تعتبر مكتبة «هنري فورد» الواقعة على شارع ميشيغن افينيو في ديربورن واحدةً من أهمّ المصادر المعرفيّة في إغناء حاجة أبناء الجالية العربيّة في المدينة إلى تلك المصادر، سواءً بالنسبة لطالبي العلم أو طالبي المعرفة.
ومن أجل التعرُّف عن كثب على النشاطات التي يضطلع بها هذا الصرح الثقافيّ الكبير، ووضع تفاصيل نشاطاته تحت أنظار أبناء الجالية العربيّة بمختلف الشرائح والأعمار والتوجُّهات الفكريّة، فقد قامَ قسمُ التحقيقات في «صدى الوطن» بإجراءِ هذه التغطية المتواضعة تعميماً للفائدة وتقريباً لمصادر الإفادة. فكان لنا موعد مع إدارة المكتبة حيث أجرينا الحوارَ التالي مع مديرة المكتبة ماريان بارتلس ومعاونتها جولي شايفر.
في الصورة جولي شايفر، ماريان بارتلس والزميل العبدلي داخل مكتبة هنري فورد. (عدسة: عماد محمد) |
إستهللنا الحوار بالتقديم التالي: من المعروف أنّ هناك جالية عربيّة كبيرة في ديربورن، أفرادها بحاجة إلى النهل من مصادر المعرفة، وعليه فإنّ مكتبة هنري فورد تُعتبَر واحدة من تلك المصادر. ومن أجلِ إلقاءِ الضوء على نشاطات المكتبة ووضعها أمام أنظارِ القُرّاء نودُّ أن نطرح العديد من الأسئلة المحدَّدة حول ذلك:
– متى تأسّست المكتبة؟
– في ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) 1969
– عندما تأسّست المكتبة، هل كانت هناك فكرة حول تقديم الخدمات للجالية العربيّة؟
فأردفَت شايفر بالإجابة:
– في بداية الأمر ليست لديّ معلومات حول ذلك، لكنْ مع مرور الزمن ولحاجة أبناء الجالية العربيّة مع ازدياد حجمها إلى خدمات المكتبة، فكّرْنا بتوفير بعض الخدمات.
– ماهي تلك الخدمات ومتى بدأتْ؟
– أنا أعمل في هذه المكتبة منذُ عام 2003 وليست لديَّ معلومات عمّا قبل ذلك.
– عند استِلامِكِ العمل منذُ 2003 حدِّثينا عن فترةِ البداية، وكيف؟
– في البداية لم تكن هناك كتب عربيّة، لكنّنا وفّرناها في هذه المكتبة على الرغم من أنّها كانت متوفِّرة أيضاً في مكتبة أسبر، وكانت أعدادُها ذات حجم متواضع، وفي إختصاصات متعدِّدة.
– ماعدا تقديم خدمة مطالعة الكتب، ما هي الخدمات الأخرى؟
– وفّرْنا الصحف والمجلّات العربيّة الدوريّة.
– هل الإقبال على مثل هذه الخدمات بالمستوى المطلوب؟
– نعم هناك إقبال جيِّد، لاسيّما وأنّنا قد هيّأنا خدمات أخرى نقدِّمُها على سبيل المثال توفير كتب تعليم اللغة الإنكليزيّة، وكيفيّة تعلُّم الإجابة على أسئلة امتحان الحصول على الجنسيّة الأميركيّة.
– هل المقصود بكتب تعلُّم اللغة الإنكليزيّة.. القاموس؟
أم وسائل إيضاح سمعيّة وبصرِيّة أخرى؟
– وفّرنا خدمة وسائل الإيضاح من سمعيّة وبصريّة، وكذلك برامج في تسهيل تعلُّمِها على الكومبيوتر.
– لديكم وسائل أخرى لخدمة الجالية، كاستخدام القاعة التي تحتويها مكتبتكم فـي إقامة الأمسيات الشعريّة والأدبيّة والثقافيّة بعامّة، بالإضافة إلى المسرح فـي إقامة عروضٍ مسرحيّة.
– نعم لدينا مسرح وقاعة لإقامة مثل هذه الفعّاليّات الثقافيّة.
– ماهي الشروط المطلوبة لأجلِ استخدام المسرح أوالقاعة من قِبَلِ مقيمي الفعّاليّات الثقافيّة؟
– أنْ تكون الفعّاليّات ليست لمنفعةٍ شخصيّة.
– نحنُ نتحدّث فـي موضوعة خدمة الجالية ذات الشأنِ العام، وتقديم وإبراز المواهب المبثوثة بين أبناءِ الجالية، والتي تمثّل همومَهاالثقافيّة العامّة، وتقديمها أمام المجتمعِ الأميركي. ذلك لأنّ المواضيعَ الشخصيّة ليس مكانها هذه القاعة، وإنّما فـي أماكن أخرى. فما هي الشروط الأخرى؟
– لأنّ ماليّة المكتبة محدودة، وإنّ استخدام المسرح أو القاعة يتطلّب نفقات إضافيّة ليس بالمقدور تحمّلها، لذلك يجب على المستفيد دفع ثمن أيجارها. وإنّ مبلغ هذا الإيجار هو لتغطية تكاليف استخدامها.
