السائق حاول الفرار .. والدوافع لا تزال مجهولة
ديترويت
في حادثة دهس مروعة لاتزال قيد التحقيق، لقيت فتاة يمنية تبلغ من العمر 12 عاماً، حتفها على جزيرة بل آيل في ديترويت، يوم الإثنين الماضي، فيما أصيبت شقيقتها البالغة من العمر 14 عاماً بجروح خطيرة، قبل أن يتم القبض على سائق السيارة الذي حاول الفرار بعد ارتكاب جريمته.
وكان شاب إفريقي أميركي من سكان مدينة إبسيلانتي يقود سيارته على طريق «ريفربانك» عندما انحرف باتجاه شاطئ المنتزه المكتظ بالزوار بمناسبة عيد الشهداء (الميوريال)، وصدم الفتاتين حوالي الساعة 8:15 مساء، قبل أن ينطلق مسرعاً ويغادر الجزيرة عبر جسر «مكارثر» إلى داخل مدينة ديترويت.
وتم نقل الفتاتين إلى المستشفى على الفور، حيث أعلنت وفاة الطفلة غدير صالح في اليوم التالي فيما كانت شقيقتها في حالة حرجة قبل أن تبدأ بالتعافي تدريجياً، وفق بيان أصدرته شرطة ولاية ميشيغن التي تتولى الإشراف الأمني على الجزيرة الواقعة في نهر ديترويت.
وبعد ساعات قليلة، تمكنت شرطة ديترويت من القبض على المشتبه به (23 عاماً) في غرب المدينة، كما تمت مصادرة السيارة المتسببة في الحادث.
وتمكنت الشرطة من رصد سيارة المشتبه به، عبر الاستعانة بشبكة كاميرات «الضوء الأخضر» التي تغطي مئات المواقع في ديترويت، ليتم العثور على السيارة مركونة أمام أحد المنازل في غرب المدينة.
وقد أفاد أحد أقرباء العائلة اليمنية لـ«صدى الوطن» بأن شقيقة غدير أصبحت في حالة مستقرة وتخضع لمراقبة الأطباء على مدار الساعة.
وبحسب التحقيقات الأولية التي أجرتها شرطة ميشيغن تم استبعاد أي دور للكحول أو المخدرات في الحادث المأساوي الذي لا تزال دوافعه مجهولة.
ولا يزال التحقيق جارياً والشرطة لا تستبعد أي شيء فيما يتعلق بالدوافع، لكنها تحث المجتمع على عدم القفز إلى أي استنتاجات غير ضرورية في هذه المرحلة المبكرة.
وقال المتحدث باسم شرطة الولاية، مايك شو: «لقد كانوا على الشاطئ يقضون وقتاً ممتعاً، وهذا الشخص أودى بحياة إحدى أفراد الأسرة وأصاب أخرى بصدمة مروعة ستعاني منها ربما لبقية حياتها».
وأجرت الشرطة مقابلات مع عدد غير قليل من الشهود، لكنها طالبت عبر بيان، أي شخص لديه معلومات قد تساعد في التحقيق إلى الاتصال بها فوراً، حتى لو اعتقدوا أن المعلومات ليست مهمة.
وبانتظار انتهاء التحقيق، من المتوقع أن يصدر مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين، عدة تهم جنائية بحق المشتبه به الذي لا يزال قيد الاحتجاز حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
ولن تكشف السلطات عن هوية المشتبه به، قبل توجيه التهم إليه رسمياً.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «صدى الوطن»، هاجرت أسرة صالح من اليمن إلى الولايات المتحدة قبل نحو ثلاثة أشهر فقط، حيث استقرت في مدينة ديربورن.
وكان يوم الإثنين الماضي، أول مرة تذهب فيها العائلة إلى الشاطئ للاستمتاع بعطلة الميموريال التي تحولت إلى يوم مفجع بالنسبة للأسرة اليمنية المهاجرة والمجتمع المحلي برمته.
والشقيقتان كانتا تدرسان في متوسطة «لاوري» حيث ستنظم المدرسة حفل إضاءة شموع تضامناً مع أسرة صالح وتخليداً لذكرى غدير، وذلك مساء يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد).
وحرصت مديرة المدرسة، د. ريما يونس، على التوجه إلى المستشفى لمواساة أسرة صالح والاطمئنان على صحة ابنتهما الناجية.
وكانت اللقطات المروعة للحادث قد انتشرت كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات «واتساب» في المجتمع العربي المحلي، وهو ما دفع عضو مجلس ديربورن التربوي عادل معزب إلى مطالبة متداولي المقاطع بالتوقف عن مشاركتها مع الآخرين وحذفها على الفور، بناء على طلب أسرة الضحية.
Leave a Reply