إلى جانب كونها واحدة من أكبر المكتبات العربية في منطقة ديترويت، تضم مكتبة ”الشرق الأوسط” آلاف الكتب في جميع المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية والسياسية، فضلاً عن امتلاكها لمجموعة كبيرة من المعاجم والقواميس وسلسلة لتعليم اللغة العربية، سواء للناطقين بها كأولاد الجالية العربية، أو لأؤلئك الراغبين بتعلمها كلغة ثانية..
وكان قد صودف في الأيام القليلة الماضية ”اليوم العالمي للكتاب” الذي أطلقته اليونسكو منذ العام ١٩٩٥ بهدف التشجيع على القراءة والنشر والتعريف بحقوق المؤلف والطبع والنشر، ولما كان يوم الكتاب قد مرّ دون جلبة، أو همسة، أو إشارة في مجمتع الجالية العربية المتخم بالمراكز الثقافية (!!) فقد رأت صحيفة ”صدى الوطن” أن تلقي الضوء، من باب أضعف الإيمان، على هذه المناسبة، فذهبت إلى مكتبة ”الشرق الأوسط” لتتعرف على هذه المكتبة وحكايتها..
كان صاحب المكتبة الحاج ناظم حرب ملازماً بيته بسبب وعكة صحية، وكانت زوجته الحاجة زهرة حمود تحل مكانه في إدارة شؤون المكتبة. ترددت الحاجة أم حسام في إجراء مقابلة بسبب غياب الحاج حرب، ولكنها قررت أخيراً أن تقص الحكاية، فكان هذا اللقاء.
– كيف بدأت قصة إنشاء المكتبة؟
الحاجة زهرة حمود: لقد افتتحنا هذه المكتبة منذ أكثر من ١٢ سنة، وكنا قبلها نملك محطة وقود على شارع وورن في ديربورن، وبعد أن كبر أولادنا الأربعة وتعلموا وتخرجوا من جامعاتهم، بعنا المحطة، وقررنا أن نؤسس هذه المكتبة التي تراها.
– لماذا اخترتم افتتاح مكتبة، وليس أي شيء آخر؟
– أنا منذ صغري أحب المطالعة، لقد كانت قراءة الكتب هوايتي المفضلة منذ كنت في لبنان، حيث عملت لفترة من الوقت كمعلمة في إحدى المدارس الخاصة، وعندما انتقلنا إلى هنا ظلت هذه الهواية ترافقني.. أنا أحب العلم والقراءة.. أنا كنت صاحبة الفكرة والحاج ناظم وافقني وابتدأنا بتأسيس المكتبة..
– فكرة تأسيس مكتبة عربية فـي ديربورن تحمل كثيراً من المجازفة، من هم زبائن المكتبة؟
– بالرغم من انشغال الناس بأعمالهم لكن هناك الكثير من الناس الذين يهتمون بالقراءة، ويأتي في مقدمة زبائن المكتبة العراقيون الذين يملكون شغفاً وحباً كبيراً للمطالعة والمعرفة، وفي المرتبة الثانية يأتي أبناء الجالية اللبنانية، خاصة الأجيال الصغيرة التي تبدي اهتماماً بتعلم اللغة العربية، وبهذه المناسبة نملك في المكتبة كتباً كثيرة لتعليم اللغة العربية، إضافة إلى معاجم وقواميس اللغة الإنكليزية – العربية.
– هل هناك زبائن من خارج الجالية العربية؟
– أحياناً يأتي إلينا أميركيون راغبون بتعلم اللغة العربية، كما أن بعض الجامعات التي بدأت تدّرس اللغة العربية والثقافة العربية تأخذ منا بعض الكتب مثل جامعة وين ستايت. وأيضاً.. بعض المكتبات العربية في ولايات أخرى مثل نيويورك وغيرها.
– ما أنواع الكتب التي تضمها المكتبة؟
– كتب في كافة المجالات.. في الأدب والتاريخ والسياسة، إضافة إلى المعاجم والقواميس والكتب التراثية والكتب الدينية ولجميع المذاهب الإسلامية (تضحك)..
– هل تتابعون حركة الإصدارات الجديدة فـي العالم العربي؟
– نحاول قدر المستطاع، وعلى العموم نحاول سنوياً تزويد المكتبة بالإصدارات الجديدة، ودور النشر التي نتعامل معها تمدنا دائماً بالعناوين الصادرة حديثاً، ونحاول ما أمكن تأمين أكبر عدد من العناوين.. حتى الآن تضم المكتبة عشرات الآلاف من النسخ..
Leave a Reply