وورن – خاص “صدى الوطن”
قضت رصاصات مميتة أطلقها زوج الأم رحيم الفتلاوي على ابنة زوجته جيسيكا مقداد، في 30 نيسان (أبريل) الماضي في مدينة وورن، ولم تعرف بعد الأسباب الحقيقية وراء ذلك، في الوقت الذي ذكرت فيه مدونات شخصية ومواقع إلكترونية أن الدوافع وراء ذلك كانت بسبب “الطريقة الغربية” التي تعيشها، وعدم رغبتها باتباع التقاليد والتعاليم الإسلامية. كما سرت شائعات تصف الحادثة بأنها “جريمة شرف”.
وتعليقا على ذلك، يكذب أبوها محمد مقداد (من مدينة غراند بلانك) وزوجته كساندرا هذه الروايات قائلا: “يقول الكثيرون أنها جريمة شرف ولكننا لا نصدق ذلك أبدا، وأظن أن زوج أمها يدعي ذلك ليتهرب من الأسباب الحقيقية.. إنه مهووس بها.. هذا هو رأيي بالموضوع”.
وكان والدا جيسيكا المولودة في ديربورن قد انفصلا عندما كانت طفلة في عمر التاسعة، وبعدها تزوجت الأم واسمها وندي من الفتلاوي، وانتقلوا جميعا للعيش في مدينة كون رابيدز بولاية مينيسوتا.
ويصف الأب مقداد وضع ابنته بـ”السجينة” وبأنها كانت تحت رحمة زوج أمها الذي كان يتحكم بتصرفاتها ويراقبها عبر كاميرا موجودة في غرفتها، إضافة إلى وجود “جي بي أس” الخاص بالسيارات، موصول على هاتفها، وذلك بغرض رصد تحركاتها.
وأخبرت أمها وندي قناة “فوكس 2 نيوز” أنها أدركت مؤخراً إلى أية درجة كانت جيسيكا مضيقاً عليها. وحول هذه النقطة يقول الأب أن ابنته اتصلت به عندما كانت في سن الـ17 سنة و10 شهور شاكية تقول: “لا أستطيع العيش هنا بعد الآن، هذا قاس. لا أستطيع حتى الذهاب إلى المتجر لشراء أي شيء”.
وكان زوج الأم قد أجبر جيسيكا أن تتزوج من “صديقها” عبر عقد غير ملزم (غير قانوني) في مسجد محلي بعد معرفته بوجود علاقة بينها وبين ذلك “الصديق”.
وعندما بلغت الفتاة سن الـ18 قررت العودة إلى ميشيغن والعيش مع أبيها وزوجته كساندرا، ثم انتقلت إلى مدينة وورن للعيش مع جدتها ديانا فايور، ووصل زوج الفتاة لاحقا للعيش معها.
وفي شباط الماضي، عادت جيسيكا للعيش في مينيسوتا تحت إكراه زوج الأم، حسب ما ورد في تقرير الشرطة. ويقول الأب: “لا أعرف بالضبط ما حدث، ولا أحد أخبرني ولكنها ذات يوم اتصلت بي وأخبرتني أنها تعيش في مينيسوتا وأنها تريد العودة إلى ميشيغن، وقلت لها يمكنك العودة في أي وقت تشائين فهذا البيت بيتك”.
ويكشف تقرير الشرطة أن جيسيكا كانت تريد العودة للتخلص من ضغط زوج الأم الذي كان يضيق عليها ويخيفها وكان يجبرها على لبس الحجاب.
وفي 30 نيسان وبينما كانت جيسيكا تساعد جدتها في أعمال منزلية، وصل زوج الأم قادما من مينيسوتا، حيث تمت الجريمة.
وقد اتصل الفتلاوي بالشرطة وأخبرهم أن جيسيكا حاولت أن تطلق عليه النار من بندقية، وبينما كان يحاول انتزاع البندقية منها، انطلق الرصاص بالخطأ.
ولكن مساعد المدعي العام لمقاطعة ماكومب بيل كاتالدو يقول إن الدليل المادي يظهر أن جيسيكا تلقت الرصاص خلف أذنها من زاوية يمكن القول معها بأنه لم يكن هناك عراك.
والآن، وبانتظار أن تقول المحكمة كلمتها فإن الكثير من الشائعات ينتشر حول هذه الحادثة.
وتصر عائلة مقداد بأن رواية زوج الأم عن الخلافات بينه وبين جيسيكا لأسباب دينية هو مجرد محاولة لتغطية لسلوكياته التحكمية، وقالت العائلة إن جيسيكا كانت تواظب على الصلاة والصوم وبقية الفرائض الاسلامية وأنها كانت تلبس الحجاب عندما كانت تعيش في ميشيغن.
ونقل عن تحري شرطة وورن ستيفن ميلز أن زوجة الفتلاوي قالت إن زوجها لم يكن يمارس الشعائر الإسلامية وأنه كان يزور المساجد لبعض المناسبات الخاصة بحسب صحيفة “ديترويت نيوز”.
وقال كاتالدو أن الفتلاوي أخبر الشرطة أنه كان يريد قتل ابيها محمد مقدادا لأنه سمح لابنته بالعيش على الطريقة الغربية، بحسب تقرير الشرطة.
ولكن حالة الفتلاوي الذهنية هي محل تساؤل، فالفحص الخاص الذي أجري الشهر الماضي بعد أن طلب الفتلاوي من القاضي إجراء ذلك الفحص بدعوى تعرضه للمهانة والتعذيب في أوائل التسعينات، في ظل نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
كاتالدو وبعد عدة فحوصات تحدث عن سلوكيات حادة عند الفتلاوي مرجحاً أن معاملته القاسية لجيسيكا ليست بسبب موضوع الدين بقدر ما هي بسبب رغبته بالتحكم بها، فقد أجبرها مرارا على القيام بأعمال غريبة حول المنزل ولا أعرف إن كانت مثل هذه الأشياء لها علاقة بالدين ولكن معظم الإشارات تدل على ميول الرجل التحكمية.
أضاف: “هذه حادثة مأساوية. لقد كانت جيسيكا فتاة تضج بالحيوية، وتم وضع حد لحياتها لسبب سيء”.
وترجح زوجة أبيها أن جيسيكا قتلت لأسباب تتعلق بهوس زوج أمها بها.
واضافت إن “الأقوال التي تدعي أن جيسيكا ذهبت ضحية جريمة شرف غير صحيحة، فزوج أمها لم يكن على معرفة ما تقوم به، ولو كان على معرفة لعلم أنها تلتزم بالتعاليم الإسلامية”.
ويقول أبوها: “جيسيكا كانت ابنة رائعة لأي أب يحلم بابنة مثلها، ولن أنسى في يوم من الأيام ابتسامتها الجميلة”.
Leave a Reply