– فـي العام 2009 أقيمت على قاعتكم أمسية شعريّة كنتُ أحدَ المشاركين فـي إحيائها وبمشاركة أكثر من ستّة شعراء، وقد أذيعت ونُشِرَت تفاصيل تلك الأمسية فـي عددٍ لا يُحصى من الصحف والمجلّات العربيّة والغربيّة ومنها الأميركيّة، كما ظهرتْ على العديد من المواقع الإلكترونيّة عبر الإنترنت. بهذه المناسبة نحنُ أيضاُ ساهمنا بإدخال قاعة مكتبتكم (قاعة هنري فورد) إلى التاريخ عبر إقامة مثل تلك الأمسية، ذلك يعني أنّنا قد تبادلْنا المنفعة أو الخدمة، ماهو تعليقُكُم على ذلك؟
– يسعدُنا أنْ نستطيع توفير هذا المجال أو الفرصة للمبدِعين من أجلِ المشارَكة الأوسع في إقامة الفعّاليّات الثقافيّة.
– الآن نأتي إلى الشرطِ الآخر، وهو الشرط المالي.
– هناك متطلّبات عديدة يتحدّد بموجِبِها مبلغ الإيجار، مثل كم عدد الحضور، أيّ يوم من أيّام الأسبوع، مانوع الطعام الواجب تقديمه أو المرطّبات، وعلى الإجمال فإنّ الحدّ الأدنى للإيجار يكون 150 دولاراً، ليصل إلى 500 دولارٍ، وقد يكون أكثرَ من ذلك.
– على سبيل المثال.. كم تستوفون عن إيجار القاعة لإقامة مسرحيّة لمدّة يوم واحد تستغرق ساعتَيْن؟
– على الأقلّ 150 دولاراً.
– نحن نشجِّع دائماً إقامة الأمسيات الشعريّة، لإظهار المواهب وتقديمها إلى الجمهور. فكيفَ تعاضِدون الشعراء فـي إقامة مثل هذه الأمسيات والتي هي عادةً لاتتطلّب أكثر من تقديم المرطّبات التي يجلبُها أصدقاءٌ للشعراء؟
– نفس المبلغ، وهذا ينطبق أيضاً على إقامة بقيّة الفعّاليّات الثقافيّة، كحفل توزيع كتاب أو تقديم باحثين لموضوعاتٍ متعدِّدة.
– ماهي صلاحيّتكم فـي تقديم القاعة مجّاناً لغير القادرين على الدفع ؟
– المبلغ هو 300 دولار، لكنّ التخفيض ينحدر إلى 150 دولاراً.
– ما هي الخدمات الأخرى التي تقدِّمونها عبر قاعتِكم أو مكتبتكم؟
– باقي البرامج تُقَدَّم باللغة الإنكليزيّة للجميع، مثل برامج ثقافة الأطفال التي يقدّمُها موظّفون مختصّون يعملون في المكتبة لهذا الغرض.
– من أيّة مستويات عمريّة للأطفال؟
– من سنةٍ فأكثر، كما لدينا برامج للمراهقين، وللكِبار أيضاً.
– للأطفال عرفنا منكم تقديم القصص مثلاً. ما هي برامج الكبار؟
– برامج إقتصاديّة، تاريخيّة، غذائيّة، مناقشة إصدارات الكتب… ألخ
– هل مثل هذه البرامج تُقام دوريّاً أم ماذا؟
– مرّتَيْن أو ثلاث شهريّاً.
– هل يقدِّمها إختصاصِيّون؟
– أحياناً يقدِّمُها مختصّون، وأحياناً أخرى فريقُ العمل في المكتبة.
– كيف تتمّ دعوةُ المتابعين؟
– عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمكتبة (الويب سايت) والفيسبوك والتلفزيون ووسائل النشر الورقيّة.
– «صدى الوطن» تعتبر الجريدةَ الأوسع إنتِشاراً بين أوساط الجالية العربية فـي المدينة، فهل ترسلون ما تودون إعلانه للجالية إليها؟
– نحن نرسل الإعلانات إلى البلديّة، وهي بدورِها تقوم بتوزيعِها.
– لتسهيل الأمور، واختصار الروتين، لماذا لا يتمّ إرسالُها من قبلِكم مباشرةً؟
– تلك هي شروط البلديّة، ونحن نخضعُ لها.
– من أين يتمّ تمويل المكتبة؟
– من ميزانيّة المدينة.
– هل يكفيكم التمويل بحيث يغطّي جميعَ نفقاتكم؟
– التمويل يكفي الآن لتغطِيَة النفقات، لكن لا يمكننا إضافة خدماتٍ أخرى لعدم وجود غطاء لها.
– هل تطالبون بزيادة التمويل؟
– المشكلة تكمن في أنّ البلديّة لديها ميزانيّة محدَّدة، وموزَّعة على جهاتٍ أخرى تقدم خدمات نوعيّة أخرى أيضاً، لكنّنا نشجِّع على التبرُّع للمكتبة سواءً من الأشخاص أو المنظّمات الخيريّة.
وبدورها، دعت معاونة مديرة المكتبة، جولي شايفر، أبناءَ الجالية الى ارتياد المكتبة، وتشجيع أطفالهم على الإستفادة من الخدمات التي تقدِّمُها المكتبة عبر برامج متخصصة.
Leave a Reply