت جون روش وقائد شرطة ديربورن رونالد حداد عن التعليق على المداهمات وقالا إن القضية في عهدة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي). وأفادت تقارير صحفية أن الموقوفين خلال مداهمات الأربعاء كانوا يتبعون لمسجد في ديترويت صدرت منه الدعوات “للجهاد الهجومي”.
ووجهت التهم إلى “الرجال المسلمين” الواردة أسماؤهم في لائحة الاتهام، ومن بينهم واحد في قبضة الشرطة واثنان هاربان وسبعة مثلوا يوم الأربعاء أمام المحكمة. ووجهت لستة منهم تهم ببيع بضائع مسروقة عبر الولايات.
وورد في الدعوى ضد الموقوفين أن “لقمان عبدالله ألقى بانتظام مواعظ مناهضة للحكومة ولسلطات تطبيق القانون”.
وتزعم الدعوى أن المسجد المعني على صلة بـ”مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية” (كير).
لكن المدير التنفيذي لـ”كير” داود وليد أبلغ “صدى الوطن” في اتصال معه أن الدعوى لم تفد عن صلة أي فرد من المجموعة بـ”كير” بل تحدثت عن مسجد في مدينة وندرسور الكندية. وأوضح وليد أنه لا توجد أية مساجد في أميركا لها عضوية في منظمة “كير” لكننا نقوم بخدمة الجاليات المسلمة بأكملها، بمن فيهم رواد أي مسجد يتقدم لنا بشكوى ذات مصداقية. اضاف وليد “المسجد المعني في ملف الدعوى هو في مدينة وندسور ونحن لا نتعاطى مع شكاوى في مدينة وندسور”.
وجاء في الدعوى أن عبدالله هو زعيم مرموق جدا في مجموعة سنية متطرفة تتشكل أساسا من أفارقة أميركيين، اعتنق بعضهم الإسلام أثناء فترة قضائهم عقوبات في سجون متنوعة.
وفي وقت لاحق (الخميس الماضي) أعلنت السلطات الفيدرالية الأميركية عن إلقاء القبض على نجل زعيم المجموعة المقتول ويدعى مجاهد كاروزيل بمساعدة من السلطات الكندية في مدينة ويندسور. ولايزال البحث جارياً عن إثنين من الفارين هما ياسر علي خان (٣٠ عاما) من مدينة وورن ومحمد السهلي ولقبه “محمد فلسطين” (٣٣ سنة) من مقاطعة أونتاريو الكندية.
وقالت تقارير إعلامية مساء الخميس الماضي ان السلطات أفرجت عن عدد من الموقوفين بكفالات.
“مشهد سينمائي”
ووصف شادي سعد لصحيفة “ديترويت فري برس” ما حدث يوم الأربعاء بـ”المشهد السينمائي”. وقال سعد الذي افتتح حديثا صيدلية في الجهة المقابلة للمخزن الذي تعرض للمداهمة إنه خرج من الصيدلية قبل وقت الغداء، ليشاهد عددا من الأشخاص يرتدون سترات الـ”أف بي آي” شاهرين مسدساتهم باتجاه المخزن. وقال إنه سمع جلبة تشبه أصوات الرصاص وبعد وقت قليل حطت مروحية في المكان. لقد بدا المشهد كفيلم سينمائي خلال دقيقة واحدة.
وقال المدير الإقليمي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (آي دي سي) إنه تلقى اتصالا من رئيس مكتب الـ”أف بي آي” في ديترويت في منتصف يوم الأربعاء لإبلاغه بالغارة.
وأوضح حمد أن العميل الخاص في مكتب الـ”أف بي آي” آندرو أرينا أبلغه بأن القضية كانت “جرمية بحت” وأن أعضاء المجموعة تلقوا أوامر بالانبطاح، لكن عبدالله أبدى مقاومة وشهر مسدسه، وجرى تبادل لإطلاق النار، حيث أصيب إصابة قاتلة، إضافة إلى مصرع كلب بوليسي.
وأضاف حمد إن العميل الخاص كشف له عن بعض تفاصيل التحقيقات التي كانت متواصلة منذ سنتين حول عمليات “تهريب وتزوير”.
Leave a Reply