زهراء فرحات – «صدى الوطن»
يبدو أن شبح جريمتي مقتل الإفريقيين الأميركيين، جانيت ويلسون وكفين ماثيو، على يد شرطة ديربورن، سيظل يلاحق المدينة لفترة قادمة، حيث تواجه البلدية ودائرة الشرطة دعوتين قضائيتين أمام المحكمة الفدرالية تطالب بتعويضات بقيمة عشرة ملايين دولار لذوي كل من الضحيتين.
وقد عقد عدد من قادة مجتمع الأفارقة الأميركيين في ديترويت، يوم الإثنين ١٧ تشرين الأول (أكتوبر)، مؤتمراً صحفياً في ديربورن طالبوا من خلاله وزارة العدل الأميركية بالتحقيق بشبهات فساد في إدارة المدينة.
ومنذ مقتل كفين ماثيو (٣٦ عاماً) وجانيت ويلسون (٣١ عاماً) مطلع العام الجاري تواجه شرطة ديربورن اتهامات بالعنصرية ضد السود بعد مقتل الضحيتين من سكان ديترويت.
وقد كشفت وثائق المحكمة أن ويلسون تلقت أربع رصاصات فيما أصيب ماثيو بتسع رصاصات من سلاح الشرطي الذي لاحقه الى داخل حدود مدينة ديترويت.
وتتضمن الدعوى المقامة من قبل ذوي ماثيو اتهامات للشرطي بممارسة العنف الزائد ضد الضحية وانتهاك حقوقه الإنسانية. وقال المحامون إن جسد ماثيو تعرض لتسع طلقات نارية أصابته في الصدر مما يدل على أنه «تعرّض للقتل بطريقة الإعدام لمجرد عدم استسلامه لملاحقة الشرطي له على الأقدام»، وقالت شرطة ديربورن إن الملاحقة نشأت بعد الاشتباه بتورط ماثيو بحادثة سطو، في حين أكدت عائلة الضحية أن ابنها كان يعاني من مشاكل نفسية وعاطفية.
وتقول الدعوى إن شرطة ديربورن غير مدربة للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية، الى جانب ممارستها التمييز ضد الأفارقة الأميركيين داخل المدينة وفي محيطها بشكل «غير قانوني وغير متساو»، على حد وصف الدعوى.
قائد شرطة ديربورن رونالد حداد لم يعلق على الدعوى، ولكنه أشار في كلمة ألقاها مؤخراً أمام هيئة مفوضي الشرطة في ديترويت الى أن حوادث استخدام القوة من قبل عناصر شرطة ديربورن انخفضت بشكل حاد في السنوات الذي تولى خلالها إدارة الدائرة.
وبانتظار صدور تقرير مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين، برئاسة كيم وورذي، لا تزال قضيتا مقتل ماثيو وويلسون مفتوحتين على كل الاحتمالات.
وطالب مدير فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير-ميشيغن)، داوود وليد، خلال مؤتمر صحفي ضمه الى قياديين آخرين في مجتمع السود في ديترويت، الحكومة الفدرالية بالتحقيق بممارسات حكومة ديربورن، مشيراً الى أنه تمت معاملة الضحية ماثيو كـ«كلب» خلال المواجهة.
وأضاف وليد «الشرطة لم تتعامل مع الموقف بالشكل الصحيح.. فقد تم قتل شخصين إفريقيين أميركيين أعزلين» لافتاً الى وجود إرث من العنصرية ضد الملونين في ديربورن يعود الى عقود غابرة.
وأردف «إذا كان ليس لدى ديربورن ما تخشاه فلتسمح لوزارة العدل بإجراء تحقيق».
Leave a Reply