صخر نصر
تسيّر شرطة ميشيغن دوريات بلباس مدني وبسيارات عادية تحمل لوحات مدنية وذلك بهدف مراقبة مستخدمي الهواتف الخلوية أثناء قيادتهم للسيارة، ولايبدو أن هذا الأمر ممنوعا فـي ميشيغن إذ قلما تجد شخصا فـي سيارته الا وهو يتحدث بالهاتف ومع ذلك فالشرطة أن فعلت ذلك تكون من باب حرصها على سلامة سائقي السيارات من جهة وعلى جمع أكبر قدر ممكن من المال جراء تنظيم ضبوط وغرامات مالية بحق المخالفـين وهذا باعتقادنا هو الدافع الأكبر.
وإذا كانت معظم دول العالم تمنع التحدث بالهاتف
الخلوي أثناء قيادة السيارة وبعضها يتشدد فـي المخالفة لدرجة كبيرة بما فـي ذلك بلدان العالم الثالث إلا أن ولاية ميشيغن لم تكن لتشدد على قمع هكذا مخالفة أو حتى التنبيه إليها حتى وقت قريب.
ولعل ظاهرة التحدث بالخلوي هي من الظواهر المقلقة والخطيرة فـي آن، فالهاتف يتسبب فـي تشتت ذهن السائق ويذهب تركيزه إلى محادثته الهاتفـية لاسيما إذا كانت المكالمة تخص العمل وتحتاج الى قرارات فورية أو الى مناقشة طويلة مع اكثر من شخص، وربما الخوض فـي الارقام والحسابات والربح والخسارة والكلفة وإلى ذلك من أمور تؤثر فـي تركيز السائق بشكل كلي على المحادثة ويهمل الطريق والذي غالبا مايتدارك خطورة الموقف فـي اللحظات الاخيرة قبل وقوع الحادث وأحيانا بعد وقوعه.أما إذا كانت المكالمة بين الزوج وزوجته فإن الاستفزاز قد يصل إلى أقصى درجة ويتوقع أن يكون الحادث شبه مؤكد.
وربما تكون أخطر استخدامات الخليوي على الإطلاق هي استخدام الشات والرسائل النصية أثناء القيادة وهذه غالبا ماتفعلها النساء إذ تستغل الوقوف على الاشارة الضوئية لتنهي رسالتها وتنتظر لتلقي الجواب وهكذا، وللحقيقة أعجب كثيرا بخفة حركة أصابع النساء على شاشة الهاتف والسرعة التي يطبعن بها رسائلهن وكيفـية تلقي الأجوبة قبل الانطلاق فـي زحمة الشارع مجددا لتكمل على الماشي ما بدأته من «شات» وهذا خطر جدا عليها وعلى مستخدمي الطريق مشاة كانوا أم سائقين.
ولما كنا جميعا ندرك خطورة التحدث بالهاتف واستخدام «الشات» أثناء قيادة السيارة ومع ذلك فإننا لانتردد بالرد على الهاتف ونحن نسير بسرعة سبعين ميلا على الطريق السريع وهذا خطأ كبير وقد يكون ثمنه باهظاً ومن هنا نقول إن من حق الشرطة متابعة هذه المخالفة وقمعها لكن بشكل تدريجي، فالغالبية العظمى من الناس لايدركون أن استخدام الخلوي أثناء القيادة
مخالف، ويستوجب الغرامة، معتقدين أن الأمر عاديا، لأن معظم سائقي السيارات يتحدثون بالهاتف وبعضهم لاينزع السماعة من أذنيه أو يستخدم تقنية «البلوتوث» للرد على المكالمات وهو خلف المقود.
لذلك نناشد المجلس البلدي وشرطة ديربورن بضرورة ايضاح هذه المسألة من خلال حملات توعية لمخاطر استخدام الهاتف الخليوي أثناء القيادة وتطبيق النظام بشكل تدريجي بدلا من اللجوء إلى تصيد أخطاء الناس من قبل عناصر شرطة متخفين بلباس مدني ويستقلون سيارات عادية.
Leave a Reply