لندن – يلجأ نصف سكان الولايات المتحدة وبريطانيا إلى مكملات فيتامين «دي» لأجل سد النقص الناجم عن عدم التعرض لأشعة الشمس، وفي عهد الملكة فيكتوريا كان هذا الفيتامين يقدم للأطفال في المناطق الفقيرة بمثابة تلقيح ضد الكساح. أما في الوقت الحالي، فيجري استخدام هذا الفيتامين لعلاج مرض هشاشة العظام وسط مخاوف من تأثير نمط الحياة المعاصر على صحة الناس بسبب المكوث لفترات طويلة في أماكن مغطاة بعيداً عن أشعة الشمس.
ويحرص الناس في العديد من الدول على تناول مكملات غذائية، حتى يمدوا أجسامهم بفيتامين «دي» المفيد للعظام، لكن هذا المركب العضوي لا يؤدي مفعولاً خارقاً مثلما يتصور كثيرون، كما أن تناوله دون حاجة أو داع قد تكون له أخطار على الصحة، بحسب دراسة بريطانية جديدة أظهرت عدم وجود ارتباط بين مستويات فيتامين «دي» وخطر الإصابة بكسور.
وبحسب دراسة منشورة في مجلة الطب البريطانية «بريتيش ميديكال جورنال»، فإن مستويات فيتامين «دي» في جسم الإنسان تتأثر على نحو كبير بالعوامل الجينية.
واعتمدت الدراسة على عينة ضخمة شملت بيانات صحية لـ500 ألف شخص و188 ألف حالة كسر في عدة دول بالعالم، ومن نتائج الدراسة أن نقص فيتامين «دي» لا يزيد مخاطر إصابة الإنسان بكسور.
فضلاً عن ذلك، وجد الباحثون أن تناول مكملات فيتامين «دي» لم يساعد الأشخاص على تقوية العظام أو تفادي المتاعب الصحية المرتبطة بها.
وبما إن الجسم يحتاج فيتامين «دي» على غرار حاجته إلى فيتامينات أخرى فإن الدراسة تنصح بأخذ جرعة معتدلة لأن الإكثار قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأوضح تيم سبيكتور –وهو أستاذ علم الأوبئة الجيني في جامعة «كينغز كولدج» في لندن، في موقع «ذا كونفيرزيشن»– أنه أصبح يشاهد في العيادة بشكل روتيني مرضى لديهم مستويات عالية جداً من فيتامين «دي».
ويشير سبيكتور إلى أن العديد من التجارب أظهرت أن المرضى الذين لديهم مستويات عالية من فيتامين «دي» أو يتناولون جرعات كبيرة منه لديهم مخاطر متزايدة للسقوط والكسور. ويضيف أنه يجب أن يحصل الأصحاء على فيتامين «دي» من جرعات صغيرة من أشعة الشمس كل يوم، وكذلك من الطعام مثل الأسماك والزيت والفطر ومنتجات الألبان.
ويقول إنه يتم حالياً تشخيص الملايين من الناس بنقص فيتامين «دي» بشكل خاطئ. ولذلك، فيجب استشارة الطبيب أولا، وإجراء فحص لتحديد ما إذا كان هناك نقص فيتامين «دي» وعدم تعاطي مكملاته إلا بعد استشارة الطبيب.
Leave a Reply