مقتل شرطي عربي في مدينة توليدو.. والقاتل ينتحر

توليدو – نعى بيان صادر عن شرطة مدينة توليدو بولاية أوهايو، الشرطي العربي الأميركي أنتوني حسين ضياء، الذي لقي مصرعه إثر تعرضه لإطلاق نار أثناء تأدية واجبه الأمني، ليلة عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من تموز (يوليو).

وكان ضياء (26 عاماً)، قد استجاب لنداء استغاثة حول رجل مخمور يتجول في موقف للسيارات تابع لمتجر «هوم ديبو» على شارع ألكسيس، في توليدو. وعندما اقترب الشرطي اللبناني الأصل للتحقق من هوية الرجل المخمور، بادره الأخير بإطلاق الرصاص عليه قبل أن يلوذ بالفرار في منطقة مجاورة كثيفة الأشجار، وفق ما أفاد شهود عيان للمحققين.

وأشار البيان إلى أن فريقاً من المسعفين نقلوا ضياء إلى مستشفى قريب حيث فارق الحياة بعد وقت قصير من محاولات إسعافه، علماً بأن الشرطي الشاب كان يرتدي درعاً واقياً من الرصاص خلال الحادث.

وفي الحال، ضربت دورية شرطة طوقاً حول مسرح الجريمة وباشرت بالبحث عن مطلق النار، بمساعدة الكلاب البوليسية وطائرة مسيرة (درون) للعثور عن الجاني الذي توارى عن الأنظار في غابة قريبة. وعند حوالي الساعة 3:15 فجراً، سمع عناصر الشرطة صوت طلق ناري، وعند وصولهم إلى مصدر الصوت، وجدوا شخصاً مقتولاً برصاصة في الرأس، وقد تبين أنه قاتل ضياء، واسمه إدوارد هنري (57 عاماً).

وقال قائد شرطة توليدو، جورج كرال: «اليوم هو يوم حزين في توليدو، وفي دائرة شرطة المدينة، والأهم أنه يوم شديد الأسى لعائلة ضياء وأقاربه وأصدقائه وأحبائه»، مضيفاً: «لقد ضحى أنتوني بحياته من أجل مدينته».

وضياء هو أول شرطي يلقى مصرعه أثناء الخدمة في توليدو منذ العام 2007، والضحية الـ31 في تاريخ جهاز شرطة المدينة.

من جانبه، أعرب رئيس بلدية توليدو، وايد كابزوكفيتش، عن أساه العميق لفقدان الشرطي اللبناني الأصل، وقال: «لن أنسى مطلقاً مشهد جثمان ضياء لحظة إخراجه من المستشفى على نقالة، وهو ملفوف بالعلم الأميركي، ويحيط به حوالي ثلاثين شرطياً من توليدو، وهم يؤدون له التحية، والدموع تترقرق في أعينهم».

تشارلز شعيب، وهو أحد أقارب الفقيد، أفاد لـ«صدى الوطن»، بأن «ضياء كان شخصاً متديناً، ووفياً لتراثه العربي والإسلامي»، وقال: «لقد كان قتله عملاً عشوائياً لا معنى له». 

وأضاف شعيب، الذي يعمل في مجال العقارات بولاية أوهايو: «كل من عرف أنتوني، عرف أنه شخص لطيف وطيب القلب، لقد كان مسلماً مخلصاً، حريصاً على أداء الصلوات الخمس، والالتزام بنهج أهل البيت (ع)، وقد لعب إيمانه دوراً هاماً في جعله يبذل أقصى جهوده لخدمة المدينة».

وتابع قائلاً: «لقد أكد لي دائماً بأنه يتبع وصايا الإمام علي في تعامله مع الآخرين… لقد امتلك قلباً رحيماً وابتسامة متألقة».

يُشار إلى أن الفقيد ضياء، انضم إلى شرطة توليدو في تموز (يوليو) 2018، وهو متزوج من جايمي، ولهما طفلان (ثماني وست سنوات).