ديربورن – سامر حجازي
لم يمض سوى شهر واحد على إفتتاح مقهى «بيغبي» الجديد على شارع غرينفـيلد بالقرب من روتندا درايف فـي مدينة ديربورن, ورغم ذلك أصبح للمقهى زبائنه الذين بمجرد تخطي عتبته يشعرون بحميمية الإنتماء للجالية ودفء المكان، وربما مرد هذا الشعور نابع من الإستقبال الحسن للزبائن من صاحبة المقهى خلود دباجة (35 عاما) مواطنة عاشت كل حياتها فـي ديربورن والتي تحرص على تحية كل زبون وإستقباله بإبتسامة تعبر عن الكياسة واللطف.
وقالت خلود «لا أصدق مدى الرعاية والدعم من أفراد العائلة والجالية الذين يأتون الى هنا يوميا لقضاء بعض الوقت, فأنا امضي 15 ساعة يوميا فـي المحل دون الشعور بالكلل أو الملل بسبب هذا التشجيع». تجدر الإشارة الى أن شركة «بيغبي كوفـي» والتي تمنح إمتياز فتح فروع تحت إسمها التجاري أسست عام 1995 ومقرها لانسنغ عاصمة ولاية ميشيغن، ولها 170 فرعا فـي أنحاء الولايات المتحدة, وقد أبرمت عائلة دباجة إتفاقا مع الشركة عام 2013, حيث فتح أول مقهى تحت هذا الإسم فـي مدينة ديربورن هايتس والذي يتولى إدارته شقيق خلود, ماهر دباجة.
خلود خريجة ثانوية «ديربورن هاي» وهي حاصلة على الليسانس فـي «فنون التواصل الإجتماعي» من جامعة «وين ستايت», وقد قررت فتح «بيغبي» كوفـي شوب فـي ديربورن لخدمة الجالية, وقبل ذلك كانت لها مكتبة للقرطاسية فـي ليفونيا.
وقالت خلود بإن العائلة كانت حريصة على إيجاد مقهى يقدم فقط اللحوم الحلال, وإن هذه الشركة هي الوحيدة التي قبلت بهذا الشرط, بحيث أن مقهَيي العائلة الإثنين فـي ديربورن وديربورن هايتس هما الوحيدان فـي أميركا يقدمان شرائح «التركي» و«الروست بيف» الحلال والخالية من توابع لحم الخنزير. وقالت ان عائلتها ما كنت ستدخل فـي هذا المشروع لو لم يتأمن ذلك الشرط وهو تقديم وجبات وسندويتشات لا تحوي على لحم الخنزير او مشتقاته. وقالت خلود المدمنة على شرب القهوة إن شقيقها علي وشقيقتهاغنوة هما من عرفاها على منتجات «بيغبي كوفـي», حيث كانا يقيمان فـي لانسنغ أثناء دراستهما فـي جامعة ميشيغن هناك وطالما كانا يمتدحان «قهوة بيغبي», حتى جربتها ولم تعد ترغب بشرب كوب من القهوة منذ 4 سنوات إلا «بيغبي بيست». أضافت أن قهوة «بيغبي» أضحت
لها شهرة فـي أوساط هواة القهوة, مؤكدة أن الشركة حريصة على تحميص البن أسبوعيا فـي مقرها فـي لانسنغ وتوزيع الكميات على فروعها فـي ميشيغن.
يقع مقهى خلود قبالة «تيم هورتون» وبرغم ذلك تقول «نحن لا نتنافس مع هذا العملاق», مؤكدة «أننا نبيع فـي محلنا عديد الأصناف من المشروبات الساخنة والمثلجة والسندويشات, وليس هناك مجال للمنافسة إذ أن كوب القهوة مسألة تدخل فـيها الأذواق». ويتميز المقهى بروح أسرية حيث تعمل خلود جنبا الى جنب مع العمال وجميعهم من ديربورن, تراها تقف على صندوق الدفع وأحيانا تلقي بالقمامة فـي الحاوية خارج المحل أو تقوم بتنظيف الممر.
وتحاول خلود التوضيح دوما بأنها شريكة مع والدها حسن دباجة فـي الإستثمار فـي هذا المقهى, وهما فـي نقاش مع بلدية ديربورن لفتح مقهى آخر فـي الطرف الأقصى من المدينة. وقالت إنها تود أن تكون نموذجا للنساء العربيات والمسلمات الراغبات بتأسيس وإدارة الأعمال, مؤكدة أن عملها هذا يضع أمامها هدفا تسعى دوما لتحقيقه, وقالت إن أبناء الجالية ينظرون إليها بإحترام حين يعرفون انها متعلمة ومثقفة ومجيدة فـي عملها, وختمت بالقول لـ «صدى الوطن» أنا أقدم إبتسامة مع كل فنجان قهوة. يقع المحل على 3389 شارع غرينفـيلد, مفتوح لإستقبال الزبائن من الساعة 6 صباحا وحتى 9 ليلاً كل ايام الاسبوع.
Leave a Reply