مرة جديدة يقع الهم المعيشي للمواطن اللبناني فريسة التجاذبات السياسية من دون أن يعبأ أهل السياسة بالأعباء والتبعات التي يتحملها الشعب.
مرسوم تصحيح الاجور عاد الى الواجهة مجددا بعد ان ظن العمال ان مشروع وزير العمل الأخير قبل الأعياد قد وجد طريقه للتنفيذ، غير ان مجلس شورى الدولة كان له رأي اخر فرفض المرسوم، ما يعني اطلاق عجلة دورة جديدة من الاخذ والرد بين فريق الرئيس نجيب ميقاتي الرافض أصلا للتعديلات الاخيرة وفريق وزير العمل شربل نحاس المدعوم من “حزب الله” و”حركة أمل”.
ويكشف ملف الاجور ما هو أبعد من مجرد تباين في وجهات النظر حول ملف اقتصادي ليلامس حدود ازمة سياسية صامتة يعيشها البلد نتيجة اختلاف في الرؤى السياسية بين تيار المقاومة وحلفائها وتيار “الوسطية” بقيادة ميقاتي، وهي ازمة مرشحة للإنفجار عند اول محطة اقليمية قريبة.
وبالعودة الى ملف الاجور، يبدو ان الوزير نحاس متمسك بإقرار رؤيته الأقرب الى مطالب الفئات العمالية، وقد تسربت أنباء عن نيته اعادة طرح القانون بمضمون قابل “للهضم” من قبل شورى الدولة.
على خط آخر، انطلقت آليات اقرار المراسيم التطبيقية لقانون النفط في لبنان مع إعلان وزير الطاقة جبران باسيل البدء بالتحضير العملي لتعيين هيئة لإدارة القطاع ومتابعة عمليات المسح البحري. على أن يواكب هذه المرحلة اطلاق المناقصات خلال 3 اشهر وجولة من المباحثات مع الجانب القبرصي حول الحدود البحرية.
وتلحظ المراسيم التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة كل القواعد والأنظمة المتصلة بالأنشطة النفطية، كما تتناول مسألة تشكيل هيئة إدارة قطاع النفط التي ستتألف من ستة أعضاء، على أن تكون رئاستها مداورة وفق الأحرف الأبجدية للأسماء، وعلى أن يتم اعتماد القاعدة نفسها في قطاعات الكهرباء والاتصالات والطيران المدني.
ولعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري دورا كبيرا في الكواليس في تمرير المراسيم بإجماع كامل بعد ان حمل على عاتقه المضي قدما في اطلاق عجلة هذا الملف.
في هذه الأثناء، تواصل السجال حول وجود تنظيم “القاعدة” في لبنان علما ان الموضوع كان محط اهتمام البطريرك بشارة الراعي الذي التقى الوزير باسيل لبحث هذا الملف، مع الاشارة الى تصريح البطريرك في عظته التي القاها في قداس عيد الغطاس بدعوته “المسلمين والمسيحيين لتحقيق الربيع العربي الحقيقي النابع من الداخل، لا المستورد من الخارج لأغراض سياسية واقتصادية واستراتيجية، التي غالباً ما تكون على حساب مصالحهم الوطنية”، محذرا من أن “الاصوليات الدينية، من اي جهة أتت، تحوّل الربيع الى شتاء، إذا لم تهدف إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية بمفهومها المذكور. كذلك العنف والارهاب ينذران بشتاءٍ مُدمِّر”.
على الخط نفسه، كان لافتا موقف منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية دانيال بنجامين، الذي أطلقه خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، بقوله ردا على سؤال حول نشاط القاعدة في لبنان وسوريا إن “هناك مجموعات متعاطفة مع القاعدة في لبنان منذ سنوات عديدة. قد تذكرون ان الجيش اللبناني دخل الى مخيم اللاجئين قبل بضع سنوات للتعامل مع مجموعة كان لديها ايديولوجية تشبه القاعدة، (في إشارة الى مواجهات مخيم نهر البارد عام 2007، مضيفا “من المؤكد ان هناك عناصر من هذا القبيل في لبنان على مر السنوات. إذا كان لديهم اي علاقة بما يجري في سوريا، هذه مسألة أخرى تماما”.
Leave a Reply